فاز وزير خارجية بريطانيا السابق، بوريس جونسون، بمنصب رئيس وزراء بريطانيا خلفًا لرئيسة الوزراء تريزا ماى؛ بعدما تمكن من زعامة حزب المحافظين الحاكم، وحصل على 92153 صوتًا من أصل نحو 159 ألفًا من أعضاء الحزب، مقابل 46656 صوتًا لمنافسه وزير الخارجية جيريمى هانت. «هانت» الذى كان يشغل وزيرًا للخارجية فى حكومة تريزا ماى منذ عام 2016 إلى 2018 عندما استقال احتجاجًا على سياستها فيما يتعلق بتدبير ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، يراهن على خروج بريطانيا من «البريكست» بحلول 31 أكتوبر المقبل، ويرى فيه كثيرون أنه امتداد لسياسة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وأن هناك الكثير من الروابط المشتركة تجمع كلتا الشخصيتين. جونسون المعروف بتصريحاته المثيرة، وميله إلى الدعابة والسخرية، وتوجيه النقد الحاد وعلاقاته النسائية المتعددة، جعل كثيرين يصابون بالدهشة بعد توليه رئاسة وزراء بريطانيا، واشتهر بالإثارة والاستعراض فى عمله السياسى منذ أن انتخب رئيسًا لبلدية العاصمة لندن عام 2008، وكان من بين أهم قراراته منع المشروبات الكحولية فى وسائل النقل العام، إلى أن استقال من منصبه العام الماضى كوزير للخارجية احتجاجًا على سياسات «ماى». يصف نفسه بأنه: «بوتقة يصب فيها الجنس البشرى بتنوعاته»؛ حيث إنه وُلد لأبوَين بريطانيين فى عام 1964 بنيويورك بالولايات المُتحدة، فحصل على الجنسية الأمريكية والبريطانية معًا، جده لأبيه «على كمال» صحفى شركسى تركى، وهو مسلم الديانة علمانى التفكير، ويَنسب «جونسون» نفسه إلى الملك جورج الثانى ملك بريطانيا العظمى عبر تتبع طويل لشجرة العائلة من طرف والده، أمّا والدته فيهودية روسية هاجرت إلى الولاياتالمتحدة، وجدّه لأمّه حاخام يهودى. درس جونسون فى كلية إيتون كوليج الشهيرة، وأظهر ميلًا إلى دراسة اللغة الإنجليزية والآداب الكلاسيكية، كما درس الآداب القديمة فى أوكسفورد، وانتخب رئيسًا لاتحاد الطلبة عام 1984، وبدأ جونسون حياته العملية صحفيّا فى ديلى تلغراف، ثم أصبح مراسلها للاتحاد الأوروبى، ونائبًا للمدير، قبل أن يصبح مديرًا لصحيفة سبيكتيتور، عام 1991. أنتخب عام 2001 نائبًا فى مجلس العموم، عن حزب المحافظين، وعُيّن عام 2004 وزيرًا للدولة مكلفًا بالفنون، ثم اضطر إلى الاستقالة، بعد انكشاف علاقته الغرامية مع بترونيلا وايت، ولكنه عاد إلى الحكومة عام 2005، فى منصب وزير للدولة مكلف بالتربية. فى مسيرة الرجُل الأول فى بريطانيا العديد من الحكايات والعلاقات النسائية، فرُغم اعترافه بأنه ليس رجُلًا وسيمًا، فإن العديد من النساء اللاتى وقعن فى شباكه اعترفن بأنه يعتمد على أسلوب ساحر فى الإيقاع بالنساء، وبدأت حكاياته مع زوجته الأولى أليجرا موستين أوين، التى تزوّجها عام 1987 بعد لقائهما فى جامعة أوكسفورد، ومع ذلك، انفصلا عام 1993 بعد ست سنوات من الزواج، عقب اكتشافها خيانته مع المحامية مارينا ويلر التى تزوجها بعد طلاقه الرسمى من زوجته الأولى بأسابيع، واستمرت علاقته بزوجته الثانية ما يزيد على 25 عامًا، أنجب منها 3 بنات، إلّا أن الخيانة كتبت نهاية قصتهما العام الماضى. الزوجة الأولى أليجرا موستين أوين تعرَّف عليها فى 1984 بجامعة أوكسفورد؛ حيث كانا يدرسان معًا، وكان مثلها بعمر 23 حين اقترن بها فى 1987 بزواج أمضيا شَهره العسلى الأول فى القاهرة، هى كانت ابنة إيطاليين شهيرين، فالأم كاتبة معروفة والأب مالك لأراضٍ متنوعة بالعشرات ومن أصحاب المليارات، إلّا أن الزواج انتهى فى 1993 بالطلاق من دون أبناء. أليجرا، عملت بعد الطلاق معلمة أطفال للفنون فى مركز ثقافى تابع لأحد المساجد فى لندن، وتعرّفت إلى شاب باكستانى اسمه عبدالمجيد، خبير كمبيوتر يصغرها بأكثر من 22 سنة، فمالت إليه وعشقته، وانتقل إلى لندن ليتابع دراسته، ثم تزوجته وقامت بتغيير اسمها إلى آخر مستمد من اسم زوجها. مارينا.. 