لجأ بعض المصريين للعديد من الحيل لمواجهة غلاء أسعار المصايف فى المدن الساحلية، من بينها شراء شقق وشاليهات بالاشتراك مع جيرانهم، وتقسيم أيام الصيف التى يقضونها فيها بالتساوى فيما بينهم، ولم يقتصر الأمر على شراء شقق «شِركة»، إذ لجأ بعضهم إلى ما عرف باسم «مصيف اليوم الواحد»، الذى يقضون من خلاله ساعات فى المصيف من خلال شركات سياحية، بمبالغ زهيدة. «مروة. أ» أم لثلاثة أطفال من منطقة مصر القديمة، من بين الذين قرروا عقد «شراكة» مع جيرانهم للذهاب إلى مصيف العين السخنة، فى ظل ضغط من الأطفال الثلاثة. تقول «مروة»: «بسبب غلاء أسعار مستلزمات المصايف والسفر إلى الكثير من المدن الساحلية، وفى مقدمتها الإسكندرية، قررنا عدم الخروج إلى المصيف، فى العام الماضى، لكن بعد فترة من الضغط الكبير والمتواصل من أطفالنا، استقررنا على شراء شقة فى العين السخنة، ودفع ثمنها مناصفة مع أحد جيراننا، على أن تسافر إليها أسرتنا خلال شهرين من شهور الصيف، وتسافر أسرته خلال شهرين». وتضيف: «كتبنا عقد الشقة مناصفة بيننا، ووثقناه فى الشهر العقارى على تلك الصورة، وأصبحنا نسافر بواقع شهرين لكل منا»، موضحة: «أسافر أنا والأبناء فى شهرى 8 و 10، فيما يسافر جارنا وأسرته خلال شهرى 9 و11». وتشير إلى إمكانية استغلال كل منهما لفترته فى تأجير الشقة أو السفر إليها لقضاء إجازة صيفية، وفى بعض الأحيان لا يستطيعون قضاء شهرين كاملين فى المصيف، بسبب ظروف عملهم فى القاهرة، لذا يلجأون إلى قضاء الفترة المحددة التى يريدونها ثم استغلال الوقت المتبقى فى تأجير الشقة لباقى أفراد الأسرة فى العمارة مقابل مبلغ رمزى». وتواصل: «المبلغ الذى يتم تأجير الشقة به يكون ربع ثمن الشقق الأخرى المجاورة، ولا نؤجرها إلا للجيران المقربين المعروفين لنا، وما نجمعه من هذا الإيجار نستغله فى تغيير الأسرّة وبعض الأجهزة الكهربائية التى تتلف خلال أشهر الصيف. أما خلال أشهر الشتاء يكون لكل منا كمُلاك الحق فى السفر للشقة، لكن لا يتم تأجيرها نهائيًا، لأن الهدف ليس ربحى نهائيًا». رأس البر الأمر ذاته صارت عليه أسرة «شروق. م»، من محافظة المنصورة، باتباع نظام المشاركة لشراء «شاليه» فى مصيف رأس البر بمحافظة دمياط، وتوزيع شهور المصيف بالتساوى على المشترين، وهم 3 أسر من الشارع الذى تسكن فيه أسرة «شروق». وتوضح: «كل أسرة تملك نسخة من مفاتيح الشاليه، ويمكن لأى منهم إعطاء المفاتيح لأى من أسرهم وأقاربهم، لكن بعد إبلاغ بقية الشركاء، وذلك عن طريق مجموعة مخصصة على تطبيق واتس آب تجمع العائلات الثلاث، مع حظر تأجيره نهائيًا، لأنه بمثابة بيت العائلة». وترجع الاتفاق فيما بينهم على عدم إيجار «الشاليه»، الذى يقسم فيما بينهم طوال شهور الصيف، إلى رغبتهم فى عدم معرفة أحد بأنه مُقسم بين 3 عائلات، وبالتالى لا يكون هناك فرصة لسرقته أو دخوله فى غيابهم. وفى حيلة قريبة تعتمد على المشاركة أيضًا، تقول «رضوى. ح»: «نتفق فى عائلتنا على استئجار شقة فى إحدى المناطق الساحلية لمدة 4 شهور مثلاً، ونتفق على تقسيم مبلغ الإيجار فيما بيننا، وكل مجموعة تذهب لشهر أو شهرين». وتشير إلى أن «الشقة تكون مفروشة ومجهزة بكل احتياجات المصيف، من أجهزة وأدوات مطبخ وغيرها، ونتواصل فيما بيننا للاتفاق على مواعيد السفر ودفع الإيجار عبر واتس آب». مصيف 24 ساعة لا يقتصر الأمر على «المصيف الشِركة»، فغلاء الأسعار المبالغ فى إيجارات شقق المصايف والفنادق، ساهم فى ظهور ما يطلق عليه «مصيف اليوم الواحد». واحد من منظمى «مصيف اليوم الواحد»، ويدعى «سامح»، قال إن هذا النوع من الرحلات يكون إلى أحد الشواطئ الساحلية، وغالبًا ما تكون الرحلة يوم الجمعة أو السبت، مشيرًا إلى أنها «فكرة تلجأ لها الأسر المصرية لنزول البحر يوما واحد فقط، مع الارتفاع الكبير فى الأسعار». ويوضح أن تكلفة الفرد الواحد تكون 100 جنيه فقط، والأطفال 50 جنيها، ويشمل هذا المبلغ الانتقالات وحجز الشاطئ، وذلك بعيدًا عن الطعام الذى تتكفل به كل أسرة، لافتًا إلى أنه يتم السفر إلى شواطئ بعينها مثل الإسكندرية، والعين السخنة، ورأس البر، ومرسى مطروح. ويضيف: «الرحلة أغلبها تكون من الأقارب والجيران، وفى بعض الأحيان يسافر معى ما يزيد على 10 أسر من شارع واحد فقط، وأتفق مع مالك الشاطئ، قبلها بيومين، على أن هناك عددًا من الأسر قادم، فيحجز لنا مساحة معينة من الشاطئ خاصة بنا، لتفادى زحام الشواطئ فى الصيف، على أن يبدأ اليوم من الخامسة صباحًا حتى السادسة مساءً». ويقول أحد أفراد الأسر التى لجأت إلى «مصيف اليوم الواحد»: «لم أشاهد البحر بعيدا عن التلفزيون، فى ظل التكلفة العالية للسفر، وكون المصيف ليس من ضروريات الحياة، لكن بعد معرفة تلك الفكرة عبر مجموعة من شباب المنطقة والمناطق المجاورة فى المطرية، قررت تجربتها والسفر بالفعل إلى الإسماعيلية وجمصة، بتكلفة لا تزيد على 80 جنيها للفرد الواحد، شاملة الأتوبيس فقط، ويكون ذلك بالاتفاق مع إحدى شركات السياحة». ويضيف: «بمجرد الوصول إلى الشاطئ نفترق جميعًا حسبما نرغب، ونتجمع مرة أخرى عند الأتوبيس فى ميعاد متفق عليه مسبقًا للمغادرة»، معتبرًا أن ذلك هو «الحل الأمثل لقضاء عطلة سريعة بعيدًا عن ضغوط العمل ومشاغل الحياة طوال الأسبوع». ويواصل: «جانب مصيف اليوم الواحد، أشارك زملائى فى دفع ثمن بنزين سيارة يملكها أحدهم، ونسافر معًا لقضاء إجازة صيفية سريعة، وهى نفس فكرة رحلات اليوم الواحد لكن ليست للعائلات».