عام 2016 من الأعوام التى شهدت رواجاً كبيراً فى سوق الغناء وصناعة الموسيقى مقارنة بالأعوام السابقة التى شهدت حالة من الركود والكساد على مستوى الغناء وغياب الأسماء الكبيرة، وهو ما أدى إلى انتشار موجات كثيرة هابطة على رأسها «أغانى المهرجانات»، التى بدأت تختفى رويداً رويداً مع عودة الحياة لصناعة الأغنية من جديد، صحيح أن الصناعة ما زالت تعانى من مشاكل كبيرة، على رأسها «قرصنة الألبومات»، ولكن بدون شك هذا العام شهد طفرة غنائية كبيرة، وعدد كبير من الألبومات حققت ردود أفعال قوية مع الجمهور، وهناك من مر مرور الكرام ومن عاد بعد غياب طويل. الانتعاشة بدأت بصيف العام الماضى 2015، وكافة المؤشرات تؤكد أنها مستمرة مع العام الجديد 2017، حيث إن هناك عدداً كبيراً من المطربين يضعون اللمسات النهائية على ألبوماتهم الجديدة تمهيداً لطرحها مع حلول عام 2017. فى هذا الملف نستعرض أهم ما شهدته ساحة الغناء خلال عام 2016، وأبرز الألبومات، والأغانى «السينجل» و«الفيديو كليب» والحفلات الغنائية، ونستعرض أيضاً أول الألبومات الذى ينتظرها العام الجديد 2017. تعتبر من أهم ألبومات عام 2016 هو ألبوم عمرو دياب «أحلى وأحلى» الذى طرحه فى الشهور الأولى من العام، حيث فاجأ الجميع بألبوم مع شركة «ناى» واستطاع الألبوم أن يحقق صدى كبيراً بين الجمهور فى جميع أنحاء العالم العربى، خاصة مجموعة من الأغانى مثل «معاك قلبى» و«عكس بعض» و«أنا وانت» و«عمرنا ما هانرجع»، ولم يكتف عمرو بنجاح موسوم الشتاء فقط، بل قام بطرح نسخة جديدة من الألبوم «ريمكس»، مع حلول موسم الصيف لكى يجدد نجاحه، وهو ما أعاد نشاط الألبوم من جديد خلال العام بالكامل، وكما هو المعتاد يظل عمرو دياب أهم نجوم الغناء فى العالم العربى، وسفير الأغنية المصرية أمام العالم. ومن الألبومات التى حققت صدى كبيراً أيضاً خلال العام ألبوم المطرب تامر حسنى «عمرى ابتدا» وهو الألبوم الثانى له مع شركة «روتانا» الذى شهد انطلاقة موسم صيف 2016، فبالرغم من تسريب أغانى الألبوم قبل طرحه إلا أنه لاقى ردود أفعال كبيرة من جمهور الوطن العربى، بأغانٍ جديدة مثل «الحارس الله» و«يا عيون» و«نفس الحنين» و«يا بعيد» و«رحلة الحياة» فهذه التيمة من الأغانى لأول مرة يقدمها تامر لجمهوره، وهو ما جعله يواصل نجاحه مع الجمهور ويؤكد أنه من الأسماء الكبيرة فى جيله، وحصل منذ أيام على جائزتى «دير جيست» كأفضل مطرب عربى لعام 2016 وأيضاً أفضل ألبوم «عمرى ابتدا». وكانت مفاجأة العام هى عودة سميرة سعيد بألبوم «عايزة أعيش»، التى أكدت سميرة من خلاله أنها نجمة كبيرة بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ، فكان الألبوم معاصراً للأجيال الجديدة بشكل كبير من خلال أغان تميزت بها سميرة مثل «عايزة أعيش» و«هوا هوا» و«ماحصلش حاجة»، واستقبل الجمهور الألبوم بحفاوة كبيرة، خاصة أنه جاء بعد غياب كبير استمر لما يقرب من 7 سنوات بعد آخر