كل مائة عام وأنتم طيبون.. فى مثل هذا الوقت منذ 100 عام منحت بريطانيا اليهود الصهاينة صك امتلاك أرض فلسطين العربية وإنشاء وطن قومى عليها.. فيما عرف بوعد بلفور.. وبعد مرور 31 عامًا من القتل والمذابح والتهجير والاستيلاء على الأرض بالقوة.. قرر العرب محاربة الإسرائيليين المغتصبين وإخراجهم من فلسطين فى عام 1948 وفشلوا وانهزموا وكانت النتيجة إعلان الأممالمتحدة قيام دولة إسرائيل وأصبحت عضوًا بالمنظمة الدولية.. لكن ظلت بعض أجزاء من فلسطين فى يد العرب مثل غزة والضفة الغربيةوالقدسالشرقية التى بها المقدسات الإسلامية والمسيحية.. لكن نكسة 1967 مكنت إسرائيل من وضع يدها على أرض فلسطين بالكامل فى ذكرى مرور 50 عامًا على وعد بلفور.. وضاعت غزة والضفة الغربيةوالقدسالشرقية ومعها سيناء والجولان السورية.. لكن ظل لمدينة القدس وضعها المميز عالميًا وعدم تمكين إسرائيل من الاستيلاء عليها.. وبعد حرب 1973 واسترداد سيناء.. بدأت فترة السلام ومباحثات السلام والقيل والقال والانقسامات والمنازعات والمصالح.. كل ذلك ونحن نعيش مرحلة الوعود والسلام دون نتيجة.. وفى هذه الأثناء كانت إسرائيل تتابع مسيرتها فى إنشاء المستوطنات فى القدسالشرقية وغيرها غير عابئة باستنكار المجتمع الدولى وإقامة الجدار العازل.. والتعدى على حرمة المسجد الأقصى بصورة شبه يومية.. والكثير والكثير من التجاوزات فى حق الشعب الفلسطينى من قتل وسجن وتنكيل ومنع من الصلاة فى المسجد الأقصي.. والعجيب أنهم مازالوا يتحدثون عن السلام! وبعد مرور 100 عام وفى الشهر الأخير من عام 2017 خرج علينا الرئيس الأمريكى ليعلن أن القدس عاصمة لإسرائيل.. هكذا ببساطة.. وأن هذا الإعلان سيدفع بعملية السلام إلى الأمام!.. وقد أثقل هذا الإعلان كاهل عام 2017 وجعله يرحل مترنحًا حزينًا مثل جده الأكبر عام 1917.. ولا حياة لمن تنادي. والسؤال ماذا يستطيع أن يقدم العام القادم والأعوام التى تليه للشعب الفلسطيني؟.. أم سننتظر حتى نفاجأ فى عام 3017 بإعلان إلغاء حل الدولتين لتصبح فلسطين كلها «دولة إسرائيل اليهودية»؟ أم لن تنتظر إسرائيل 100 عام أخري؟