عاشت "بوابة أخبار اليوم " مغامرة داخل أكبر سوق لبيع الكلاب بمحافظة المنوفية، للإطلاع على أبرز الأسرار التي تحيط بعالم تجارة الكلاب. كانت البداية عندما استوقفنا أحد الصبية على مشارف السوق، قائلا: "تشترى كلب؟.. طب لولو ولا جيرمان؟"، بعد أن أوهمته أنني أحد الزبائن، وأتيت للسوق بحثًا عن كلب اقتنيه للقيام بمهمة الحراسة لأحد المشروعات الخاصة بي، وهنا وجد الصبي ضالته المنشودة، واصطحبنى للرئيس المسؤول عن إدارة السوق ويدعى "السيد بلال" ومهنته الأصلية "سائق"، لكنه محب للكلاب وشغوف بتربيتها، ولذا دشن أول سوق للكلاب على أرض محافظة المنوفية، يستقبل خلاله جميع الكلاب التي يرغب أصحابها في بيعها وكذلك المهتمين بعملية البيع والشراء. ويقول السيد بلال: "حرصت على إقامة اكبر سوق لبيع وشراء الكلاب بمحافظة المنوفية واتخذت له مقر فريد من نوعه على كورنيش بحر شبين الكوم، وعلى بعد خطوات قليلة من مديرية الطب البيطري وبجوار أعرق الأندية الاجتماعية بالمدينة، وهما القضاة والشرطة وعلى مدى عامين من الزمن يقام ذلك السوق ويقصده هواة تربية وبيع الكلاب من جميع أنحاء الجمهورية، وكل شخص وكلبه حسب تربيته وترويضه بالعديد من المهارات لإغواء الزبائن لإجراء عملية الشراء". "بوابة أخبار اليوم" اقتحمت سوق الكلاب للتعرف على أسراره وكيف يدار من داخله على صدى أصوات نباح الكلاب، وهنا بادرني "بلال " قائلا: "لا مؤاخذة يا باشا كل شيخ وله طريقة في تربية كلبه، بمعنى أنت وشطارتك فهذا هو السوق الوحيد بمحافظة المنوفية لعرض وبيع الكلاب ويقام كل يوم جمعة من بعد الصلاة، ويستمر حتى لحظات الغروب ويتم خلال هذه المدة الزمنية استضافة جميع الكلاب التي تأتي للسوق برفقة أصحابها وتبدأ عملية العرض والبيع، ويأتي إلينا هواة تربية الكلاب من جميع أنحاء الجمهورية". وأضاف: "فكرت في إقامة سوق الكلاب بعد رحلة طويلة لاحظت خلالها إن المنوفية تفتقد لهذه النوعية من الأسواق والتي تنتشر بمحافظات عديدة بالجمهورية فقررت أن أدشن هذا السوق والذي يعقد أسبوعيا في منطقة بارزة بالمدينة، حتى يراه الجميع ويأتي إلينا من قرى ومراكز المحافظة هواة تربية وبيع الكلاب". وتابع: "أما عن أسعار بيع وشراء الكلاب، فهي متفاوتة بحسب المواصفات التي يتميز بها كل كلب عن الآخر، وهنا بصفة عامة تسود الأسعار الشعبية للكلاب والتي تصل إلى 5 آلاف جنيه للكلب، وهناك أسعار أخرى مرتفعة، وكله حسب النوع والسلالة فهناك كلاب يتراوح أسعارها مابين 15 ألف و20 ألف جنيه". وأوضح بلال، أن أشهر أنواع الكلاب هو "جيرمان" وهو نوع من الكلاب المستوردة من الخارج، ويصل سعرها إلى 60 ألف جنيه. واستطرد: "في عملية البيع والشراء للكلاب نعتمد طريقة أخرى وهي "المقايضة" بمعنى مبادلة كلبين ببعضهما مع فارق السعر وكله حسب رغبة الزبون، وفي حالة ما إذا كان الكلب مريض نعرف ذلك من مجرد النظر في عينيه وحركاته البطيئة". والتقط طرف الحديث، أيمن الجيوشي من المشرفين بسوق الكلاب قائلا: "في ناس غاوية تحضر السوق لأنه يتميز عن غيره بعرض أجود سلالات الكلاب، وكل واحد عنده كلب أكيد بيدلعه، عشان يحصل فيه على أعلى سعر، وإن كان الإقبال بكثرة على شراء الكلاب الجيرمان والبلجيكي والتي تتميز بشعرها الطويل، وهي تتحرك بالأوامر التي يصدرها صاحبها وتقوم بتقديم عروضها الأكروباتية أمام الزبائن". كما أكد أصحاب سوق الكلاب أن لديهم طموحات كبيرة في توسع النشاط مستقبلا، قائلين: "أكيد هنخلي سوق الكلاب بالمحافظة أحلى من كده خاصة وانه في موقع متميز، وهنجيب حيوانات أخرى كالنسانيس والثعالب ومش بعيد ننزل تماسيح صغيرة ودا طبعا بعد الحصول على الموافقات اللازمة من المسؤولين". وفي النهاية، تركت سوق الكلاب والدهشة تكسو ملامح وجهي بالطبع نظرًا لما شاهدته من مهارات فائقة لعروض الكلاب المتنافسة ولكن دهشتي الحقيقية أن هذا السوق يقام في أجمل وأكثر مناطق شبين الكوم حيوية وهي منطقة كورنيش بحر شبين الكوم، ومنذ عامين بالتمام والكمال فضلا عن طبيعة المخلفات التي تنتج وتتراكم مع انتهاء فعاليات السوق بصورة غير حضارية.