ألبوماتها «أيام حياتى» عام 2009. واستطاعت النجمة اللبنانية «إليسا» أن تواصل نجاحها من جديد بألبوم «سهرنا يا ليل» الذى طرحته منذ أشهر مع دخول فصل شتاء 2016، وقدمت لجمهورها جرعة كبيرة من الرومانسية من خلال أغان مثل «سهرنا يا ليل» و«ولا بعد سنين» واستكملت دفاعها عن المرأة العربية بأغان مثل «متمردة» و«عكس اللى شايفينها»، وكان ألبومها من أهم ألبومات عام 2016. المطرب الشاب رامى جمال أيضاً طرح ألبومه الجديد «اعذرينى» خلال عام 2016، وحقق الألبوم صدى كبيراً مع الجمهور من خلال مجموعة أغان مثل «اعذرينى» و«مات اللى فات» و«علامة استفهام» و«سامحينى»، رامى يتميز بتطويره المستمر لنفسه، ويحاول دائماً أن يضع اسمه بين الصفوف الأولى على ساحة الأغنية العربية، واستطاع بالفعل أن يحقق نجاحاً كبيراً هذا العام من خلال ألبومه الجديد. وأخيراً عاد المطرب الشاب حسام حبيب لسوق الكاسيت من جديد بعد غياب دام لما يزيد على 10 سنوات باليوم «فرق كتير» مع شركة «نجوم ريكوردز»، وحقق الألبوم صدى جيداً مع الجمهور، خاصة «دويتو» أغنية «كل ما أغنى» مع المطربة شيرين عبدالوهاب الذى حقق نسب مشاهدة كبيرة على موقع المشاهدة العالمى «يوتيوب». ألبومات مرت مرور الكرام مثلما كانت هناك ألبومات ناجحة خلال العام، من المؤكد أن هناك ألبومات لم تحقق لأصحابها ردود الأفعال المنتظرة، ولأسباب معينة تختلف من ألبوم لآخر. المطرب إيهاب توفيق قرر أن يعود لسوق الكاسيت فى عام 2016 بألبوم جديد حمل عنوان «كل يوم يحلو»، وبالرغم من عودة إيهاب بعد غياب فترة طويلة دامت لما يقرب من 7 سنوات بعد آخر ألبوماته «لازم تسمع» عام 2009، إلا أن الألبوم لم يحقق ردود أفعال كبيرة، بقدر المشاكل التى عادت على إيهاب، فقبل طرح الألبوم طرح إيهاب «كليب» أغنية «كل يوم يحلو» التى تحمل عنوان الألبوم وفوجئ بعدها بثلاثة أيام بحذف الكليب من موقع «اليوتيوب» لما يحتويه من مشاهد مبتذلة، وهو ما أعطى للجمهور انطباعاً عن إيهاب أنه يحاول العودة بأى شكل من الأشكال، بعيداً عن فكرة تقديم أغان جديدة تجذب الجمهور من خلال الكلمات والألحان المختلفة، بالرغم من أنه كان فى يوم من الأيام أحد أهم الأسماء المتواجدة على ساحة الغناء العربى ويمتلك خبرة كبيرة ولكن لم يحسن استغلالها عند قرار العودة الذى أجله لسنوات كبيرة. ومن ضمن الطيور التى هجرت سوق الكاسيت وعادت فى عام 2016 هو المطرب خالد سليم الذى عاد بألبوم «أستاذ الهوى» ولكن خالد لم يعد بالمستوى المطلوب، ولم يعى جيداً كيف يبرز نفسه وسط التغيرات الجديدة التى حلت على سوق الأغنية، وهو ما جعل ألبومه الجديد بعيداً تماماً عن الأضواء، والسبب يعود أيضاً لضعف دعاية الألبوم التى لم تصل لفئة كبيرة من الناس. المطربة المغربية الأصل «جنات» طرحت ألبومها الجديد «بنفس الكلام» خلال عام 2016، ولكن لم يحقق الصدى الجيد مقارنة بألبومها الماضى «حب جامد» عام 2013، وهو أمر غريب على جنات