دسائس ومؤامرات وبلطجة ومحاولات لإسقاط البابا تواضروس شعبيًا، متهم بها الأنبا بيشوى بعد حركة التطهير التى أطلقها البابا لدى توليه المنصب الباباوى، وأسفرت عن تجريد الأنبا بيشوى من كل صلاحياته، وعزله من سكرتارية المجتمع المقدس وإدارة الكلية اللاهوتية. الأنبا بعدما ضاعت هيبته، وسقوط قدرته على التنكيل بمعارضيه فى الكنيسة عبر المحاكمات الصورية، قرر الرجوع خطوة إلى الخلف لإعادة ترتيب صفه للانقضاض على البابا تواضروس فى محاولة للإطاحة به بالاشتراك مع 25 أسقفًا ممن يوصفون بالحرس القديم. بعد حركة التطهير لاذ الأنبا بيشوى بدير القديسة دميانة فى بلقاس، لحياكة خيوط مخطط الانقلاب على البابا تواضروس، وكانت الخطوة الأولى من خطته تعتمد على فرض سياج حديدى بين البابا والأقباط عبر اختراق سكرتارية قداسته والتحكم فيما يصله وما لا يصله. ويمكن القول إن «مخطط العزل» نجح نسبيًا، ومن دلائل نجاحه أن حركات وائتلافات قبطية أصبحت تجهر بالخلاف مع البابا فى مشهد مستجد على العلاقة بين الأقباط وأى شخص يجلس على الكرسى الباباوى. الحقوقية والإعلامية ميرفت النمر تكشف جانبًا من تفاصيل المخطط الذى يديره الأنبا بيشوى حيث تقول: لم أشأ أن أسرب معلومات إلى الإعلام، ومن ثم آثرت أن أرسل كل ما يقع بين يدى من معلومات إلى مكتب البابا، وكنت أتقدم إلى المكتب بشكاوى ومخالفات، لكن البابا لم يكن يحرك ساكنًا، الأمر الذى اعتبرته غريبًا ومثيرًا للشكوك. وتمضى ميرفت النمر قائلة: «وقعت على فضائح تورط بها الأنبا بيشوى وزبانيته، فما كان إلا أن ذهبت إلى سكرتارية البابا تواضروس، فالأمر لم يكن ممكنًا السكوت عنه، لكن يبدو أن الموضوع لم يصل إلى قداسته، وكان خوض هذا الملف بمثابة الدخول إلى أعشاش الدبابير، وكان لابد من تلقينى درسًا». وتروى الحقوقية القبطية أنها لدى عودتها من عملها، وبعد نجاحها فى حل بعض مشكلات الأحوال الشخصية لأقباط لجأوا إليها، فوجئت بسيارة تعرضت طريقها وكان الوقت متأخرًا، ونزل منها رجلان شديدان قويا البنية فانهالا عليها ضربًا، وحاول أحدهما تجريدها من ملابسها وتحرشا بها جسديًا ثم حاولا اختطافها لكنها حسب تعبيرها استماتت فى الدفاع عن نفسها لأن المعركة كانت حياة أو موتًا، حتى هربا بعدما سكبا عليها كل أنواع الشتائم البذيئة، ومن ثم حذراها من الاقتراب من الأنبا بيشوى ولو بكلمة. وتقول: «تعرفت على الرجلين، وأحدهما محام مغمور يطلقه الأنبا بيشوى على معارضيه، والثانى صاحب محل مواد بناء، وكان المحامى تحرش بى لفظيًا فى كنيسة «اللاتين الكاثوليك» بشارع عبدالخالق ثروت، وحررت ضده محضرًا لكنى تنازلت بعد وساطة من بعض رجال الكنيسة. وتؤكد النمر أنها لن تتنازل هذه المرة بعدما حررت محضرًا ضد الرجلين، وتتهمها بالتحرش ومحاولة اختطافها وأحيل البلاغ إلى النيابة التى طلبت تحريات حول الرجلين، اللذين يُنتظر أن يجدا عقوبة بالغة الشدة فى حال ثبوت التهمة. وليس مستبعدًا بطبيعة الحال، أن يعترف الرجلان فى التحقيقات أو أحدهما على الأنبا بيشوى ما قد يجعله متهمًا بالتحريض ويجبره بالبداهة على المثول أمام النيابة. مصدر مسئول داخل الكنيسة كشف عن أن شخصيات كبيرة بالكاتدرائية متورطون فى الحادث بالتحريض عليه، لكن الكنيسة لا تريد «نشر الغسيل الوسخ»، وهناك محاولات لتجاوز الأمر داخليًا. وقال المصدر إن الأنبا بيشوى بعد شلحه لا يريد إلا إشعال الأزمات، وفيما يتعلق باتهام الحقوقية ميرفت النمر له بأنه حرض أتباعه على التحرش بها وتورط بشكل أو بآخر فى محاولة اختطافها، فإن الكنيسة تتحفظ على التعليق على الأمر لأنه أصبح بين يدى جهات التحقيق، وفى حال ثبوت تورط الأنبا فى الجريمة فإن الكنيسة ستكون فى موقف الحياد ولكن تتدخل فى سير التحقيقات من قريب أو بعيد.∎