كل العيون تتجه كالعادة لهيئة الاستعلامات، خاصة فى مثل هذه الأحداث العالمية، فماذا فعلت الهيئة خلال الفترة الأخيرة؟!.. فكان من الضرورى أن نواجه السفير صلاح الدين عبدالصادق رئيس الهيئة منذ 4 شهور، وقال إنه فوجئ ببطء تداول المعلومات عبر مختلف الوزارات الحكومية، مؤكدا أن دور الهيئة فى تلقى وترويج المعلومات - عالميا - بعيدا عن اختراعها، وقال لنا خلال حوار مطول إنه تتم الآن عملية تطوير للهيئة، التى تحتوى على 4 آلاف موظف، وبعثاتنا الدبلوماسية توصل الصوت المصرى من خلال المواد الإعلامية التى نوفرها لهم، لكنهم يتعرضون لهجوم شرس من العديد من الإعلاميين ومنهم مذيع قناة مشفرة واصفا ذلك «بالتكتيك الرخيص» فى التلاعب كاشفا أنه عندما حاول إذاعة فيلم فرنسى يكشف تاريخ الإخوان الأسود وتعامله مع حماس والقاعدة والتنظيمات الجهادية فى التليفزيون المصرى، لم يستجب له أحد!! وإلى نص الحوار: ∎ مركز كارتر للسلام رفض إرسال مراقبين دوليين لمتابعة الانتخابات الرئاسية زاعما أن النتيجة محسومة مسبقا، وأن ما يحدث مهزلة كبيرة - ما رأيك؟
- عدد المصريين المغتربين بالخارج تجاوز 318 ألف صوت ورأينا الإقبال الكبير فى الداخل رغم التشكيك فيه، وهذا يدعم ويؤكد أن 30 يونيو ثورة شعبية، نزل فيها أكثر من 30 مليون مصرى وفق إحصاء جوجل إرث وأذيع على قناة «B.B.C»، وعلينا عدم الاستماع لهذه الأقاويل حتى لا نشتت جهودنا.
∎ ما رأيك فى هذا المركز الأمريكى المشبوه؟
- لن نسمح - بعد اليوم - لأحد بأن يسىء إلى مصر ويجب على وزارة الخارجية واللجنة الرئاسية للانتخابات اتخاذ موقف ضد هذا المركز لأنهما يمنحان التصاريح لمنظمات المجتمع المدنى والمنظمات الحكومية مثلما سمحتا للاتحاد الأفريقى والكوميسا بالحضور لمراقبة الانتخابات.
∎ يجب مقاطعة هذه المراكز المشبوهة التى تعمل ضد مصر باستخدام التكفيريين؟ - بالطبع وعلينا اتخاذ موقف واضح وحاسم ضد من يثبت تعديه على مصر قولا وفعلا.
∎ خدمت 5 سنوات فى أفريقيا - تحديدا - زامبياوكينيا - ونيروبى - ما دور الهيئة فى أزمة «سد النهضة»؟
- موقفنا تفاوضى مع وزارة الخارجية والرى والموارد المائية ومكتبنا الإعلامى فى «أديس أبابا» بإثيوبيا تحت إشراف السفير المصرى هناك ووجود خطوات تنسيقية لتدعيم موقفنا!
∎ ذكرت أن إثيوبيا تتراجع بإعلان التفاوض حول سد النهضة وتأييد وزير الخارجية الإثيوبى للمفاوضات الثنائية لحل الأزمة - هل تصريحاتهم صادقة أم أسلوب للمراوغة؟
- والله وارد، وعلينا مراقبة الموقف بدقة، وعن قرب - أن - كان صادقا فيما يقول أمر طيب لأننا لا ندخل فى مواجهات وعلينا التوصل لأرضية مشتركة يمكن الانطلاق منها.
يسعون لبناء السد من أجل خطط تنموية طموحة ونظرا لوجود عوائق مادية واجتماعية حالت دون تنفيذها لكن بناءه بهذه المواصفات الفنية يؤثر على حجم تدفق مياه نهر النيل إلى مصر وعلينا الوصول إلى نقطة سواء ولا نتربص لبعض مثل الأعداء لأننا أشقاء أفارقة - وتصريحات وزير الخارجية الإثيوبى لا نأخذها كلها ونقول أمين!! وفى نفس الوقت لا نستطيع أن نؤكد أنها مغرضة وعلينا إتاحة كل الاحتمالات.
∎ رئيس الأركان الإثيوبى قال «لدينا قوات تملك القدرة للدفاع عن الوطن وسد النهضة»؟ - فليكن.. هو يتكلم عن بلده وحمايتها بعيدا عن بلدى والسؤال هل هناك نية لإرسال طائرات ومدافع إلى هناك؟! مثلما أذاعه محمد مرسى المعزول وجرسنا أمام العالم على الهواء!!
علينا إمداد جسور الود وشعرة معاوية حتى النهاية.