لم تتعود عليه فى ألبوماتها السابقة، ولكن كافة الإحصائيات ونسب المشاهدة على «يوتيوب» وإحصائيات الاستماع على التطبيقات المختلفة تؤكد أن ألبوم جنات لم يحقق المطلوب مقارنة بأعمالها السابقة. «سينجلات» لفتت انتباه الجمهور الأغانى «السينجل» أصبحت فرس الرهان لكثير من المطربين، خاصة ك«فواصل» بين ألبوماتهم، ومنهم من يطرحها بدون مناسبة ومنهم من تكون أغنياتهم خاصة بفيلم سينمائى أو عمل درامى. تعتبر أغنية «غلطانة» للمطرب المغربي سعد المجرد هى أقوى «سينجلات» عام 2016، طبقاً لإحصائيات موقع المشاهدة العالمى «يوتيوب» حيث تخطت مشاهدات الأغنية 91 مليون مشاهد منذ طرحها نهاية أغسطس الماضى وحتي الآن. وتعد ثانى أقوى «سينجلات» العام هو «دويتو» أغنية «لو كان بخاطرى» للمطرب راشد الماجد والمطربة آمال ماهر، والذى تخطى حاجز ال15 مليون مشاهدة على موقع المشاهدة العالمى «يوتيوب» بالرغم من طرحه منتصف ديسمبر الجارى. وحققت أغنية المطربة دنيا سمير غانم «حكاية واحدة» أغنية فيلم «هيبتا» نسبة مشاهدة كبيرة أيضاً خلال عام 2016، حيث تخطت الأغنية حاجز ال19 مليون مشاهدة على «يوتيوب». ومن الأغانى «السينجل» التى حققت نسب مشاهدة جيدة خلال العام أيضاً هى أغنية «وحشتنى دنيتى» للنجم الإماراتي حسين الجسمى التى تخطت حاجز ال16 مليون مشاهدة على «يوتيوب». ولو تحقق أغنية «القاهرة» التى جمعت بين قطبى الغناء فى العالم العربى عمرو دياب ومحمد منير النجاح المنتظر، حيث لم تتجاوز مشاهدات الأغنية حاجز ال6 ملايين مشاهدة منذ طرحها بداية فبراير الماضى. وطرح النجم محمد حماقى أغنية «اللقا» من فيلم «من 30 سنة» وحققت الأغنية 3 ملايين مشاهدة فقط على موقع «يوتيوب» والسبب أن الجهة الإنتاجية للفيلم قامت بحذف الأغنية الكاملة من على «يوتيوب». وتأتى أخيراً أغنية «كل ما أحكى» للمطرب إيهاب التى قام بطرحها بالتزامن مع عيد الحب فى فبراير من العام الحالى ولكن الأغنية لم تصل حتى الآن لحاجز المائة ألف مشاهدة على «يوتيوب». نجوم الحفلات كثير ما كان لحالة الاضطراب السياسى تأثير كبير على الحفلات الغنائية خلال الأعوام السابقة، ولكن منذ العام الماضى بدأت الحياة تعود من جديد للحفلات الغنائية، ولا شك أنه عندما نتحدث عن حفلات الموسيقى والغناء نتذكر الموسيقار الكبير «عمر خيرت» الذى يظل منطقة خاصة للغاية وعلامة بارزة فى الحفلات، حيث شهدت حفلاته على مدار العام لافتة كامل العدد سواء فى دار الأوبرا المصرية أو الحفلات الخاصة التى يحييها فى أماكن مختلفة. وأيضاً تعتبر حفلتا كل من «أنغام وأصالة» بمهرجان الموسيقى العربية بدار الأوبرا المصرية هذا العام من أهم الحفلات، حيث شهدت إقبالاً كبيراً من الجمهور ونفدت التذاكر بعد طرحها بأقل من ساعتين. بالنسبة للحفلات المفتوحة تأتى حفلات كل من «عمرو دياب وتامر حسنى» كأقوى حفلات العام، فالأول بحفل الساحل الشمالى والثانى فى المسرح الرومانى بالإسكندرية.