التعاون العسكرى المصرى الروسى تطور بشكل لافت فى الآونة الأخيرة، وكانت زيارة الرئيس السيسى الأخيرة لموسكو أحد أهم العوامل فى تطوير هذا التعاون بين البلدين والاتفاق على صفقات ومشروعات متنوعة فى مجالات مختلفة. وفى الأيام الأخيرة تم تداول أنباء عن اقتراب توقيع مصر وروسيا اتفاقية بشأن توريد طائرات من طراز ميج 35 للجيش المصرى، واستطاعت «روزاليوسف» الحصول على معلومات تنشر لأول مرة حول الصفقات العسكرية المصرية الروسية وعن الميج 35 . أكدت مصادرنا أن «سيرجى كورتوف» مدير عام الشركة المصنعة للطائرات الميج الروسية سيزور مصر خلال أسابيع لإجراء محادثات حول هذا الموضوع مع المسئولين المصريين، وأن مندوبين من الجيش المصرى زارا مؤخرًا موقع الإنتاج الخاص بالطائرات من طراز ميج 35 بروسيا، وأن المسئولين المصريين أعلنوا عن رغبتهم فى شراء 24 طائرة من طراز ميج 35 وأن الجانب الروسى رحب بذلك، ولكن تم تأجيل البت فى أمر الصفقة لحين إتمام زيارة مدير شركة ميج للقاهرة حتى تكون الأمور أكثر وضوحًا بالنسبة لهم، وأن الزيارة مقرر لها نهاية شهر أكتوبر الحالى، وتضم وفدًا عسكريًا روسيا رفيع المستوى يترأسه كورتوف لإجراء محادثات فنية حول الصفقة، وأنه من المحتمل أن يتم توقيع عقد التوريد بين الجانب المصرى وشركة ميج الروسية بعد انتهاء الزيارة مباشرة، ووقتها سيتم الإعلان عن الصفقة وتفاصيلها بشكل رسمى، كما أكد أن مسئولين مصريين هم من وجهوا الدعوة لكورتوف لزيارة القاهرة ولقاء المسئولين من أجل صفقة الميج .35 كما علمنا أن صفقة السلاح التى تم الاتفاق عليها بين مصر وروسيا لتوريد الأسلحة والمعدات العسكرية قيمتها تصل إلى 4 مليارات دولار وليس 3 مليارات كما ذكرت وسائل الإعلام من قبل، وأن الصفقة تشمل توريد طائرات ميج 29 وطائرات الهليكوبتر القتالية من طراز ميج 35 وأنظمة الصواريخ المضادة للطائرات والصواريخ من طراز «إس 300- فى إم» و«اس- 400» بمبلغ 650 مليون دولار وأنظمة مضادة للدبابات وأنظمة الدفاع «تور» والغواصات الروسية ,636 وكميات من الأسلحة الخفيفة والذخيرة المختلفة، كما شملت الصفقة تحديث الصواريخ المضادة للطائرات «بيتشورا إس 125» التى استوردتها مصر من روسيا منذ عشرات السنين وتطويرها إلى أنظمة «بيتشورا إم 2». وأن التسليم والدفع سيتم على مرحلتين، الأولى فى 2014 والثانية حتى أوائل 2016 وأن هناك دفعة من الأسلحة وصلت بالفعل للقاهرة. كما أكد أن إسرائيل تخشى توريد أنظمة الصواريخ المضادة «إس 300»، الروسية لمصر، وأنها تحاول ممارسة ضغوط على الجانب الروسى لإثنائه عن إتمام هذه الصفقة بأى شكل. كما أكدت مصادرنا فى تصريحات خاصة تنشر لأول مرة أن هناك مشروعًا عسكريًا ضخمًا بين مصر وروسيا يتم التخطيط له الآن ليتم تنفيذه فى القريب، وهو مشروع إنتاج مشترك للأسلحة المتطورة، لصناعة أسلحة معينة فى مصانع مصرية روسية مشتركة، وأنه سيكون هناك تعاون كامل فى مجال الإنتاج الحربى بين البلدين وتطوير شامل للصناعة العسكرية فى مصر. كما أن هناك مشروعًا آخر قيد الدراسة لإحياء شركة النصر للسيارات من جديد، بناء على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأنه من المقترح أن تشارك روسيا فى إعادة إحياء هذه الشركة العريقة لإنتاج أو إعادة تجميع سيارات ماركة لادا جرانتا الروسية الحديثة، ليتم تصديرها إلى مختلف بلدان العالم. كما تم الاتفاق بين الجانبين على التعاون المشترك فى عدة مجالات أخرى بخلاف التعاون العسكرى، ومن أهمها زيادة نسبة الصادرات المصرية إلى روسيا من المنتجات الزراعية بنسبة 30٪ عن ذى قبل وتحديدًا منتجات البرتقال والبطاطس والبصل والثوم. كما أن روسيا تستثمر أيضًا فى منطقة التكنولوجيا الصناعية بالقرب من الإسكندرية، وفى قطاع النفط فى مصر، وافتتاح مركز لصيانة الطائرات الهليكوبتر فى منتصف 2015 بالإضافة إلى خطة كاملة للتعاون بين البلدين فى الجانب النووى، حيث يتم دراسة مشروع مصرى لإقامة محطات نووية سلمية لتوليد الطاقة فى شمال البلاد، ومن المحتمل أن يكون لموسكو دور بارز فى إنشاء مصانع توليد الطاقة لحل أزمات الكهرباء فى مصر. وأن روسيا طلبت من مصر المساعدة فى مواجهة المتطرفين بشمال القوقاز، والذين درسوا وتتلمذوا على يد شيوخ مصريين متطرفين، وأن تساعد الأجهزة الأمنية المصرية نظيرتها الروسية فى مواجهة هذا الخطر الذى يهدد منطقة من أهم المناطق الروسية من خلال الدعم المعلوماتى عن هذه العناصر المتطرفة. كما أكد مصدرنا أن ما تم إعلانه حول زيارة بوتين للقاهرة خلال الشهر الحالى غير صحيح، وأن الإدارة الروسية لم تبلغ مصر بأى شىء عن هذه الزيارة، لكنه من المتوقع أن يأتى بوتين للقاهرة خلال الفترة القادمة ردًا على زيارة الرئيس السيسى التاريخية لموسكو، لكن حتى الآن لم يصلنا من موسكو أى معلومات تفيد بنية بوتين زيارة مصر فى الشهر الجارى. والجدير بالذكر أن الميج 35 هى طائرة روسية حربية حديثة وتعد تطورًا لكل من الميج- 29 والميج-29 إم. الميج-35 من تصميم وتصنيع مكتب ميكويان فى روسيا الاتحادية وتعد من الجيل 5,4 فى المقاتلات، وتصنف الآن على أنها مقاتلة متوسطة الوزن وذلك لأن الوزن الأقصى عند الإقلاع الخاص بها قد زاد بنسبة 30٪ عن وزنها السابق، مما أخرجها من تصنيف الطائرة الخفيفة. وكشف الستار عن الميج-35 لأول مرة عندما زار وزير الدفاع الروسى «سيرجى إيفانوف» مصنع مابو- ميج. وإلكترونيات الطيران بالميج 35 محدثة بشكل كبير، والرادار طراز «أيسا» الجديد ونظام التحديد البصرى الفريد من نوعه، كل هذا جعل الطائر تبتعد عن الاعتماد على التوجيه الأرضى وجعلها مقاتلة متعددة المهام.∎