فى الثانى من نوفمبر القادم يكون قد مر مائة عام على وعد بلفور بإنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين، هذا الوعد الذى أيدته أمريكا وإيطاليا وفرنسا فى حينه وخدعت خلاله بريطانيا الدول العربية لتكتمل المؤامرة بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة وتقر مشروع إقامة دولة يهودية على أرض فلسطين ليصبح وعد بلفور الملعون هو حجر الأساس لهذا المشروع الذى زرع فيه الغرب بقيادة بريطانياوأمريكا اليهود فى الأرض العربية الفلسطينية فكانت النكبة والحروب والقتل والتهجير والاستيطان التى مازالت تأتى تباعا دون تحقيق أى أمل للشعب الفلسطينى لاسترجاع حقوقه، ولم يكن بلفور وحده المسئول عن نجاح هذا المشروع لأنه وخلال قرن كامل ولد ألف بلفور ظلوا يسيرون على نفس النهج بطرق وأساليب ومؤامرات متعددة من أجل ابتلاع كامل الأرض الفلسطينية وتقديمها كاملة لإسرائيل، فبعد حرب 1948 التى خسرها العرب وتسببت فى سيطرة اليهود على الكثير من الأراضى الفلسطينية بعد نهاية الانتداب البريطانى على فلسطين عام 1947 والذى لعب دورًا فى هجرة يهود أوربا والعالم للاستيطان فى فلسطين والاستيلاء على نسبة كبيرة من الأرض جاءت نكبة 1967 لتمكن اليهود من السيطرة على قطاع غزة والضفة الغربية وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم ومحو وتهويد قرى بأكملها. ورغم صدور القرار رقم 242 بالأممالمتحدة والذى ينص على انسحاب إسرائيل من الأراضى التى احتلتها عام 1967 وغيرها من القرارات التى صدرت لصالح الشعب الفلسطينى إلا أن إسرائيل ضربت بتلك القرارات عرض الحائط وتمادت فى طغيانها واستيلائها بغير حق على الأراضى الفلسطينية ناهيك عن القتل والتجويع والذل والتهجير الذى مازال يعيشه الشعب الفلسطينى، وبرغم اتفاقات السلام بعد مؤتمر مدريد بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى إلا أن إسرائيل ضربت بكل ذلك عرض الحائط وعملت على ابتلاع الكثير من الأراضى الفلسطينية فى ظل سياسة الاستيطان التى انتهجتها الحكومات الإسرائيلية المتطرفة وعلى رأسها حكومة بنيامين نتنياهو الذى يتبع سياسة التسويف والمماطلة والهروب من توقيع أى سلام نهائى وحل للدولتين، وبرغم تنديدات الأممالمتحدة ومجلس الأمن وكثير من دول العالم بعدم مشروعية الاستيطان لمخالفته القانون الدولى فإن إسرائيل مازالت تلتهم ما تبقى من بقايا البقايا من أرض فلسطين فى الضفة والقدس الشرقية التى تعج بالنازحين والمستوطنين الجدد مع إقامة الكثير من المستوطنات التى تهدف إلى استحالة وجود منطقة جغرافية قابلة للحياة والترابط فيما بينها وتشكل فيما بينها دولة قابله للحياة. كما أن إسرائيل من خلال الحكومة والكنيست الإسرائيلى وفى غياب وتقاعس المجتمع الدولى والضعف والهوان العربى الذى نعيشه الآن تتحايل على القوانين من أجل شرعنة المستوطنات وتجنب الدخول فى نزاعات مع القضاء على غرار ما حدث فى مستوطنة عامونا لتمكن اليهود من الاستيلاء على الأرض ومصادرتها وسلب الفلسطينيين حقوقهم.