3 علامات مبشرة تحملهم زيارة السيسى للسودان مصر التي لطالما عُرف عنها أنها قلب القارة السمراء، لها دورها الرئيسي بين دول القارة الإفريقية ومكانة مرموقة بعد توترات شهدتها بين صعود وهبوط خاصة في عهد الرئيسين «محمد حسني مبارك والراحل محمد أنور السادات» ومن بعدهم الرئيس المعزول محمد مرسي، حتى ثورة 30 يونيو وتحديدًا عندما وضع الرئيس عبد الفتاح السيسي قدميه على عتبة رئاسة مصر، حيث زار 4 دول إفريقية لم يزرها رئيس مصري منذ فترات طويلة ليعيد السيسي دور مصر ومكانتها في أحضان القارة السمراء. تأتي أهم زيارتين هى زيارة السيسي للسودان والزيارة المترقبة لإثيوبيا التي تعد الزيارة الأولى لرئيس مصري منذ 55 عامًا بعد أن توترت العلاقات وجفت وسحبت مصر دورها الريادي من افريقيا، وعلى عكس المتوقع فإن إثيوبيا مرحبة بزيارة التي ستضع حدًا للعلاقات المتوترة بين البلدين. وقال السفير محمد إدريس، سفير مصر بأثيوبيا، إنه سيجري بين الرئيس السيسي ونظيره السوداني ورئيس وزراء أثيوبيا المناقشات النهائية لتوقيع اتفاقية ثلاثية بشأن سد النهضة، مؤكدًا أنه في حال توقيع الاتفاقية سيكون في السودان. وأضاف «إدريس»، في تصريحات متلفزة، أن زيارة الرئيس السيسي إلى أثيوبيا هي أول زيارة لرئيس مصري منذ 55 عامًا، مشيرًا إلى أن الفترة الماضية شهدت اتصالات مكثفة بين الجانب المصري والسوداني والأثيوبي للتوصل إلى نقطة اتفاق، موضحًا أن كل طرف سيوقع الاتفاق سيعتبر تحقيق مصلحة أساسية له وأولوية على أساس الكل رابح، تأكيدًا بأن المصلحة بين جميع الأطراف مشتركة ومتبادلة. وأوضح «إدريس» أن الاتفاق في عهدة القادة الثلاثة ومن الطبيعي أن يتم الإعلان عنها بمجرد انتهاء المفاوضات ومعناها وجود نقاط اتفاق وأخرى تتباين فيها وجهات النظر والوصول إلى صيغة تحقق توافق بين جميع الأطراف، وتابع: «ونأمل أن توقع الصيغة النهائية غدًا». وأضاف، قائلاً: «هناك ترتيبات تجري للتوقيع ونأمل أن تكون بداية مرحلة جديدة من التعاون بين هذه الدول الثلاثة حيث هناك مصالح متبادلة ومشتركة سواء على المستوى الاقتصادي والسياسي والاستراتيجي». واستطرد «سفير مصر بإثيوبيا» أن الاتفاق سيمثل خطوة هامة على صعيد التعاون المشترك، كما أن الجوانب الثلاثة يدركون أن العمل من أجل الأجيال المقبلة لشعوب الدول الثلاثة وهناك تطلع لزيارة الرئيس السيسي حيث ستتم مناقشة الملف الخاص بالمياه إضافة إلى العلاقات الاستثمارية والاقتصادية والثقافية. السودان تعد زيارة الرئيس السيسي لدولة السودان اليوم والتي ستستغرق يومًا واحدًا هى الثانية منذ توليه الرئاسة، وتأتي تلك الزيارة لعقد اتفاق إعلان المبادئ بشأن سد النهضة الذي يتضمن مبدأ التعاون والتنمية والتكامل الاقتصادي، وتتناول القمة جميع القضايا المشتركة بين البلدان الثلاثة، وعلى رأسها ملف مياه نهر النيل، والملفات العالقة بخصوص سد النهضة الإثيوبي وتأثيره على حصة دولتي المصب مصر والسودان من المياه، كما يبحث القادة الثلاث، سبل تعزيز التعاون