فى الساعات الأولى من صباح الخميس الماضي؛ غيّب الموت الكاتب والروائى والصحفى صبرى موسى. 85 عاما عاشها صاحب «فساد الأمكنة» بكل مُثابرة. الزاهد الذى احتراف الصمت، متواريا عن ضجيج الأضواء. فارس القصة الصحافية فى مصر، كان أحد كوادر مؤسسة روزاليوسف، حيث عمل كاتبا مُتفرّغا وعضوا فى مجلس إدارتها. كانت «كتابة» صبرى موسى درسا فى المغامرة واقتحام كل جديد. من القصّة إلى الرواية إلى السيناريو، وفنون الكتابة الصحافية؛ تدرّبت ذائقة أجيال متتابعة على كتابة تقترب من الناس، وتكشف فساد العلاقات، زيفها وتناقضاتها. حكايات صبرى موسى ورحلاته، التى قرأنا بعضا منها على صفحات مجلة صباح الخير، من الممكن أن تكون خير مُعين على استعادة الرجل الذى أوقعنا جميعا فى خطيئة التجاهل. من يذكر اليوم، من الجيل الجديد، صبرى موسى السيناريست، إذا ما شاهد صُدفة «البوسطجي» أو «الشيماء» أو «قنديل أم هاشم»؟ الهادئ، الراضى، ارتاح، فى سنواته الأخيرة، ربما بتأثير تدريسه للرسم سابقا، إلى «وشاح الحالم». حتى فى مرضه لم يكن يذكر تفاصيل مُقلقة. لم يكن «نجم» صبرى موسى وحفاوته بالشباب ولا الحماسة، يُنبئ عن مصير النكران هذا. فعلى الأقل؛ هل يُسعفنا انتحال لغته التلغرافية الموجزة، المقتحِمة، فى ديباجة كلمات العزاء؟!