أصبحت التجارة عبر الإنترنت سمة العصر، ولم يعد الأمر يتوقف عند مواقع مخصصة للتجارة، بل امتد الأمر إلى المجموعات الخاصة على مواقع السوشيال ميديا، خاصة فيس بوك.. تتنوع التجارة عبر هذه المجموعات ووصل الأمر إلى نقل أسواق على أرض الواقع إلى الواقع الافتراضى، ولعل أبرزها سوق الجمعة التى اشتهرت بتجارة الحيوانات، فأنشأ مجموعة من الشباب مجموعات خاصة ببيع الكلاب وتوسعوا فى الأمر ليتحول من تداول عمليات البيع والشراء إلى تبادل المعلومات الخاصة بها، واكتساب المهارات اللازمة لتربية الكلاب ومعاملتها، خاصة للمبتدئين. سوق الكلاب «سوق الكلاب»، أحد الجروبات المشهورة على «فيس بوك» الخاصة بتجار الكلاب، سواء عمليات بيع وشراء أو تبادل خبرات، ويتم تبديل الكلاب بين الأعضاء ويصل عدد أعضاء الجروب ما يزيد على 130 ألفا. تواصلنا مع الدكتور رامى، أدمن بالجروب، وقال: «بدأت فكرة المشروع منذ 5 سنوات على يد وائل علام، وهو كان من المهتمين بتربية الكلاب، وهناك أكثر من فرد يدير معنا منظومة الجروب، وكل أدمن له دور محدد، فأستطيع تحديد إذا كان الكلب المباع على الجروب مسروقًا أم لا، وإذا كان مريضًا أم لا، وكل فترة نجرى عملية فلترة الأعضاء، وهو ما يرفع مصداقيتنا وكل أصحاب الجروبات على تواصل دائمًا ونخبر بعض بالأعضاء الذين يلجأون لوسائل النصب المختلفة». وأضاف رامى: «الجروب ينشر من وقت لآخر مقالات توعية فى التربية وكيفية علاج الكلب المريض وعزله عن الأسرة، ومعلومات عن الأكل الصحى وكيفية التدريب والمهارات المختلفة التى يحتاج إليها أى مبتدئ فى تربية وبيع الكلاب، مشيرًا إلى أن جروبات الفيس بوك كانت سببًا أساسيًّا فى انخفاض الإقبال على الأسواق الموجودة على أرض الواقع، وأشهرها «سوق الكلاب» فى «السيدة عائشة»، وأرجع السبب فى ذلك إلى أن الأسواق المشهورة دائمًا يحدث فيها حالات نصب على المشترى وتكون مليئة بالعدوى ونقل الميكروبات بين الحيوانات. وأوضح أن الجروب يعتمد على المصداقية بين الأعضاء وخبرة الأدمن تجعله قادرًا على التفرقة بين الكلب المسروق أو المضروب «المعدل» من الشكل واللون، ولا يتم نشر أى منشور للأعضاء إلا بعد التأكد من مستوى الكلب والسعر المناسب له، وهناك نوعان من المربين للكلاب فأنا طبيب أسنان وأعشق الكلاب وقادر على تربيتها كهواية وأسافر خارج مصر كثيرًا عندما أجد كلبًا جيدًا أقوم بعرضه للبيع وأحيانًا أشارك بكلابى فى مسابقات وتحقق مكاسب ونعلق ميداليات، وهناك آخرون يأخذون الأمر تجارة فقط ولا يملك من الخبرة شيئًا. وتابع: «هناك تجار يشترون كلبًا مجهول المصدر والنسب ويطعمونه بأموال ما بين 0002 إلى 0007 جنيه ويتم إغراء الزبائن بشكل الكلب، لأن «الكلب الصغير» شكله حلو، لكنه يتغير عندما يكبر تمامًا، وأبرز مظاهر الخداع فى صبغة الشعر. أحمد باهر لبيع الكلاب «صفحة أحمد باهر» فهى واحدة من أشهر الصفحات التى تبيع الكلاب وتقدمها للمشاركة فى الأعمال الفنية، وصل عدد متابعيها إلى ربع مليون متابع على الصفحة الرسمية لهم، بدأت ب3 شركاء. أحمد طه، مصور وشريك من بين الثلاثة شركاء تحدث معنا عن المشروع وقال: «كلنا هواة ولسنا محترفين، والأمر تطور حتى أصبح لكل واحد منا دور محدد وخبرة معينة