ابحث عن سحر و بريق السلطة ! .. في أى مجال كان سياسيا ً أو اجتماعيا ً ، لكن أن ينتقل فيرو التشبث بالسلطة و التسلط من الاجتماعى الدنيوي إلى الروحي ، هذا مايثير الكثير من التساؤلات ، خاصة فى أوساط الكنيسة القبطية الأرثوذكسية و بين رعيتها الذين يشكلون غالبية المسيحيين في مصر قادة الكنيسة من أساقفة و قساوسة ، من المفترض أنهم يطبقون فضيلة الاستغناء و التواضع، أو قول السيد المسيح : " فإن كنت وأنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض لأنى اعطيتكم مثالاً ، و كما صنعت أنا بكم تصنعون أنتم أيضاً " يطالب المسيح بهذا الفعل مع الاخوة و الغرباء ايضا ! ، و بالنسبة للاساقفة الذين هم فى الاصل رهبان ارتضوا الفقر الاختيارى رغم ثراء اسرهم ، و بصلاة الموتى على طالب الرهبنة فى بداية رهبنته فإنهم بذلك ماتوا عن العالم و شهواته بما فيها شهوة السلطة ، لكن ما يحدث من البعض داخل اروقة الكاتدرائية المرقسية يقول بغير ذلك تماما، البعض لا يرضى عن الاصلاحات التى يقوم بها البابا تواضروس ، و البعض الآخر يريد ان يفرض عليه سياجا حديديا ليبعده عن رعيته و همومهم ، و البعض الآخر يريد استعادة سلطته السابقة عبر وسيلة او اخرى ! البابا تواضروس الثاني يواجه سعى الكثيرين ممن استقرت لهم مصالح ما ، قبل ارتقائه الكرسى البابوى، ويرى هؤلاء فى إدارته مساسًا بتلك المصالح، على مستويات متعددة، و هكذا يوصّف المفكر كمال زاخر ، مايحدث داخل الكاتدرائية ،و سألناه : أمثال من؟ و ماهى مصالحهم؟ ، أجاب زاخر الأفضل ان تقترب من دائرة البابا ، و من دوائر التحالفات بين بعض رجال الأعمال وبعض أساقفة المقر، ولتسأل أيضا عمن تم استبعادهم من مراكز اتخاذ القرار فى السكرتارية الحرس القديم ! ---------------------------- و يوضح منسق التيار العلماني قائلا ، فى داخل المشهد القبطى والكنسى يسعى البعض فى دوائر قريبة لعزل البابا البطريرك عن رعيته وتحجيم دوره الوطنى، بتفريغ الدائرة المحيطة به من رموز مخلصة وإيجابية منها آباء اساقفة ومطارنة ثقاة، ومخلصين، عبر حرب شائعات منظمة ومحكمة يجيدونها ويروجونها، يرون فيهم تهديداً لمصالحهم التى يحرصون على بقائها بعد ان استقرت لهم فى مناخ وزمن مغاير، وبعد أن بدأ قداسة البابا فى ترتيب البيت من الداخل وفق رؤية جديدة موضوعية ومخلصة. بل ويصر البعض على فرض تواجده مدعوماً من دوائر اتخاذ القرار الكنسى، ويوظفون خبراتهم الإعلامية والتنسيقية خلف الجدران فى خطوات استباقية عبر تسريبات عن قرارات وتكليفات لم تصدر، ورغم إخفاقاتهم السابقة يصرون على احتلال مواقع ليست لهم، ويجدون من يروج لهم عبر شبكة مصالح عميقة ومتشابكة . و يختتم زاخر بقوله: إن إصرار الحرس القديم على الاحتفاظ بمواقعهم وتواجدهم بغير مقتضى يحتاج الى مراجعة وضبط وحسم، وعودة وتواجد البابا البطريرك فى مقره وسط رعيته بات أمراً لازماً، و استكمال مسيرة البعث والتجديد وإعادة الترتيب تأسيساً على القواعد الصحيحة ضد الإصلاح ! -------------------- تحتشد