يؤكد الرئيس عبدالفتاح السيسى يوما بعد يوم بتصرفاته واتخاذه القرارات الصحيحة فى الوقت المناسب أنه رجل دولة، فزيارته للسودان وإثيوبيا لطرح موضوع سد النهضة على مائدة المفاوضات وقدرته على الحوار مع جميع الأطراف بالعقل والمنطق والوصول إلى اتفاق مبادئ يضمن مصالح مصر والسودان وإثيوبيا فى حصتهم فى مياه نهر النيل دون الإضرار بمصالح أى طرف تؤكد أن مصر تسير بشكل مدروس وواقعى لحل مشكلة سد النهضة، وكما قال وزير الخارجية المصرى سامح شكرى إن مصر لن ينتقص ولا نصف فى المائة من حصتها. إن زيارة الرئيس السيسى إلى السودان وإثيوبيا كان لها الأثر الإيجابى فى بناء جسر من الثقة بين مصر وأفريقيا وإزالة شوائب الماضى، وأكدت لأشقائنا الأفارقة أن مصر حريصة على تنمية أفريقيا وذكرتهم بقوة علاقاتنا بهم أيام الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ومساندة مصر للدول الأفريقية ومساعدتها فى كل قضايا التحرر من القوى الاستعمارية فى ذلك الوقت. لقد كانت هذه الفترة من أهم وأفضل السنوات بين مصر وأفريقيا ثم توترت العلاقات فى عهد الرئيس السادات، حيث أهمل أفريقيا ثم تحسنت فى عهد مبارك، لكن توترت مرة أخرى بعد محاولة اغتياله فى إثيوبيا، وبلغ التوتر مداه فى السنة السوداء التى تولى فيها مرسى الحكم، فلا أحد منا ينسى الفضيحة التى تمت على الهواء فى الاجتماع الذى سمى السرى لبحث أزمة سد النهضة، ولكنه كان على الهواء وكان حوارا متدنيا غبيا أظهر غباء وجهل من ادعوا أنهم القوى السياسية فى عهد مرسى، وأبرزهم أيمن نور. وكان ذلك بداية جديدة للعلاقات المصرية - الأفريقية وآخرها حضور رئيس وزراء إثيوبيا المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ، وجاءت زيارة الرئيس السيسى للسودان وإثيوبيا لتفتح صفحة جديدة للعلاقات المصرية - الأفريقية.∎