وأصبحنا من أكبر مزارع الاستيراد والتصدير لجميع أنحاء العالم ونستورد من أوكرانيا وروسيا وغيرهما من الدول، ولا نهلك الكلب ونركز دائمًا على إنتاج سلالة جيدة معلومة الأب والأم ولا بُدَّ أن تأخذ السلالات فترتها لتكون قادرة على أداء دورها، خاصة أن أغلب الكلاب لدينا تعمل فى الأمن والحراسة والراعى الألمانى هو الأكثر تخصصًا لنا. وأوضح طه، أن الشركاء الثلاثة لديهم مركز لتدريب للكلاب على الأمن والحراسة، والصفحة تقدم أيضًا مع عملية البيع مجموعة من خدمات الحماية والتوعية وكيفية التدريب والتربية، وأن الهدف الأساسى ليس الربح، لكن منح جمهور محبى الكلاب فى مصر التوعية الكافية، حتى إن المركز يستقبل حالات الكلاب الضالة المعنفة والمعرضة لحوادث وإصابات عنيفة، مشيرًا إلى أن عمليات الشراء من المنزل أفضل بكثير من الشراء من الأسواق، لأنه يكون هناك ضمان لنقاء السلالات طوال فترة حياته ونمنح شهادة ضمان مدى الحياة على المواصفات من تاريخ الشراء فى حالة ظهور أى حالة مرضية للكلب يتم استرجاع الكلب وتقديم اعتذار رسمى للعميل. مؤكدًا أن عملية الغش سهلة أن تحدث فى كل أنواع الكلاب الصغيرة لأن شكلها حلو، وهذا يجعل العميل يقبل على الشراء على أساس أنها جيرمن وبعد فترة يكتشف أن الكلب خليط، فالأم جيرمن والأب بلدى والعكس، والعميل لا يستطيع كشف الأمر إلا بعد 5 أشهر على الأقل بعدما يبدأ التغير على شكل الكلب فى الظهور، لذلك نمنح الضمان، ولأن الكلب لا بُدَّ أن يكون أسود اللون وقدمه «برتقالى» يتم الغش فى دهان الكلب. كلاب للبيع فى مصر وعن أدمن جروب «كلاب للبيع فى مصر» قال: إن هناك جمعيات مختلفة تحمى المشترى من نصب التاجر خاصة فى بيع الكلاب مثل جمعيات “akf- sv” والتى تجرى تحليل “DNA” وإذا ثبت نصب البائع يتم إغلاق مزرعته ولا يستطيع العمل فى هذا المجال مرة أخرى. وأشار إلى أن مستويات الكلاب فى الخارج جبارة على عكس مستوى الكثير من الكلاب فى مصر، لذلك يبدأ سعر الكلب هناك من 51 إلى 02 ألف جنيه، لكن هنا فى مصر يتحايل الكثير من التجار على الزبائن فى بيع الكلاب من خلال رفع بطن الكلب لفوق وإنزال ذيله كى يبيعه بسعر أعلى، لكننا فى مصر بحكم الخبرة فى المجال نمتلك عددًا كبيرًا من السلالات الجيدة وأفضل من الخارج أيضًا، لكن مع الأسف ليس هناك أى مساعدة فى تحسين وضع السلالات، لذلك عندما يأتى إليه أحد يريد تزويج كلبته وأجد أن المواصفات سيئة أرفض تمامًا الزواج، لأن هذا هو الذى ينتج سلالة سيئة، وأحيانًا أبلغ حقوق الحيوان عن هذا الشخص. وأضاف: «تعاملت مع عدد كبير جدًّا من الكلاب على مدار 21 عامًا من التربية فى كل الأنواع والأشكال وحتى التعامل مع الكلاب البلدى ورعايتها، وقد مر عليّ ما يقرب من 8 آلاف كلب خلال هذه الفترة، وأبرز ما يتميز به الكلاب أنها لا تعانى من العنصرية ولا يختلف الكلب البلدى عن المستورد عن الشيبرد الألمانى، فإذا طلبت كلبة الزواج يمكنها أن تتزوج من أغلى كلب فى العالم، وأشهر الكلاب التى يزداد الإقبال عليها وفقًا لطلب وسؤال الأعضاء المتكرر على الجروب هو الجيرمن ذات الشعر الطويل، وهو من أغلى وأشهر الأنواع والجيد منها يبدأ سعره من 5 إلى 8 آلاف، وإذا كان الكلب معه ورقة «نسبه