قد يظن البعض أن حفر قناة السويس الجديدة وما يواكبه من احتفالات تعم البلاد من شرقها لغربها بمناسبة الافتتاح، هو مخطط بشرى ناجح وقد حان وقت جنى ثماره، إلا أن هناك من يرى أن هذا العمل هو عمل إلهى تم بتدبير من الله، وها هى السماء تحتفل مع الأرض بتلك المناسبة السعيدة، فعلى ما يبدو أن قناة السويس هى فأل خير استبشر به الجميع، فمن الصدف الغريبة أن يتزامن الاحتفال بالقناة الجديدة مع بداية صوم السيدة العذراء مريم عند الأقباط الأرثوذكس. وعلى الرغم من أن الأصوام لدى الأقباط كثيرة على مدار العام فإن صوم السيدة العذراء مريم له مذاقه الخاص عند الجميع، خاصة أن زمن الصوم قصير إلى حد ما، حيث تبلغ أيام هذا الصوم 51 يوما فقط تلك الأيام القليلة يحتشد فيها جميع الأقباط على مستوى العالم فى الكنائس التى سميت على اسم السيدة العذراء مريم، ويشهد هذا الحشد نهضات روحية ودينية كبيرة وكثيرا ما تحدث بعض الظواهر الروحية فى تلك النهضات قد تصل إلى ظهور طيف السيدة العذراء لتبارك شعبها ومحبيها الذين جاءوا محتفلين من كل حدب وصوب فالظواهر الروحية التى تحدث أثناء الاحتفالات بصوم العذراء كثيرة ومتكررة. ولكن أن تختص البتول قناة السويس هذا العام لترسل من على مدخلها الشمالى فى بورسعيد رسائل البركات إلى الجميع، فهذا الأمر رأى فيه الجميع أن هناك رسائل إلهية موجهة لشعب مصر تبشر بحسن الطالع وعظيم الفأل وأن قناة السويس الجديدة ما هى إلا منحة ربانية وهبها الله لمصر ضمن ما وهب من نعم كثيرة وهو الأمر الذى أكده كل من عمل فى حفر تلك القناة فى زمن قياسى، حيث كانت هناك استحالة فى أن يتم مثل هذا المشروع الضخم فى هذا الزمن الوجيز، وبالتأكيد بذل الجميع جهدا خرافيا، ولكن المؤكد أيضاً أن هناك توفيقاً من الله كان حليف الجميع. ∎ توقف نزول الزيت على ضفاف القناة وفى مدينة بورسعيد تقع كنيسة القديس العظيم الأنبا بيشوى وهى كنيسة صغيرة نسبياً بناها الإيطاليون مع بداية نشأة المدينة، ثم آلت بعد ذلك ملكيتها للأقباط فى المدينة ومنذ سنوات تتعدى العشرين اعتاد أهل المدينة على تدفق زيت من إحدى صور السيدة العذراء بالكنيسة، وكان هذا الزيت سببا للبركة كما يروى أهل المدينة من أقباط ومسلمين فالعذراء لها كرامتها وجلالها عند الجميع وهى لا تمنح بركاتها حصريا، بل تمنحها للجميع دون قيد أو شرط كان هذا الزيت الذى ينزل من صورة ورقية لها إطار من الزجاج يخترق الزجاج ويخرج ليتبارك منه الجميع وذاع صيت هذا الزيت ليس فى بورسعيد فقط، ولكن فى الكثير من أنحاء الجمهورية، ولكن عقب تولى الجماعة الإرهابية حكم البلاد انقطع نزول الزيت من الصورة، وعرف الجميع أن حكم الجماعة هو نذير شؤم على البلاد والعباد سوف يأكل الأخضر واليابس وكأن السماء تعلن عن غضبها على الجماعة الإرهابية. ∎زوال الغمة مع هبّة مدينة بورسعيد ضد حكم الجماعة الإرهابية وكان شعب المدينة هو طليعة المتمردين على المخلوع مرسى وقاوم شعب المدينة استبداد الجماعة ووقفوا ضد أخونة الدولة، وتكللت تلك الجهود بزوال حكم الإخوان ومع مجىء الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى سُدة الحكم بدأ الزيت المتقاطر من صورة السيدة العذراء فى الظهور مرة أخرى على شكل زخات على سطح زجاج صورة أطهر نساء العالمين، واستمر الحال على ذلك حتى أيام قليلة ماضية. ∎ بشرة خير مع اندفاع المياه فى