خمسة أعوام والأزمة السورية مشتعلة، الضحايا بالمئات من القتلى والمصابين, ومع حالة الفوضى وعدم الاستقرار فر العديد من السوريين خارج الحدود السورية ووصل عددهم إلى أكثر من 4 ملايين لاجئ بدول مختلفة، أبرزها تركياوالأردن ومصر، «روزاليوسف» حاورت المتحدث الإعلامى باسم المفوضية السامية التابعة للأمم المتحدة «مروة هاشم» عن أوضاع اللاجئين السوريين فى مصر. تقول: - نحو 127 ألف لاجئ سورى مسجل لدى المفوضية السامية أغلبهم بالقاهرة الكبري، ودمياط، والإسكندرية، وهناك أعداد أخرى فى الغربية وسوهاج وأسيوط، وكل المحافظات، ولكن عددهم وفقًا لرصد الحكومة المصرية 300 ألف لاجئ. أهم المشاكل التى تواجههم فى مصر؟ - تتركز المشاكل فى عدم القدرة على العمل الرسمى طبقًا لاتفاقية 51 للاجئين، لكنهم يستطيعون دخول سوق العمل غير الرسمية مثل الحرف اليدوية والمأكولات وبيعها، ويستطيعون دخول المدارس الحكومية واستعمال المستشفيات الحكومية العامة إذا كانوا يملكون الكارت الأصفر للإقامة، وإن كانوا غير مسجلين لدى المفوضية السامية يتم عمل تحديد مستوى لاستكمال دراستهم. كيف يتم التسجيل فى المفوضية السامية للاجئين؟ - المفوضية تقدم عدة خدمات، فلديها 127 ألف مسجل فقط، بينما الحكومة المصرية تحدد العدد بأكثر من 300 ألف لاجئ سوري، حيث يأتى السورى مع عائلته أو بمفرده ومعه جواز السفر أو أوراق إثبات الشخصية وتنفذ بصمة العين له التى تشبه بصمة الأصابع وذلك لعدم تسجيله فى بلاد أخري، لحصار عمليات الاحتيال غير الشرعية لأن المفوضية تعطى اللاجئ الحماية الدولية، فنحن نسجل ونحدد صفة اللاجئ نيابة عن الحكومة المصرية. أهم دول تواجدهم، ولماذا تنخفض نسبة تواجدهم فى مصر؟ - أهم الدول التى يتواجد بها السوريون بشكل عام تركياولبنان والعراق، ومصر، والنسبة الأكبر فى تركيا التى يوجد بها مليون وثلاثمائة ألف لاجئ سوري، ثم لبنان مليون ومائتا ألف، ثم الأردن 650 ألفا والعراق 250 ألفا ثم مصر، ومعدل اللاجئين ينخفض فى مصر لأن أغلبهم يغادر من مصر عن طريق غير نظامى «البحر»، ولا يمكن القول على اللاجئ مهاجر لأنه غادر من بلده نتيجة لوجود عنف وحرب وليس هجرة اقتصادية، والسبب الآخر فرض فيزا على السوريين منذ شهر يوليو 2013، قبل ذلك كان يمكنهم الدخول دون فيزا، مما أوجد عائلات لم تستطع الالتحاق بعائلاتها فى مصر مما أدى إلى وجود تفرقة للأسر إلى جانب وجود صعوبة فى منح السوريين تأشيرات مما اضطرهم للجوء إلى لبنان أو تركيا لجمع شمل العائلات مرة أخري، فانخفض عدد السوريين فى مصر. هل يعانى السوريون فى مصر؟ - على العكس اللاجئ السورى حفظت مصر حقوقه بشكل كبير فأعطى الحق فى التعليم والخدمات العامة لكن اللاجئ يواجه المشكلات بشكل عام لكونه مغادرًا بلده فإذا أتى بمدخرات سوف تنفد ولا يمتلك فرصة العمل الرسمي، ومنهم من استطاع الاستثمار فى المشروعات التجارية فأصبح إضافة إلى البلد، ولكن أغلبهم ذوو المهن الحرة كالمهندس والدكتور وغيرهم لا يستطيعون مزاولة المهنة دون دخول النقابات، وذلك غير متوافر ولكن بالإجمال فى مصر أوضاع السوريين معقولة، كما أن الشعب المصرى رحب بالسوريين وقدم لهم خدمات عديدة. ما هى مطالب السوريين فى مصر؟ - لدينا طلبات كثيرة من الحكومة المصرية أهمها إصدار تأشيرات لم شمل العائلة، والحصول على الكارت الأصفر، لكى يستطيعوا الحصول على الإقامة، ولكن جميع اللاجئين يذهبون إلى مجمع التحرير فقط ونحن نطالب الحكومة بلا مركزية الإقامة على الكارت الأصفر فثلث السوريين المسجلين لدى المفوضية يعيشون بمحافظة الإسكندرية، فيضطرون إلى الحضور إلى القاهرة للحصول على الإقامة مما يحملهم التكلفة والمعاناة خاصة أن تلك الأوراق لا يتم تنفيذها فى يوم، ونطلب من الحكومة أن تمد الإقامة من ستة أشهر إلى سنة حتى تقلل العبء على السوريين. عدد الذين قضوا فى البحر؟ - عدد الذين قضوا هذا العام نتيجة للهجرة غير النظامية أكثر من 2800 من بين من حاول عبور المتوسط من جنسيات مختلفة بأعمار مختلفة. المساعدات التى تقدمها المفوضية للاجئين السوريين فى مصر؟ - الخدمات التى تقدمها المفوضية السامية إلى السوريين المسجلين هى الحماية الدولية من الطرد، والمعونة المادية الشهرية للأكثر احتياجا، والمنح التعليمية للطلبة المسجلين بالمدارس الحكومية، ولكن يوجد تكدس للأعداد واكتظاظ الفصول بالطلاب واختلاف اللهجة، وكذلك اختلاف المناهج التى اعتادوا على دراستها فى سوريا، وتقوم المفوضية فى المقابل بإعطائهم دروس تقوية لتهيئتهم للمواءمة مع المناهج المصرية، كما يتم حصولهم على الخدمات بالمستشفيات العامة ويتم تقديم الخدمات الثانوية التى لا تتوافر فى المستشفيات العامة مثل إجراء العمليات عن طريق شركاء لنا مثل جمعية مصطفى محمود، وهناك استشارات قانونية وخدمات دعم مجتمعى ويقدم إليهم التدريب المهني، ومن يملك مشروعا صغيرا يحصل على نحو 400 دولار، ولكى يحصل على هذا المبلغ يقوم بتقديم خطة عمل لكى يمكنه الاعتماد على نفسه لأنه مع استمرار الأزمة وطول المدة تقل المنح مع زيادة احتياجات اللاجئين. تكاليف الهجرة غير النظامية للاجئين بشكل عام؟ - تكاليف الهجرة غير النظامية للاجئين نعلمها عن طريق المقبوض عليهم من الساحل بعد التواصل معهم وتقديم المعونات إليهم دون التمييز بين مهاجر ولاجئ والتكاليف تتراوح ما بين 2000 و4000 دولار للرحلة. عدد المحتجزين السوريين على السواحل؟ - وصل عدد المحتجزين اللاجئين من مصر هذا العام نحو 2300 محتجز وأغلبهم تكون مدة حجزه أسبوعين لكى يتم التأكد من قبل السلطات المصرية بصحة هوياتهم، وإذا كانوا مسجلين من قبل المفوضية أم لا ويتم حينها الإفراج عنهم. كيف تعامل الشعب المصرى مع السوريين؟ - كانت من ضمن المشكلات التى واجهت السوريين فى مصر بعد عام 2013 نتيجة للحملة الإعلامية التى تمت لتوضح مشاركة عدد من اللاجئين فى اعتصام رابعة فوجدت حينها حالة من النفور من قبل المصريين، ولكننا ظهرنا فى جميع وسائل الإعلام لنؤكد أن هذا الكلام لا ينطبق على جميع اللاجئين، ليس من المفروض أن الجميع يعاقب على ذلك وتلاشت الأزمة. هل توجد مراكز لإعادة التأهيل خاصة بالأطفال اللاجئين؟! - أغلب السوريين يأتون مع أسرهم، لكننا نملك مراكز لدعم الأطفال والتوعية لاستكمال تعليمهم ونشاطات, وهناك استشارات من قبل منظمة «بستك» تقوم بعمل تأهيل نفسى للاجئين بشكل عام، ولكن هناك أزمة وهى عدم توافر الموارد اللازمة لهم فيضطر أطفالهم محاولة المساعدة من خلال العمل وترك التعليم وهناك من بينهم من يعمل ويتعلم أيضا. هل ستستمر الأزمة السورية من وجهة نظر المفوضية؟ - تطلب المفوضية من الشعب اعتبار اللاجئ إنسانًا مثلنا ظروفه أرغمته على الفرار من بلده خاصة السوريين فطالما هناك حرب هناك هجرة، وكما قال المفوض السامى الحل ليس إنسانيا وإنما سياسي، فلابد من التعاطف والتناغم مع الأزمة السورية عامة، وعلى السوريين احترام سياسة الدولة المضيفة.