وبطولاته وأسرته» يصل إلى 51 ألف جنيه عمره 43 يومًا، محذرًا أن معظم الكلاب المباعة فى الأسواق مضروبة بنسبة 07 %. عادل عمارة، رئيس شعبة الأمن والحراسة فى الغرفة التجارية بالقاهرة، قال: إن تربية الكلاب والاتجار بها، بعيدًا عن المزارع الخاصة، ازداد فى الفترة الأخيرة، الأمر الذى يلزم الدولة، وتحديدًا الجهة التشريعية، بأن تضع ضوابط وشروطًا لها، بما أنها أصبحت سلعة ضرورية للمجتمع، عن طريق شراء الكلاب من قبل الأشخاص المؤهلين، ورؤية الشهادات الطبية. ومع ازدياد تجارة الكلاب بدأ البعض فى تحضير طعام للكلاب فى المنزل ويُرسل ديليفرى للكلب حسب طلب صاحبه. المهندس محمد صلاح بدأ مشروع الأكل الديليفرى بعد أن وجد ارتفاع أسعار طعام الكلاب المستورد «الدراى فوود»، وبعدما جرَّب عدة خلطات على كلابه وجد أن النتيجة رائعة، وهو ما دفعه للتفكير فى نشر الفكرة على نطاق أوسع ليصبح مشروعه المبتكر. يقول: «بدأت فى تربية الكلاب منذ 10 سنوات وأصبحت لدىَّ خبرة كبيرة فى هذا المجال، بينما بدأت المشروع كبيزنس منذ 5 سنوات بعد أن واجهتنى مشكلة ضخمة أثناء التربية مرتبطة بمعادلة أن يكون هناك أكل نظيف وفى الوقت نفسه رخيص كانت صعبة، لذلك فكرت بحُكم الخبرة فى أكثر شىء يحبه الكلاب فى الطعام وقمتُ بعمل خلطة مكونة من فراخ على لحمة، كبدة، خضار، أرز، وبدأت بكلابى الخاصة وكلاب أصدقائى وأقاربى، ووجدت الأمر غير مكلف مقارنة بالدراى فوود، وقررت أن أوسع الموضوع حتى يستفيد الجميع، وأصبح من يعرف الأمر يبلغ الآخر خاصة أن مجتمع الكلاب فى مصر يعرف بعضه جيدًا، ما ساعد فى انتشاره، وبعد ذلك جاءت خطوة توصيل الطلبات للمنازل، والتى أقدمها لمناطق مدينة الرحاب، مدينة نصر، الدقى، الزمالك، وغيرها. وعن المشاكل التى انتشرت فى الفترة الأخيرة الخاصة والمتعلقة بسوء جودة الأطعمة المستوردة، أكد أنه يمكن اكتشاف الأمر من رائحة الطبق والتأثير السلبى على الكلب، فهو عندما يتناول شيئًا ضارّا يظهر الأمر عليه سريعًا فى أقل من أسبوع وتكون من الأعراض «الإسهال، ترجيع، رفض المعدة للطعام» كالبنى آدمين بالضبط، فالكلب ينقصه فقط لسان ينطق به. موضحًا، إن طُرُق الغش فى الطعام الفِرِش للكلاب تتلخص فى أن بعض الأشخاص يجمعون بواقى الفراخ والكبدة الميتة والمريضة برخص الثمن ويعتمد أن الأمر لن يظهر لأنه فى الأساس يتم فرم كل هذه المنتجات معًا. وعن الإقبال وطلبات الشراء، أكد أن الأمر يتوقف على شهية الكلب وطبيعته، لكن الأساسى أن الكلب شهيته تتقبل دائمًا الطعام الفرش ويسهل نقله من الطعام المستورد «الدراى فوود» إلى الفِرِش بينما يكون هناك صعوبة فى العكس. مشيرًا إلى أن ارتفاع سعر الدولار كان من إيجابياته أن عددًا كبيرًا من مربى الكلاب فى مصر لجأوا إلى الطعام الفِرِش بعد أن وصل سعر شيكارة الدراى فوود إلى 1500 جنيه ولا تكفى الكلب أكثر من 15 يومًا فقط وهى ميزانية مرتفعة لا يتحملها الجميع. ويؤكد المهندس محمد صلاح أنه يتلقى يوميًّا 15 إلى 20 طلبًا لطعام الكلاب فى المناطق المختلفة الراغبة فى الديليفرى فقط. لم يختلف مشروع عمرو ثروت كثيرًا فى مجال تحضير طعام الكلاب وتوزيعه ديليفرى، لكن كان هدفه الأساس من إنشاء المشروع مكافحة الارتفاع