أول قرار: البابا تواضروس يطيح بالأنبا بيشوى من سكرتارية المجمع المقدس

حالة من القلق والتوتر تخيم على مقر سكرتير المجمع بالكاتدرائية المرقسية بعد وصوله معلومات شبه مؤكدة عن قيام البابا تواضروس بإجراء تعديلات شاملة فى الهيكل الإدارى واللجان الفرعية للمجمع المقدس مساء الخميس القادم وعلى رأسها منصب (السكرتير) الذى أصبح حلما يراود الأساقفة فى منامهم بعد أن ظل الأنبا بيشوى قابعا فيه لمدة 27 عاما، الأمر الذى أثار تساؤلات الجميع حول الأسباب التى وقفت وراء طول المدة.

لم يكن الأنبا بيشوى مجرد شخصية عابرة على الكنيسة القبطية يمكن أن تمر مرور الكرام، لكن البابا تواضروس كان له رأى آخر، وقرر اتخاذ القرار الصعب لاستبدال كل الحرس القديم بطاقم جديد فى إطار حملة التطهير والإصلاح الكنسى الداخلى والذى وعد بتطبيقه فور جلوسه على الكرسى.

الشارع القبطى كان معبأ بما يكفى من بيشوى الذى تكاتلت عليه الشكاوى من كل صوب وحدب وهى التى ظلت محفوظة فى مظروف مغلق مع الأنبا باخوميوس (قائم المقام) وسلمها للبابا الذى اكتشف فيها الكثير والكثير.

وقد بدأت بالفعل الحرب الباردة تدب بين الأساقفة المترشحين للمنصب وعلى رأسهم بفنوتيوس (أسقف سمالوط) الذى كان منافسا قويا وقت ترشح بيشوى للمنصب ولديه ما يكفيه من أسرار عن الرجل الذى دمر مستقبله وأوقفه فترة ليست بالقليلة بتهمة الترويج للمذهب البروتستانتى داخل الكنيسة.

يتنافس على المنصب أيضا الأنبا بولا (أسقف طنطا) الملقب (بمكوك الكنيسة) نظرا لقدرته الفائقة على التحرك وأداء عدة مهام فى آن واحد خاصة أنه أثبت جدارته فى مرحلة الانتخابات البابوية وتنظيم القداسات والمؤتمرات فى حين تتجه المؤشرات الأولية الى الأنبا رافائيل (أسقف كنائس وسط البلد والمرشح السابق فى الانتخابات البابوية) نظرا للتوافق العام حوله من قبل رجال المجمع المقدس الى جانب حضوره القوى ومحاولة خطب وده فى هذه المرحلة الحرجة التى تمر بها الكنيسة والتى تولدت بسبب فراغ منصب البابا طيلة الفترة الماضية.. من المتوقع سحب ملف المحاكمات الكنسية من بيشوى فى حالة تجريده من منصبه الإدارى ومحاكمته من قبل لجنة محايدة بعد أن تحول إلى طاغية يوقف ويشلح كل من يختلف معه أو يقف فى طريقه، فالقائمة مليئة بأسماء الضحايا التى خلفها عهده مثل (الأنبا تكلا والأنبا متياس والأنبا أمونيوس والقمص أندراوس عزيز والقس هبيل توفيق).. رومانى ميشيل (محامى الأنبا بيشوى) يشير إلى أن اختيار سكرتير المجمع المقدس يخضع لعدة معايير توافقية بين الأعضاء ممن لهم حق الترشيح وبعد اختيار المرشحين الثلاثة الذين تتوافر فيهم شروط الترشح يتم عمل تصويت سرى من قبل الأساقفة وصاحب أعلى الأصوات يحصل على المنصب.

وعن المحاكمات الكنسية التى أجراها بيشوى يقول محاميه إن كل المستندات وشرائط التسجيل لكل المحاكمات متوافرة وسيتم إظهارها فى الوقت المناسب إذا طلب البابا ذلك، فمطران دمياط وكفر الشيخ عالم جليل فى اللاهوت ومحبوب بين أبناء إيبارشيته ولن يكون ضحية أو كبش فداء لأحد فى حالة انتخاب أحد غيره فى سكرتارية المجمع، كما أن الأنبا رافائيل يعتبر أقرب المرشحين للمنصب ولا غبار عليه.