مرحلة مابعد البابا شنودة بالمصاعب والضيقات لكن الكنيسة تنجح فى تجنيب الوطن الدخول فى نفق الصدام، و رأى البعض ان البابا أبعد الأنبا يوأنس أسقف الخدمات لأحد الأديرة ، لكنه عاد مرة أخرى للأسقفية خاصة بعد أن التزم الصمت وتفرغ للاهتمام بالإشراف على الأسقفية الموجودة داخل الكاتدرائية ، مما جعله فى موضع مناسب ، أما الأنبا أرميا فظهرت بعض الشائعات بأن البابا سيبعده إلى أحد الأديرة الساحلية خاصة بعدما تحدث فى إحدى الندوات عن رأيه في المادة الثالثة بالدستور مخالفاً وقتها الأنبا بولا ممثل الكنيسة الرسمى ، وكان رد فعل الشباب القبطي هو تنظيم مظاهرات يوم المحاضرة الأسبوعية للبابا مطالبين بمحاسبة إرميا ، إلا أنه مازال محتفظا بما هو مسئول عنه، فيما ردد البعض ان البابا قام بسحب مفاتيح بوابات الكاتدرائية التى كانت بحوزة الأنبا أرميا ، فضلا عن ما يتردد عن علاقة الأنبا أرميا بجماعة الإخوان وقادتها حسبما تشير الصور و الفيديوهات على موقعي جوجل و يوتيوب. ويبدو أن بعض الاساقفة لم يسلموا بأن الكنيسة صار يجلس على كرسى مار مرقس بابا جديد ، فقد كشف مصدر كنسي ، أن اثنين منهم يقومان الآن بتجنيد عدد من الشباب الكنسى داخل المركز الثقافي القبطى، خاصة من الذين يشاركون في أنشطة المركز أو فريق الألحان والكورال فى قناة مار مرقس لتأليبهم على البابا تواضروس ، بدأ أيضا هجوم البعض على البابا تواضروس بأنه قام بتعيين أساتذة في الكلية الإكليريكية، ممن ينتمون إلى مدرسة الأب متى المسكين وتلميذه دكتور جورج حبيب بباوي، باعتبارهم مغضوب عليهم من البابا الراحل الانبا شنودة . و يتردد أن الأسقفين المقصودين ينتظران الخطوة التى أعلن عنها البابا تواضروس أثناء زيارته للفاتيكان في مايو 2014، بالتقارب مع الكنيسة الكاثوليكية وتشكيل لجنة مشتركة بين الكنيستين روما والإسكندرية والاعتراف بكل منها ، إضافة إلى دفع هؤلاء الشباب إلى المواجهة وإجبارهم على التظاهر ضد البابا تواضروس باعتباره يتخلى عن عقيدة الكنيسة الأرثوذكسية، وقد وصل إلى البابا وعدد من أساقفة الكنيسة الكبار تفاصيل هذه المخطط، وهو يفسر سر تأجيل اتخاذ البابا تلك الخطوة ، الا ان مصادر كنسية تنفي ما يتردد عن أن سكرتير المجمع السابق يحاول أن يبقى فى دائرة الضوء من خلال تواجده في المؤتمرات اللاهوتية التي يقيمها له المركز الثقافي القبطى المسؤول عنه الأنبا أرميا، ونظم منها 3 مؤتمرات، خاصة بعدما قام البابا بسحب إشراف الأنبا بيشوي على المعاهد والكليات اللاهوتية ، و مايثير شهية البعض للتقولات ان البابا تواضروس قام بسحب الأبروشيات التي قام سكرتير المجمع السابق بمحاكمة أساقفتها والإشراف عليها ! أساقفة مسيّسون ! ----------------------- و عقب تنيح البابا شنودة الثالث في 17مارس 2012، و تولى البابا تواضروس الثاني كرسي مار مرقس فى 4 نوفمبر من العام ذاته ، بدأت تحركات ضد البابا الجديد و مايجريه من اصلاحات فى المنظومة الكنسية، خاصة فى لائحة اختيار