رأت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أنه على مدار التاريخ لم يكن هناك شيئًا مثل وعد بلفور، إذ وعدت إمبراطورية كبيرة بتقديم أرض لا تملكها، لأشخاص لا يعيشون فيها، دون أن تستأذن سكانها. وكان رئيس الوزراء البريطاني آرثر جيمس بلفور، قد أرسل رسالة إلى اللورد اليهودي وولتر دي روتشيلد، يُشير فيها إلى دعم بلاده لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، والذين لم يتجاوز عددهم في ذلك الوقت 5 بالمئة من إجمالي تعداد السكان في البلاد وقتذاك. وأشارت الصحيفة، في مقال رأي نُشر على موقعها الإلكتروني، إلى أنه لا يوجد أي طريقة لوصف عملية الاستعمار التي حدثت عقب وعد بلفور والذي تحل ذكراه المئوية في 2 نوفمبر المُقبل. ولفتت إلى أن رؤساء وزراء إسرائيل وبريطانيا سيحتفلان بإنجاز صهيوني كبير هذا الأسبوع. وقالت الصحيفة الإسرائيلية، إن الاحتفال قد انتهى، بمرور 100 عام من الاستعمار، بدأهم البريطانيون واستأنف الإسرائيليون الأمر من بعدهم، ما خلق كارثة لا نهاية لها. ونوهت الصحيفة إلى أن وعد بلفور كان يمكن أن يصبح وثيقة كغيرها من الوثائق، إذا ضمن حقوق الشعبين (الفلسطيني والإسرائيلي). وقد تعهدت الحكومة الإسرائيلية، هذا العام، بمنح الفلسطينيين حقوقهم المدنية والدينية، إلا أنها لم تقدم لهم الوطن الذي يحلمون به. وعملت بريطانيا على نشر هذه الوعود في السنوات التي وقعت بها الحرب العالمية الأولى، إلا أنها كانت وعود متناقضة، لم تحقق منها سوى الجزء المتعلق باليهود. وهاجر عدد كبير من اليهود إلى فلسطين في تلك الفترة، وتعاملوا وكأنهم أسياد مع الفلسطينيين، وتقول الصحيفة: "بلفور سمح لهم بذلك". كما أشارت الصحيفة إلى أن بلفور سمح للأقلية اليهودية بالسيطرة على البلاد، وتجاهل حقوق مواطنيها، الذين عاشوا فيها لسنوات طويلة. وبعد 50 عامًا بالضبط من الوعد الذي قدمه السياسي البريطاني لليهود، تمكنت إسرائيل من السيطرة على الضفة الغربية وقطاع غزة. وكان بلفور مثل بيزاليل سموتريتش، عضو الكنيست اليميني، يعتقد أن اليهود لديهم حق في الأراضي الفلسطينية، وأن الفلسطينيين لم ولن يعطوها لهم. وفي الذكرى المئوية لوعد بلفور، تقول الصحيفة إن اليمنيين القوميين يجب أن ينحنوا تقديرًا إلى الورد بلفور، الذي ساعد على تأسيس دولة يهودية، أما الفلسطينيين واليهود الذين يسعون إلى تحقيق العدالة سيظلوا يشعرون بالحزن الشديد. وتقول: "إذا لم يعد بلفور وعده بهذه الطريقة، لاختلفت أوضاع هذا البلد الآن".