أكد المستشار أحمد الزند رئيس نادى القضاة أن إجراء الانتخابات البرلمانية مسألة معقدة وتتراوح بين خيارين أحلاهما مر، فإجراؤها مغامرة لعدم استقرار الحالة الأمنية واستمرار الإرهاب، والهروب من استحقاقاتها خطر جسيم لأنه يعنى عدم الالتزام بتنفيذ خارطة الطريق. ودعا الزند السياسيين ورجال الأحزاب إلى إعلاء فكرة الوطن قبل حصد مقاعد البرلمان، بما يعنى الاتفاق على قائمة موحدة على جميع مستويات القطر المصرى، وأوضح الزند فى حوار شامل تنشره روزاليوسف على حلقتين أن عدم قدرة الإخوان على الحشد مفهوم كاذب قامت الجماعة الإرهابية بترويجه لكى يصدقهم الشعب ويطوروا فكرة الهجوم على الدولة ومؤسساتها. وجدد رئيس نادى القضاة رفضه لفكرة المصالحة مع الجماعة الإرهابية معتبرا كل مسئول وزارى يتحدث عن المصالحة هو أكبر خائن للدولة وقال إن الإخوان يستخدمون الآن مجموعات عنقودية لتدمير أبراج الكهرباء وحرق المقار الحكومية وسكب الزيت على الطرق لقتل أكبر عدد من المواطنين الذين أيدوا ثورة 03 يونيو. وحذر من وجود خلايا إخوانية بالقضاء تعمل لصالح الجماعة وهو ما يتطلب تطهير القضاء منهم.. وذكر أن الإخوان لجأوا مؤخرا إلى القتل المعنوى إلى جانب القتل المادى لتدمير خصومهم وذلك بعد الضربات الأمنية التى قضت على الكثيرين منهم فى الفترة الأخيرة وشدد على ضرورة تبنى استراتيجية جديدة لمواجهة الإرهاب تشمل إلى جانب المواجهة الأمنية حلولا اقتصادية واجتماعية كما يجب استدعاء الشعب فى معركة الإرهاب لإنشاء ما يسمى بالكتائب الشعبية كظهير لرجال الأمن ولو بتقديم المعلومات فقط. ∎ هل استهداف القضاة وضباط الجيش والشرطة إضافة إلى حالة الحرب التى تعيشها الدولة يستوجب إجراء انتخابات مجلس النواب؟ - نحن نعيش بين أمرين كلاهما مر.. الأول إجراء انتخابات وسط حالة أمنية غير مكتملة وهى مغامرة غير محسوبة العواقب.. حتى إن كانت الأمور مرت بسلام فى الاستفتاء على الدستور.. ثم انتخابات الرئاسة التى جرت بين مرشحين وطنيين.. حتى وإن خسر أحدهما فإنه فى النهاية له أنصار وطنيون. لم يقوموا على سبيل المثال بالتهديدات كما فعل أنصار مرشح جماعة الإخوان الإرهابية فى انتخابات 2102، أى أن معركة الرئاسة فى 4102 كانت كمعركة شطرنج بين صديقين وانتهت بفوز أحدهما.. أما الآن فمعركة البرلمان تختلف لعدة أسباب أبرزها أنها آخر أمل للعصابة الإرهابية وهناك تحكم العصبيات فى الأقاليم فما جرت أية انتخابات إلا وسقط فيها قتلى فى كل الظروف سواء كانت الدولة مستقرة أم لا والإقدام على إجراء الانتخابات وسط كل هذا الزخم مغامرة. أما الأمر الثانى المر فإن مصر ملتزمة بتنفيذ خارطة الطريق التى أعلنت عنها والإخلال بالتوقيتات الزمنية بخارطة الطريق فيه خطر داهم.. ولابد أن تنظر نظرة موضوعية إلى مسألة الجمع بين سلطة التشريع والسلطة التنفيذية حيث تعرض جميع التشريعات التى صدرت دون وجود مجلس النواب على المجلس القادم وهذا الأمر القدرى الذى نعيشه لا حل ثالث له أيضا كان من الممكن أن يثبت لنا السياسيون والحزبيون لو اجتمعوا على فكرة أن الوطن أهم من حصد المقاعد واتفقوا على قائمة موحدة على جميع مستوى دوائر القطر المصرى وفى هذه الحالة يكون لدينا حل.. وما نراه ليس إلا تهريج سياسى وحزبى على الساحة يدعونا أكثر للقلق. وأقول هنا إن القوائم جحور يختبئ فيها الإرهابيون والثعابين.. أما الفردى فليس غريبا عنا ومعروف للجميع. ∎ جرائم الإرهاب ∎ مواجهة الجماعة الإرهابية هل تتطلب تعديلات تشريعية على قانون العقوبات أم بحاجة إلى قانون جديد؟ - لقد تقدمت بمقترح شامل لمفهوم الإرهاب وتعريفه.. وطرق تجريمه إلى لجنة الدستور التى صاغت تعديلات الدستور المعطل ولم ينظر إليه رغم أنه كان شاملا فى تعريف مفهوم الإرهاب.. والجريمة الإرهابية.. والجماعات التى ينطبق عليها مفهوم الإرهاب وكذلك مدى انطباق هذا الأمر على الجماعات التى تحمل سلاحا أو فكرا متطرفا.. وبالرغم من ذلك.. وكأننا لم تقدم شيئا وكان الهدف من ذلك.. أنه عندما يخرج نص تشريعى يكون غير قابل للطعن عليه من جانب أى جماعة أو عصابة. ∎ هناك بعض الآراء التى تزعم أن الجماعة الإرهابية أصبحت غير قادرة على الحشد.. ومن ثم راج هذا التعبير بالرغم من ارتباط جميع الحوادث الإرهابية بهذه الجماعة؟ - هذه الجماعة الإرهابية هى من روجت لذلك وهى من أشاعت هذه الفكرة وهم محترفون فى هذا الأمر.. والهدف من ذلك أنهم يقومون الآن بتطوير فكرة الهجوم على الدولة ومؤسساتها سواء فكريا.. أو عمليا لعدم رصدهم تحت مظلة هذه الفكرة وهناك من صدقهم. ∎ فكرة المصالحة ∎ هناك أصوات.. بالرغم من قلتها إلا أنها تجد أثرا لما نقول حول فكرة المصالحة مع الجماعة الإرهابية بحجة أن هذا الأمر ممكن طالما أن هناك من لم يحمل السلاح منهم؟ - اى مسئول بالدولة.. أو قيادة صغيرة أو كبيرة تقول هذا الأمر ستخسر كل شىء أول ما ستخسر هنا (تاريخها) خصوصا إذا كان مسئولا وزاريا.. والذين يتحدثون عن فكرة المصالحة مع هذه الجماعة الإرهابية أكبر خونة للدولة ∎ موضوع تطوير الفكر المباغت من جانب تلك الجماعة كيف تشرحه لى أكثر؟ - هذه الجماعة الإرهابية تعمل على تعديل استراتيجيتها من خلال تصدير فكرة أنها غير قادرة على الحشد، فى نفس التوقيت تستخدم مجموعات عنقودية لتدمير أبراج الكهرباء.. وحرق المقار الحكومية، وسكب الزيت على الطرق حتى تحدث أكبر عملية قتل على الطرق. ∎ دعنا نتحدث بصراحة.. هل القضاء يعرف فكرة التنظيمات؟ لقد راج هذا المفهوم عقب ظهور ما يسمى تنظيم قضاة رابعة؟ - الإخوان كجماعة وتنظيم موجودون بالقضاء المصرى وارتبط هذا بوجود كل من المستشارين محمود الخضيرى المحبوس حاليا على ذمة بعض القضايا وأحمد مكى.. وحسام الغريانى، ومنذ نهاية حقبة الستينيات.. والجماعة الإرهابية ليس فى أدبياتها تكوين تنظيم لأنهم استفادوا من تجربة هذا التنظيم الطليعى.. وتفكيكه، لأن معنى كلمة تكوين تنظيم أن هناك كشوفا يتم إعدادها بأسماء.. وعناوين، وهم حريصون على العمل فى الخفاء بنظام الخلايا العنقودية وتأسيسا على ذلك بعض القضاة مازالوا يعملون لصالح هذه الجماعة. ∎ إذن أين عملية التطهير التى ينادى بها قطاع عريض من القضاة فى هذا الاتجاه؟ - للأسف الإصلاح والتطهير فى هذا الملف، قاصر لأنه لا توجد رغبة فى الإصلاح بشكل حقيقى. ∎ ممن؟ - لا تفرق هنا.. ولكن بشكل عام ليس هناك رغبة من وزراء العدل أو مجلس القضاء الأعلى.. أو رؤساء محاكم الاستئناف فى هذا الاتجاه. ∎ هل ترى أن عملية الاغتيالات المعنوية للقضاة.. وضباط الجيش والشرطة ستكون الاستراتيجية الجديدة للجماعة الإرهابية.. عقب توجيه ضربات أمنية شديدة خلال الفترة الأخيرة؟ - الجماعة الإرهابية فى أدبياتها (هذا إذا كان عندهم أدب من الأساس).. تستخدم هذا النوع بالفعل من الاغتيالات المعنوية بالتوازى مع ما تقوم به من عمليات إرهابية وهم يقومون بمثل هذه العمليات فى شكل الكذب وهذا دينهم، والتقية سمتهم الأساسية وصولا إلى فكرة التشويه والاغتيال المعنوى وهذا الموروث قديم قدم الجماعة. وأذكر أنهم عندما اغتالوا النقراشى باشا.. لم يكتفوا بقتل الرجل، بل شوهوا صورته وقاموا باغتياله معنويا عندما أطلقوا شائعة بأن قاتل النقراشى باشا كان على علاقة بزوجته وأنها هى من أعطته مبلغا ماليا كبيرا كمكافأة على ما قام به.. وهؤلاء- أى الجماعة الإخوانية- إذا أبليس أعيته حيلة من أمره لجأ إليهم. ∎ تشكيل الوعى ∎ هل ترى أن الفترة القادمة بحاجة إلى إعادة تشكيل وعى فكرى من جانب الدولة بالنسبة للمواطن العادى بشأن ما يدور على أرضه خصوصا من جانب التيارات الظلامية؟ موضوع مجابهة الفكر بفكر هنا موضوع (فاشل) لأنه لا يمكن لك أن تتحاور فكريا مع إنسان لا يؤمن سوى بمبدأ السمع والطاعة الذى يسلب العقل.. والعواطف ! وهذا معناه أيضا أن الذين يؤمنون بمبدأ الطاعة، وخصوصا القطبيين منهم لا يتأخرون عن قتل كبار السن أو الأطفال لأن الطاعة العمياء داخل هذه الجماعة تلغى معنى الرحمة من القلب، وأتساءل هنا أيضا: كيف تسمح الدولة للطبيب الذى قتل ضابط الشرطة بمركز مطاى بالمنيا بالعمل عندما نزع عنه كل وسائل الحياة داخل المستشفى الذى كان يعالج فيه!! والتوعية الفكرية على نطاق هؤلاء سيكون لها جدوى فقط بعد تأديبهم. ∎ هل ترى أن هناك مسئولين بالسلطة مقصرين بحق الدولة بشأن عدم اتخاذ إجراءات أكثر حزما لحمايتها من التيارات الإرهابية؟ نعم.. ومنها على سبيل المثال أننا قصرنا مواجهتنا مع التيارات الإرهابية على المواجهة الأمنية فقط ولم يكن هناك وضوح بشأن أن الجهاز الأمنى المصرى هنا يحارب عدة دول، والأمر ليس مقتصرا على تلك التيارات فقط، وبالتالى ليس مطلوبا أن تتعامل بمبدأ الفعل ورد الفعل دون مجابهة هذه التيارات الإرهابية ومن يدور فى فلكها.. وعليه.. يجب أن تكون هناك استراتيجية تتحدث عن المواجهة الأمنية، والاقتصادية، والاجتماعية وهذا بالطبع بعيد عن المواجهة الدينية.. لأنه لا يمكن أن تواجه شخصا من الناحية الدينية أفتى بقتل هذا وذاك، لأنه لا يوجد أى دين يحض على القتل.أيضا الأمر يستوجب استراتيجية مكتوبة بإحكام تطرح على الشعب لأن الخطر الذى نعيشه هو عدم استدعاء الشعب سوى فى المناسبات الوطنية فقط.. وهذا معناه أن الشعب لم يتم استدعاؤه من جانب الدولة فى المواجهة المباشرة.. حتى لم يكن هناك أى محاولة لاستدعاء ما يسمى بالكتائب الشعبية من جانب المواطنين كظهير شعبى يقف بجانب الجيش والشرطة فى مواجهة الأعمال الإرهابية.. وأصبح رجال الأمن بجناحيه يعيشون فى توتر نفسى منذ يناير حتى الآن. وبالتالى حالة الإجهاد التى يعيشها جناحا الأمن هنا تتطلب ظهيرا شعبيا معاونا لهما حتى ولو بمعلومة بسيطة عن بائعى مكونات القنابل فى الشارع المصرى. ∎ مافيا بيع زجاجات المولوتوف لصالح التيارات الإرهابية مازالت تعبث بأمن الوطن. هل ترى أن هناك من يغض الطرف عن ذلك من حيث التتبع والمساءلة؟ - المسألة هنا ليست غض الطرف.. ولكنها مرتبطة بمن يهمل لتعقبها.. وهى تمثل أيضا نوعا من أنواع الغفلة وهو ما يعنى أن التجار الذين يبيعون المفرقعات أو غيرها.. لم ينههم أحد عن ذلك.. على سبيل المثال لا الحصر.. والمهم هنا.. كيف تحرم خصمك من استخدام مكمن قوته ضدك. ∎ استهداف القضاة هل هو استهداف للدولة أم استهداف للمؤسسة نفسها؟ - الاثنان معا.. لأن الأمر فى بداياته ونهاياته يستهدف الفرد.. والفرد هو الذى يشكل الدولة.. وأى استهداف للفرد هو استهداف للدولة، والقاضى هنا هو من يعرض الدولة ووجودها للخطر، وفكرة الدولة هى التى تستوعب القضاء وتدافع عنه لأنها مؤمنة برسالته.. وقيمته.. وبالتالى يكون استهداف القضاة هنا تجريفًا للدولة من أحد أهم أركانها، واستهداف الدولة يحرم القضاة من ظهيرهم القوى الذى يدافع عنهم ويحميهم فى أوقات الشدة.∎