25 عامًا زواجًا العام الماضى كان الفصل الأخير فى حكاية الزواج التى استمرت أكثر من 25 عامًا، بين جونسون وزوجته مارينا ويلير المحامية بشئون حقوق الإنسان، وأمّ أبنائه الأربعة: (لارا، وميلو، وكاسيا، وتيودور أبولو)، والسبب كثرة تعذيبه لها بخيانات شهيرة، بحسب ما أكدته العديد من الصحف البريطانية، وذكرته ابنته «لارا» الصحفية المتخصصة بالموضة، مشيرة إلى أن والدها مدمن على علاقات من خارج السرير الزوجى. وفى سبتمبر الماضى أعلن بوريس وزوجته مارينا سيرهما فى إجراءات الطلاق، أصدر الزوجان بيانًا قالا فيه: «بعد زواج دام 25 عامًا، قررنا أنه من الأفضل لنا الانفصال. لقد اتفقنا على الطلاق، والإجراءات سارية، لكننا سنستمر كأصدقاء ندعم أطفالنا الأربعة خلال السنوات المقبلة. لن نعلق أكثر من ذلك». زير نساء رُغم أن البيان لم يكشف التفاصيل وقتها فإن الصحف سلطت الضوء، على علاقات جونسون، الذى اعتراف فى 2004 بإقامة علاقة حميمة مع كاتبة تصغره بأربعة أعوام، هى بيترونيلا وايت التى حملت منه واعترفت بأنها تخلصت من حملها بعملية إجهاض، على إثرها قام «مايكل هيوارد» زعيم حزب المحافظين فى ذلك الوقت بطرده من «حكومة الظل» لكذبه ونفيه المتكرر فى البدء حول إقامته للعلاقة التى اتضح فيما بعد أنها استمرت 4 سنوات. كشفت بيترونيلا وايت (50 عامًا) ابنة اللورد ودرو وايت كيف أنها خُدعت فيه خلال فترة عملهما سويّا بمجلة «سبيكتيتر» التى اكتشفت خلالها ميوله لتعدد النساء فى حياة الرجُل، قائلة: إنه خلال فترة العلاقة غير الشرعية قال لها: أرى أنه من غير المعقول أن يتقيد الرجل بامرأة واحدة فقط! وفى عام 2006، كشفت مجلة «نيوز أوف ذا ورلد» عن علاقة أخرى لبوريس مع صحفية تُدعى أننا فزكيرلى (29 عامًا فى ذلك الوقت)، وبعد ذلك بثلاث سنوات وفى 2009، صادَق فى السّر مستشارة بالفنون اسمها هيلين ماكينتير عمرها 32 عامًا، وحملت منه، واستعانت بالقضاء لمنع الإعلاميين من الكشف عن هوية الأب الحقيقى لابنها؛ لتأثير ذلك على أعصابها أثناء الحمل، فكان لها ما أرادت، إلى أن أبصرت الطفلة ستيفانى النور، وعندها سمحوا بالكشف عن هوية الأب الذى اتضح أنه لم يكن إلا بوريس جونسون، وقتها قدم دعوى للحفاظ على أبوته لستيفانى، التى وُلدت فى نوفمبر 2009، إلّا أن المحكمة رفضت الدعوى، ومن بين ما ذكره القاضى، رولز لورد دايسون وقت صدور قرار المحكمة فى عام 2013: «إن المعلومات الأساسية فى القضية، هى أن الأب كان على علاقة غرامية بالأم؛ حيث خَدع زوجته وشريكته فى الحياة الزوجية». يرتبط جونسون فى الوقت الراهن بعلاقة مع المسئولة السابقة بالمكتب الإعلامى بحزب المحافظين، كارى سيموندز، 31 عامًا، التى يتردد أن علاقتهما تشوبها بعض الاضطرابات؛ حيث ذكرت الصحف أن شجارًا عنيفًا اندلع فى المنزل الذى يقيم فيه جونسون مع صديقته سيموندز، الأيام الماضية وسمع الجيران صراخًا وفرقعة من داخل البيت، وسمعوا صديقته تصرخ وتقول له اخرج من المنزل، فاتصل أحد الجيران بالشرطة التى جاءت إلى المكان وغادرت بعد أن تأكدت أنه لم يحدث شىء يستحق التدخل. وأشار أحد الجيران إلى أنه سمع سيموندز، وهى تقول لأحدهم: «ابتعد عنى» و«اخرج من بيتى». ونشرت «الجارديان» تسجيلًا صوتيّا لأحد جيران سيموندز، يرفض فيه جونسون مغادرة الشقة، وقوله لسيموندز «ابتعدى عن حاسوبى المحمول». بوريس جونسون، شخصية مثيرة للجدل، ليس فى بريطانيا فحسب، وإنما فى العالم أجمع، يُعد واحدًا من الشخصيات الأكثر تعقيدًا وتناقضًا فى السياسة البريطانية، وما يميزه أنه متمرد راغب فى التغيير حالم ببريطانيا عظيمة وجديدة، ويصر على البريكست مَهما كانت المخاطر، ويرى فى نفسه امتدادًا لونستون تشرشل. يبقى أمام جونسون تحديّان: أولهما إخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى بحلول الحادى والثلاثين من أكتوبر المقبل كما وعد، وثانيهما تجاوز الانقسامات التى دبت فى صفوف حزبه، فحزب المحافظين يمرُّ بأزمة حقيقية أظهرتها الانتخابات المحلية الجزئية، التى جرت فى أول شهر مايو الماضى، مما أدى إلى خسارته لنحو (1200) مقعد فى المجالس المحلية فى بريطانيا، وتوحيد البريطانيين من خلفه، فإذا لم ينجح فى أيهما فستشهد بريطانيا انتخابات مبكرة قد لا يفوز فيها حزب المحافظين.