البطريرك ، و هو الامر الذى لم يرض أحد الأساقفة الذي كان الجميع يتوقع خلافته لقداسة البابا شنودة عقب نياحته، إلا أنه تم استبعاده من القائمة النهائية للمرشحين للكرسي البابوي ، و تقول مصادر من داخل الكاتدرائية المرقسية ، أن هذا الأسقف يرتب مع بعض الأساقفة بالكاتدرائية ومع مجموعة من الشباب لتنظيم مظاهرات تتهم البابا تواضروس بالتخلى عن العقيدة الأرثوذكسية ، ويبدو أن الأساقفة الذين تكلم عنهم المصدر، ونتحفظ على ذكر أسمائهم، بدأوا في التحرك، بعد نشر بيان منسوب إلى مجموعة تسمى نفسها " أبناء البابا شنودة الثالث "، هاجموا فيه الأنبا باخوميوس مطران البحيرة والذي كان قائمقام البابا وكذلك البابا تواضروس، والأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس متهمين اياهم ببيع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية للدولة ، وأن أحد الأساقفة كان يطمع في منصب سكرتير المجمع المقدس لكن البابا شنودة نجّى الكنيسة بعدم اختياره. أجرى الانبا باخوميوس قائم مقام البابا ، الانتخابات البابوية في هدوء وسلاسة بعد أن أبعد بعض الطامحين فى الكرسى من قائمة الترشيحات، عندما اجتمع بهم جميعا داخل المقر البابوي في دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، وأبرز الاعتراضات التي تحول دون استبقائهم داخل القائمة وكان عددهم 17 مرشحا، فأبعد الأنبا بيشوي والأنبا بفنوتيوس والأنبا يوأنس، ورغم الغضب و الضجر الذي انتاب بعضهم وقتها إلا أنهم صمتوا تماما ، و بعد تجليس البابا تواضروس على الكرسى البابوى يوم 18 نوفمبر 2012 وهو أيضا كان بعيداً عن الأضواء، ليغلق ملف الصراع على الكرسى، وقد حاول البابا تواضروس إكمال ما بدأه الأنبا باخوميوس بإبعاد مراكز القوى عن المقر البابوي حتى تؤول له الأمور بهدوء البابا تواضروس يؤكد دوما ، إن قولا او فعلا على وطنية الاقباط و الكنيسة لكنه ، يشدد ايضا على أن الكنيسة ليست لاعباً سياسياً بحال وأنها منحازة للهم الوطنى كما كانت عبر تاريخها الطويل، ويطالب دوما الأقباط بالإيجابية فى الإنخراط الفاعل فى المجتمع، وينتبه الى أهمية ترتيب البيت من الداخل، فيشرع فى الإنتقال من الفرد الى المؤسسة، عبر سلسلة من الفعاليات بدعوة اهل الاختصاص لوضع القواعد المنظمة لعمل منظومات الكنيسة الأساسية، الرهبنة، التعليم، الأحوال الشخصية، وتخرج الى النور لوائح عمل منضبطة و لايزال التحديث والتقنين مستمراً، ويستكمل ما بدأه القائم مقام الأنبا باخوميوس من مبادرات المصالحة مع كافة الأطياف داخل الكنيسة، وفقاً لمنهج الكنيسة الآبائى وحتى يترجم الأبوة والتكامل على الأرض ، ويحاول حثيثا على تجاوز الانساق التقليدية فى طرق ابواب الحوار مع الكنائس الأخرى فى مشوار الوحدة المسيحية ، ويحقق نداء السيد المسيح ان يصير الكل واحداً، ويلتقى رؤساء الكنائس ويذهب الى الفاتيكان فى قمة مسكونية استقبلها البابا فرنسيس الحبر الأعظم للكنيسة الكاثوليكية بحفاوة بالغة انعكست على مستوى اللقاء و نتائجه .