كتب: محمد شميس بعد صدور نتائج التقرير السنوى لمحرك البحث «جوجل» حول قائمة الأغانى الأكثر بحثا داخل محافظات جمهورية مصر العربية، والتى جاءت بالترتيب التالى «مهرجان لأ لأ، مهرجان أنا جدع، أغنية ديسباسيتو، أغنية 3 دقات، مهرجان العب يلا، مهرجان هات سيجارة، أغنية نسر الصعيد، أغنية دار يا قلبى، نشيد قالوا إيه علينا، أغنية الكيف»، سنجد أكثر من ملاحظة. الملاحظة الأولى فى هذه النتائج هى غياب المغنين المشاهير الذين أصدروا ألبومات غنائية فى خلال 2018، فلم نجد «عمرو دياب» فى القائمة رغم صدور ألبومه «كل حياتى»، وأيضا غاب «تامر حسنى» رغم صدور ألبومه «عيش بشوقك»، وغابت «إليسا» رغم صدور ألبومها «إلى كل اللى بيحبونى»، وغابت «شيرين عبدالوهاب» رغم صدور ألبومها «نساى»، وأيضًَا «هيفاء وهبى» رغم صدور ألبومها «حوا» وغاب عن القائمة أيضا المغنون الشباب أمثال: «رامى جمال» رغم صدور ألبومه «ليالينا»، و«أحمد زعيم» رغم صدور ألبومه «أهو أهو»، و «محمد حسن» رغم صدور ألبومه «سلامات»، وهو ما يعنى أن كل هذه الألبومات لم تحقق النجاح المرجو منها، خاصة أن قائمة الأكثر بحثًا بها 5 أغانٍ صادرة منذ عام 2017 وهى «مهرجان لأ لأ لفريق صواريخ، وأغنية ديسباسيتو للويس فونسى ودادى يانكى، وأغنية 3 دقات لأبو ويسرا، ومهرجان ألعب يلا لأوكا وأورتيجا، وأغنية الكيف لكايروكى وطارق الشيخ». الملاحظة الثانية لنتائج هذا التقرير تتلخص فى سيطرة وهيمنة الأغنية الشعبية على عرش الأغانى الأكثر انتشارًا وبحثًا داخل مصر، لنجد فى القائمة أغانى لفرق المهرجانات مثل فريق «أوكا وأورتيجا»، وفريق «الصواريخ»، وفريق «محمد الفنان وإسلام الأبيض»، وفريق «حتحوت وكاتى وزوكش وأمير مانو»، بالإضافة إلى المغنين الشعبيين مثل «طارق الشيخ»، و «أحمد شيبة». الملاحظة الثالثة هى أن القائمة بها أغانٍ تحمل مضمونًا اجتماعيًا مثل «مهرجان أنا جدع» الذى يتحدث عن قيم الشهامة و«الجدعنة» داخل المناطق الأكثر كثافة فى مجتمعنا المصرى، وأيضًا مهرجان «ألعب يلا» الذى يتحدث عن ضرورة البعد عن وساوس الشيطان وأغنية «الكيف» التى تدعو لترك المخدرات، ومهرجان «هات سيجارة» والذى يبدو فى عنوانه أنه يشجع على الاتجاه للسجائر، ولكنه فى الحقيقة يحذر منها، ومن كل المعاصى بشكل عام وهذا وضح فى كلماته التى تقول: «الكل ناسى ناسى إن فى حساب وإن فى عقاب .. فوق يابنى الدنيا فانية والآخرة تحت التراب»، أيضا أغنية «أحمد شيبة» لمسلسل «نسر الصعيد» الموجودة داخل القائمة فهى بعيدة كل البعد عن مفهوم الغنوة العاطفية التى تتحدث عن الحبيب والحبيبة، وأيضا أغنية «دارى يا قلبى» ل«حمزة نمرة» والتى تبتعد هى الأخرى عن المواضيع العاطفية، حتى نشيد «قالوا إيه علينا» فهو يتحدث عن قوة وصلابة الجندى المصرى البطل المستعد بالتضحية بأغلى ما يملك ليحافظ على أمن الوطن، ولم نجد سوى أغنية «3 دقات» الوحيدة التى تتحدث عن العلاقة العاطفية بشكل تقليدى، ومهرجان «لأ لأ» الذى تصدر قوائم نتائج البحث بفضل الراقصة «جوهرة» التى ظهرت فى أكثر من فيديو وهى ترقص على إيقاعاته وبفضل تطبيقات الموبايل مثل «ميوزكلى»، و«تيك توك»، وهو انتشار ليس له علاقة بمحتواه الفنى، أما أغنية «ديسباسيتو» التى تواجدت فى القائمة وهى أغنية عاطفية لاتينية فمن الطبيعى أن تكون ضمن نتائج الأكثر بحثا لأنها حققت على يوتيوب أكثر من 5 مليارات، و800 مليون مشاهدة على مستوى العالم! ولكن بعيدًا عن قوائم البحث، وما إلى ذلك من الإحصائيات الرقمية، فبالنظر إلى ألبومات هذا العام سنجد أن كل فنان حاول الوصول إلى جمهوره بشكل مختلف: