700 مليون جنيه! لله يا محسنين

سربت الحكومة الهادئة جدا.. خبرا عن إعادة هيكلة الحكومة لرفع الكفاءة ومستوى الشفافية والنزاهة فى 28 وزارة.. وكانت أهم نقاط وزارة التخطيط صاحبة السبق التطوعى والمتابعة الدءوبة هى الإصلاح الإدارى فى الدولة لتقديمه لمجلس الوزراء لتسليمه بدوره إلى البرلمان القادم.. هذه الإصلاحات تشمل ميكنة الخدمات للجمهور لمنع الفساد منها المرور ودواوين الحكومة.. وهذه الهيكلة ستتكلف 700 مليون جنيه.
وعلى الجانب الآخر يشكو المستثمرون الصناعيون ورئيس جمعية مستثمرى 6 أكتوبر الذى قال إن المستثمرين لايطيقون المناخ الاستثمارى فى مصر وبعضهم يصفى أعماله بالفعل أو يقلل التوسعات.. وإسماعيل جابر رئيس هيئة التنمية الصناعية يشكو لطوب الأرض من تعدد التراخيص من جهات عديدة ويعتبرها طاردة للاستثمار.
وعلى اعتبار أن الصحافة لا تملك إلا السؤال والإجابة عند المسئولين فقط.. هل هذه الدراسة قديمة أم حديثة.. ولماذا لم يقدمها البلدوزر إبراهيم محلب ولماذا لا يتم توفير 700 مليون جنيه فورا من أى ميزانية وزارية.. أو أخذ مبلغ صغير من كل وزارة غنية أو فقيرة لمنع مسلسل الفساد والمحسوبية وقلة الضمير، خاصة أننا نعلم أن هناك وزارات تغمض عينيها عن المليارات فى جيوب رجال أعمال حق للدولة.. ولايزالون فى مناقشات وتفاوض.. وكثير من جلسات الشاى والقهوة والكيك بدون سكر.
وبدورى أسأل أيضاً: هل يحتاج رئيس الوزراء بمسئوليته الوظيفية أن يبدأ فى تفعيل وقف الفساد فى الحكومة وملاحقته ب 700 مليون جنيه.. وهل يعتقد المهندس شريف إسماعيل أن البرلمان القادم سيقول له: لا نسمح لك بوقف الفساد.. وأن خطتك هذه تتكلف 650 مليون جنيه بدلا من 700 مليون جنيه.. أم أنه يريد أن يصدق البرلمان على التجديد لوزارته الضعيفة.. الفاشلة.. مرتعشة الأيدي.. أم يريد أن يضع بعضا من البيض الجديد فى سلة يملؤها الخوف وأشياء أخري.
لقد ضاقت الأرض بما رحبت بحكومة ليس لها رأس أو أرجل.. بدون طعم أو رائحة.. والشعب لا يستطيع العيش فى ظل حكومات انتقالية مدى الحياة.. وأخيرا وليس آخراً.. حسب تفكيرى البسيط على رئيس الوزراء أن يعمل بلا توقف فى النهوض بمسئولياته الوقتية.. وعلى الجانب الآخر هناك مجموعة عمل تقدم دراسات مستقبلية للوطن.. أو يرحل بهدوء حفاظا على مصر.. وأبنائها البسطاء الطيبين.
وأخيراً وليس آخراً.. مرة ثانية.. أهمس فى أذن رئيس الوزراء شريف إسماعيل: قل لنا: هل استطاعت الحكومة الحالية حل مشكلة واحدة للمواطنين بدون تدخل من القوات المسلحة.. مشكلة واحدة.. أرجوك اعترف.