حملت زيارة وزير الخارجية الإثيوبى تادروس أدهانوم مصر للمشاركة فى حفل تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسى ثم لقاؤه به، رسائل إيجابية عديدة لمصر، تبشر بأن مشكلة سد النهضة فى طريقها إلى الحل. ومصر فى عهدها الجديد ترسل بدورها أيضا برسائل مماثلة للجانب الإثيوبي، وكلاهما يؤكد أن الحوار وحده هو السبيل للحل وللوصول إلى تفاهمات واتفاقات تراعى المصالح المشتركة للشعبين، وتتجنب الإضرار بمصالح الشعب المصرى وحصته من المياه أو بمصالح الشعب الإثيوبى وحقه فى التنمية والبناء، لتولى إلى غير رجعة الأصوات الداعية إلى الحرب الناعقة بالبغضاء. ويجد الجانب الإثيوبى الآن فى مصر طرفا عاقلا مسئولا، يستطيعون التفاوض معه ، بعد ثلاث سنوات ونصف السنة من الفوضى التى عمت البلد، وألقت بظلالها على هذا الملف الخطير، الذى أصبح محلا للمهاترات والتجاذبات فى وسائل الإعلام وبين جهات عديدة فى البلدين. بقلب وعقل مفتوحين أبدى الرئيس السيسى خلال حملته الانتخابية وبعدها استعداده لزيارة إثيوبيا لحل قضية السد، وهى الدعوة التى تلقفتها إثيوبيا، ووجهت له الدعوة، التى قبلها فورا، مؤكدا أن مصالح الشعبين أكبر من أن تحصر فى قضية المياه، التى سيكون التفاوض بشأنها فى الغرف المغلقة، وليس فى الهواء الطلق مع كل عابر سبيل، وهو لا ينكر ابتداء على الشعب الإثيوبى حقه فى بناء سد يوفر له حاجته من الكهرباء، لكنه يرى أن هناك إجراءات لابد أن تتخذ من أجل التأكد وتوفير الظروف الملائمة لسلامة السد وعدم إضراره بإثيوبيا أو مصر، وأن هناك تفاهما يمكن أن يتم حول تشغيل السد. رغم كل الإشارات الإيجابية، إلا أن الأمر سيحتاج جهودا كبيرة على كل الأصعدة، للوصول إلى الحل الوسط المنشود، ولكن ذلك قطعا يمكن أن يتحقق إذا أيقن الطرفان أن ما سيجنياه من مصالح وفوائد أكبر بكثير من حالة التأزم والجمود والتوتر، وإذا وضعا نصب أعينهما العلاقات والأواصر الدينية والثقافية والتاريخية العميقة التى تربط كلا الشعبين والبلدين الأكبر فى المنطقة، ومتى توافرت الإرادة السياسية ، وتم تحجيم التدخلات الخارجية السلبية وتعظيم الأوراق والعلاقات الإيجابية على هذا الصعيد. لمزيد من مقالات أسماء الحسينى