عمرو دياب قام بإصدار ألبومه بشكل متقطع على فترات متباعدة، فقام بإصدار أغنية «ده لو اتساب» فى البداية كدعاية للألبوم، ثم أغنية «تعالى» بعدها بفترة، ثم أغنية «كل حياتى»، ثم «هدد».. إلخ، حتى صدر الألبوم بشكل كامل، كما حاول الوصول لقطاعات أوسع خارج حدود الوطن العربى فتعاون مع الدى جى العالمى الأمريكى «مارشيملو» فى أغنية «باين حبيت»، وصدرت الأغنية عبر القناة الرسمية ل«مارشيملو» على يوتيوب لضمان سماعها خارج نطاق البلاد التى تتحدث بالعربية. هيفاء وهبى أصدرت بنفس الطريقة ألبومها الأخير «حوا» ولكنها كانت تعلن مع كل نزول لأغنية من أغانى الألبوم عن اسم الأغنية القادمة وموعد نزولها لكى يكون الجمهور على استعداد. تامر حسنى قام بتصوير كل أغانى ألبومه هذا العام، كعامل جذب للمستمعين والمشاهدين عبر وسائل (السوشيال ميديا)، وقام بطرح ألبومه على سيديهات وفلاشات لأنه أدرك جيدًا أن الجمهور صار لا يستخدم السى دى كما كان فى الماضى، فابتكر «تامر» وفريق عمله هذه الطريقة كوسيلة جذب أخرى للجمهور. فريق «مسار إجبارى» تتبعوا نفس الأمر فى ألبومهم «الألبوم»، والرابر «زاب ثروت» فى ألبوم «المدينة»، فقاموا باعتماد أسلوب تصوير كل أغنيات الألبوم وطرحها للجمهور على يوتيوب «صوت وصورة» كعامل جذب أكبر. شيرين عبدالوهاب حاولت إشراك جمهورها فى اختيار أغنية من أغانيها عندما طلبت من الجمهور سماع إحدى أغنيات الألبوم واقتراح اسم لها، فاقترح الجمهور اسم «تاج راسك» وبالفعل قامت «شيرين» باعتماد هذا الاسم، أيضا قدمت فى الألبوم أغنية «طيبة وجدعة» كرد منها بطريقة غير مباشرة على الذين ينتقدوها ويهاجموها بسبب تصريحاتها التى سببت لها العديد من المشاكل. إليسا قامت بصناعة أغنية تبدو فى كلماتها عاطفية، ولكننا اكتشفنا بعد تصويرها على طريقة الفيديو كليب أنها تعبر عن الحالة النفسية التى مرت بها «إليسا» أثناء فترة إصابتها بسرطان الثدى وقدرتها على التغلب والانتصار على المرض فى النهاية، بل إنها أذاعت بعض المقاطع الصوتية لها مع طبيبها المعالج وأيضا بعض المواقف التى تعرضت لها من أثر العلاج كالسقوط على المسرح فى إحدى حفلاتها الغنائية وهو ما خلق حالة كبيرة من التعاطف معها. تجربة ثلاثية قادها الشاعر «أيمن بهجت قمر» مع الموزع الموسيقى «توما» والمغنى الشاب «أحمد زعيم» فى إصداره الأول «أهو أهو» تأكيدًا على محاولات «أيمن بهجت قمر» المستمرة مع شركة «نجوم ريكوردز» فى تقديم الأصوات الغنائية الجديدة مثلما فعلوا قبل ذلك مع «نادر أبو الليف». رامى جمال الملحن والمغنى قدم ألبوم «ليالينا» وهو الألبوم الأطول بين كل ألبومات هذا العام ب17 أغنية، قام بتصوير ثلاثة أغانٍ منها. الأغانى (السينجل) جاءت فى أكثر من تجربة للفنان «أحمد مكى» على طريقة أغانى الراب وطرح أغنيات لها مدلول اجتماعى مثل «أغلى من الياقوت» التى تحدثت عن العلاقة بين الأب وابنه، وأيضًا أغنية «آخر الشقاوة» التى تتحدث عن النهاية الطبيعية لكل الخارجين عن القانون.. أيضًا تجارب «محمود العسيلى» فى الأغانى (السينجل) كانت مميزة هى الأخرى فى كل إصداراته هذا العام، ولكن فى رأيى أن أغنية «بيت جدتى» هى الأكثر تميزا بسبب مضمونها الذى يتحدث عن أهمية الأسرة، وكذلك الاستعانة ببعض المشاهد الحقيقة لبعض أفراد عائلته والتى جعلت للأغنية طابعًا مألوفًا..وبمناسبة الحديث عن الأغانى (السينجل) فأغنية «راغب علامة»، «اللى باعنا»، كانت من أهم أغانى هذا العام بفضل استخدامه ل(إفيه) منتشر فى الشارع المصرى، وتمكنه من توظيفه فى أغنية خفيفة حققت نجاحًا فى مصر، وباقى الدول العربية.