المبالغ فيه فى أسعار طعام الكلاب المستورد من الخارج، خاصة بعد تحرير سعر الصرف، كما أنه بالبحث وجد أنه ليس هناك أى بديل للطعام المستورد وعدد كبير من مربى الكلاب بهدف الهواية أصبحوا غير قادرين على هذه التكاليف، وهو ما دفعه إلى التفكير فى توفير طعام جيد لأى كلب، وأشهر الأماكن التى يصل إليها الطعام بشكل دورى هى 6 أكتوبر، المعادى، وسط البلد، مدينتى. مؤكدًا أن الفكرة ليست حديثة وبدأت فى التفكير وتنفيذ الأمر بعد رؤية عدد من الأشخاص نفذوا الفكرة ونجحت معهم، لذلك بدأت فى طهو الطعام بالمنزل، مع تقديم خدماته التوصيل للمنزل. وقال ثروت: «الزبائن استفادوا من فكرة طعام الكلاب ديليفرى، ويتم تقدم 3 وجبات مختلفة فى شكل مغلف حتى لا تتعرض للتلوث خلال فترة الانتقال من المطعم المنزلى إلى العميل». لم يتوقف الأمر عند حد الديليفرى، بل هناك منتجع كامل لخدمة الكلاب والسهر على راحتهم بدأت عند أحمد باهر وشركاء، حيث يضم مشروعهم منتجعًا صحيًّا للكلاب يتم فى تدريب الكلاب ورعايتهم ويحظى فيه الكلب بالرعاية التامة والتدريب اللازم. وعن التفاصيل أكد أحمد طه، أحد الشركاء فى المشروع، أن المنتجع يوفر مكانًا لكل أسرة أو فرد يرغب فى السفر ومتعطل نتيجة عدم وجود مكان يحفظ فيه الكلب، والمنتجع يوفر أيضًا كورسات طاعة أو كورس حراسة على أيدى أحسن المدربين فى مصر. وأوضح أن هناك فندقًا واستضافة ومركز تدريب وتعديل سلوك ويصل سعر الاستضافة لليوم الواحد 100 جنيه تشمل وجبات يوميًّا، والتدريبات التمهيدية للطاعة وتنفيذ الأوامر، جرومنج يومى وهو «عناية كاملة بجسم وشعر الكلب»، وحل مشكلة عدم وقوف الأذن لبعض السلالات خصوصًا الجيرمن شيبرد. كما أنشأت عزة أيوب، منتجعًا صحيًّا متكاملاً للعناية بالكلاب والسهر على راحتهم، والمشروع قائم على استضافة وتبنِّى ورعاية الكلاب بكل أنواعها دون تفرقة بين كلب بلدى وآخر حاز على بطولات، وبسبب هذا المشروع أطلقت السفارة الكندية عليها «سفيرة الرحمة»، بعد مشروعها القائم على العمل الخيرى للكلاب فى مصر. تقول عزة عن سبب الفكرة أن حبها الشديد للكلاب ورعايتها جعل عددها يصل إلى 60 كلبًا، الأمر الذى دفعها لتحويل مساحة واسعة من ملكها لخدمة ورعاية الكلاب وليس فقط لكسب الشهرة. مؤكدة أن المكاسب التى تحصل عليها فى الأمر تقتصر فقط على مصاريف رعاية وعلاج الكلاب والحالات الإنسانية منها لا أتقاضى عليها أجرًا على الإطلاق. الكلاب التى تضمها المزرعة والمنتجع الصحى لعزة دائمًا تشارك بها فى مسابقات عالمية ويحققوا مراكز عالمية ومنهم من حصل على بطل العالم فى الجمال واللياقة والقوة العضلية، ومنها يشارك أيضًا الكلاب البلدى، إيمانًا منها بأنه ليس هناك عنصرية بين الحيوانات، وهذا كان من الأسباب الأساسية الذى جعل الناشطة فى مجال الرفق بالحيوان، تخصص أرضًا مساحتها 10 أفدنة وأقامت عليها الفندق وتحتوى على ما يزيد من 50 كلبًا منها «البلدى، والماركة المعروفة»، فى 15 غرفة. هناك أيضًا تدريب وترفيه للكلاب، ويتم استضافة الكلاب فى الفندق فى حالة أن أصحابه يتجهون إلى السفر، وهناك ندوات أسبوعية فى المزرعة للتوعية لأصحاب الكلاب من كيفية التعامل معها ورعايتها رعاية صحية والإسعافات الأولية لها.