في كافة المجالات بين بلادهم بما يحقق مصالح وتطلعات شعوبهم في الرخاء والتنمية. كانت أول زيارة للرئيس السيسي لدولة السودان خلال عودته من غينيا الاستوائية والتي استغرقت 3 ساعات بهدف تنسيق المواقف وعودة الوفاق بحث خلالها مع الرئيس عمر البشير مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، واتفقا على ضرورة تفعيل آلية التعاون المشترك، وتبادل الزيارات وتكثيفها خلال المرحلة المقبلة، بما يعود بالنفع على شعبي وادي النيل فى مصر والسودان، كما أشاد الرئيس البشير بزيارة الرئيس السيسى للبلاد رغم انشغاله الشديد، وقال إن الزيارة تعد انطلاقة جديدة لعلاقات تاريخية موجودة أصلا بين البلدين، كما تم الاتفاق بين الرئيسين البشير والسيسى على ضرورة تطوير العلاقات السودانية المصرية ونقلها لآفاق أرحب تصب فى مصلحة الشعبين، مع ضرورة معالجة ملف سد النهضة الإثيوبي من خلال الحوار المتبادل والتعاون المشترك. الجزائر كانت أولى المحطات الإفريقية التي بدأها الرئيس السيسى جولته هى زيارته للجزائر التي تعد الأولى لرئيس مصري منذ عدة سنوات وما أحدثته كرة القدم من فجوة بين الشعبين لتفتح الزيارة صفحة جديدة، حيث أكد الرئيس أن زيارته استهدفت إطلاق تفاهم حقيقي ورؤية موحدة للمصالح المشتركة بين مصر والجزائر ودول المنطقة واصفًا الإرهاب بالمشكلة التى تحتاج إلى تنسيق المواقف والعمل لمحاربته. تناولت المحادثات الأوضاع العربية والإفريقية، إضافة إلى التحدّيات الأمنية للبلدين، وبحث التّنسيق بين الجانبين فى ظلّ هذه الظروف العربية والإقليمية، وكذلك الملف الليبي، الذّى يفرض نفسه بقوّة فى الأسابيع الأخيرة نتيجة تنامي شدّة التّوتر الأمني على الحدود الليبية مما يمثل تحديا للبلدين. كما كشفت مصادر عن أن الزيارة تفتح المجال للتفاوض حول ملف الغاز، والوقود، وأن مصر تتجِّه أيضًا لشراء الغاز من الجزائر بأسعار مناسبة.
غينيا الاستوائية كانت زيارة السيسي لغينيا الاستوائية، للمشاركة في القمة الإفريقية والتي لاقت ارتياحًا كبيرًا بين الأفارقة الذين رحبوا بعودة مصر إلى دورها على الساحتين الإفريقية والدولية وكان التصفيق للرئيس بعد إلقاء كلمته دليل على ذلك والذي أكد خلالها فى كلمته أنه لا غنى لمصر عن افريقيا وأن مصر لم تتوقف مطلقًا عن انشغالها بهموم ومصالح قارتها الإفريقية، فمصر لا يمكن أن تنفصل عن وجودها وواقعها الإفريقي، قائلاً: « أثق أن القادة الأفارقة باتوا يدركون أن 30 يونيو كانت ثورة شعبية مكتملة الأركان». واعتبر الرئيس أنه على مدار العام الأخير وبالرغم من ما واجهته مصر من صعاب فقد عملت على إنشاء الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التى ستمثل نقلة نوعية فى الدور الذى تقوم به مصر لإعداد وتأهيل الكوادر الإفريقية وستدعم استحداث مبادرات تعاون جديدة لتنفيذ مشروعات تنموية رائدة إطلاعا من مصر بمسئولياتها الإفريقية واقتناعا منها بضرورة أن تمثل الفترات المقبلة نهضة حقيقية على مستوى العمل الإفريقي المشترك.