شريان قناة السويس الجديدة لتعلن للعالم كله قرب نجاح المصريين فى تحقيق إنجازهم العظيم ومع اقتراب حلول صوم السيدة العذراء عاد الزيت المبارك المتدفق بغزارة من صورة القديسة العذراء مريم بكنيسة الأنبا بيشوى ببورسعيد لتظلل الأفراح الجميع، وقد ربط شعب المدينة بين الحدثين ورأى الجميع أن السماء تبارك عمل الأرض فيقول نعيم شنودة القيادى بحزب مصر القومى ببورسعيد: «تدفق الزيت من صور القديسين هو دائما ما يكون علامة من الله لشعبه ومنحهم البركات الإلهية، وغالبا ما يتواكب هذا الظهور للزيت مع بعض الأحداث وتدفق الزيت بشكل كبير من صورة العذراء مريم علامة للخير، وأرى أن هذا الظهور بشكل غير مسبوق يرتبط بافتتاح القناة الجديدة فكما يمنح الله البركة للمؤمنين من هذا الزيت، فإن تدفق المياه فى قناة السويس الجديدة سوف يجلب الخير الكثير للبلاد، وما من شك أن الله هو الذى يوفق الجميع وبدون توفيق الله لن يكون لنا أى نجاح وأرى أن القيادة فى مصر، وعلى رأسها الرئيس السيسى هى قيادة تعمل بما يرضى الله ومن ثم فإن الله يوفق تلك القيادة فى كل أعمالها». وتكمل ماجدة نصيف من كنيسة الأنبا بيشوى ببورسعيد: «زيت العذراء بركة كبيرة جدا لكل الشعب وله رائحة جميلة جدا فلا يوجد أى برفان رائحته جميلة مثل رائحة هذا الزيت، وهناك معجزات كثيرة حدثت بسبب هذا الزيت وطبعا أهم شىء هو الإيمان وأنا حضرت معجزة شاهدتها بنفسى». ويضيف مجدى عويضة فنى تركيبات: «أذهب دائما إلى الكنيسة وأحرص على الحصول على زيت البركة الكبيرة، وكثير من أخوتنا المسلمين بيطلبوا منى الزيت ده والكنيسة مفتوحة دايما لكل الناس سواء مسيحيين أو مسلمين ما حدش بيسأل حد داخل الكنيسة إنت مسلم ولا مسيحى واللى عايز زيت بياخد». أما جورج إبراهيم بالتربية والتعليم فيقول: «الأجواء الآن اختلفت كثيرا عما قبل ثورة 03 يوليو وبعيدا عن الجانب الروحى للظواهر التى تحدث فى الكنيسة مثل نزول الزيت، فإن مصر تعيش حاليا مرحلة كبيرة من الأفراح نشعر أن هناك إنجازات تتحقق على أرض الواقع، ولدينا رئيس بثقل سياسى دولى وعالمى وجيش يحمى ويبنى، فلا غرابة أن تظلل تلك الأفراح بعض البركات الروحية التى تجمع كل أطياف الشعب فالعذراء مريم لا يختلف على تكريمها مسلم أو مسيحى فنحن جميعاً نحب العذراء ونطلب بركاتها وشفاعتها وسوف يظل اسم «مريم» اسما محايدا لن تعرف ديانة من تحمله؟ ∎ الأسقف يرأس الاحتفالات علمت «روزاليوسف» أن الأنبا تادرس أسقف بورسعيد سوف يرأس الاحتفالات التى سوف تقام أثناء صوم السيدة العذراء ببورسعيد، وسوف يتم الاحتفال فى عموم كنائس المدينة، وذلك بحضور نخبة من الآباء الأساقفة أعضاء المجمع المقدس للكنيسة القبطية والذين سوف يقومون بإلقاء العظات وإقامة قداسات أثناء فترة الاحتفالات، والجدير بالذكر أن الأنبا تادرس كان على رأس وفد بورسعيد المرافق لقداسة البابا تواضرس الثانى أثناء زيارته لقناة السويس الجديدة ولقاء الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس ويذكر أن الأنبا تادرس قد أصدر توجيهاته إلى المختصين بإيبارشية بورسعيد بضرورة عمل احتفاليات فنية يشترك فيها أبناء المدينة من مسلمين ومسيحيين للتعبير عن فرحة المدينة بالحدث الكبير، وقد تم عرض بعض تلك الاحتفاليات بمشاركة وزارة الثقافة وأسقفية الشباب بالقاهرة على مسرح قصر ثقافة بورسعيد بحضور المحافظ.∎