∎ أكدت أن أفريقيا تعتبر عمقا استراتيجيا لمصر - ماذا فعلتم فى تجميد عضوية مصر بالاتحاد الأفريقى؟
- الكثير عبر وزارة الخارجية والأجهزة السيادية وهيئة الاستعلامات ورئاسة الجمهورية والزيارات المتبادلة بشكل تضافرى دول الاتحاد الأفريقى 53 دولة وعبر الهيئة العامة للاستعلامات استضافت 10 رؤساء تحرير أفارقة من كبرى الجرائد الأفريقية لإيضاح الحقائق ل 6 دول أفريقية وهى أوغندا - إثيوبيا - بروندى - السودان - جمهورية الكونغو الديمقراطية - كينيا» والاختيار راجع لكونها دول حوض النيل والسبب الثانى قلة الموارد المالية للهيئة ولا أستطيع استضافة أكثر من 10 أشخاص! وتقابلنا مع «عمرو موسى» و«إبراهيم محلب» ووزراء الخارجية والرى والموارد المائية والسياحة والزراعة ولقاءات مع رجال الأعمال العاملين فى أفريقيا وورشة عمل مع د. عبدالمنعم سعيد حول العلاقات المصرية - الأفريقية.
∎ ما مردودها؟
- خرجت 9 مقالات عن مصر أثناء الزيارة!
∎ جمال عبدالناصر ساعد الدول الأفريقية على دحر الاستعمار والحصول على الاستقلال - لماذا لا تستعين برجاله مثل محمد فايق لتحقيق نتائج سريعة فى أفريقيا؟
- إنهم لا يعرفون «محمد فايق» لأنهم أجيال جديدة!! ولا يجوز العمل على رصيد الماضى رغم أهميته، لكنه لم ينفعنا فى الاتحاد الأفريقى!! واعلمى أن مصر مستهدفة - وهذا يتضح جليًا فى التعجل باتخاذ قرار تجميد أنشطة مصر بالاتحاد الأفريقى.. لماذا لم يتم سؤالنا فيما حدث من ثورة؟ ووعدونا فى بادئ الأمر إن نفذت خطوات من خارطة الطريق سيلغى التجميد. وأعلنا استفتاء الدستور والانتخابات الرئاسية لكنهم لم يحركوا ساكنًا!!- بالمقارنة فى «دولة مالى» بمجرد ما أعلنت خارطة الطريق أوقفتم التجميد؟؟!
∎ هذا راجع إلى وقف مصر المعونات المالية للدول الأفريقية؟
- جميعها محصلات والنتيجة واحدة!! ولدينا- حتى هذه اللحظة- الصندوق المصرى للتعاون الفنى مع أفريقيا، ونرسل خبراء ومهندسين.
∎ فى عهد مبارك- المساعدات المصرية لأفريقيا- بالملايين؟
- كان زمان!! وخرج مؤخرًا صحفى بجرنال خاص يصرح جهرًا بأن مبارك خصص «4 ملايين جنيه» لبعض الرؤساء الأفارقة- وهى تعتبر رشوة- من أجل تأييدنا فى أمر ما والإعلام المصرى فضح الرؤساء الأفارقة وبالتالى لن يتعاملوا معنا تخوفًا من فضحهم مستقبلاً!!
∎ توليت منصبك بهيئة الاستعلامات فى ديسمبر 2013 كيف كان لقاؤك برئيس الجمهورية المستشار «عدلى منصور»؟
- كنت أحد المرشحين للمنصب عقب عودتى من «زامبيا» وتوليت- نائب مساعد الوزير لشئون الاتحاد الأفريقى والتجمعات الأفريقية - واللقاء اتسم بالود والتفاهم وتكلم عن مصر وأولوياتها وسألنى عن خبراتى وتصورى للهيئة وقوامها «4000 موظف» والرئيس مستمع جيد جدًا وبعد الانتهاء من المقابلة فوجئت بإذاعة خبر تقلدى منصب رئيس الهيئة من الإذاعة والتليفزيون.
∎ هل شعرت أن «هيئة الاستعلامات» مكان غريب عنك والأداء مختلف عن الخارجية؟
- نعم مجال آخر ومختلف ويضم تعقيدات إدارية كثيرة وعدد العاملين (4000 موظف) جزء منهم مخصص للإعلام الداخلى بالمحافظات لكن الجميع يتطلع للسفر إلى الخارج وهذا يلقى عبئًا كبيرًا على متخذ القرار.
بطء تداول المعلومات من جميع أجهزة الدولة- مثال- حكمى الإعدام (528) و(683) لابد من صدور بيان فورى بتفاصيل حيثيات الحكم لتبريره أمام العالم، مؤخرًا عقدنا مؤتمرا صحفيا داخل وزارة العدل للمراسلين الأجانب لإيضاح وجهات النظر المختلفة.
∎ بعض الإعلاميين انتقدوك حول دورك فى هيئة الاستعلامات - ما ردك عليهم؟
- أسعى لاستضافة الأفارقة، مؤخرًا استقبلت الصحفى «ميكائيل برازان»- فرنسى الجنسية- فى مصر وتعرفت عليه من خلال مكتبنا الإعلامى فى باريس الذى رصد مؤلفاته عن «تاريخ الإخوان» وإخراجه لفيلم تسجيلى مدته «84ق» وثائقى قام بتصويره أثناء حكم الإخوان ويرصد «دولة الإرشاد» واتصالاتهم ب«حماس» وتنظيم القاعدة والعناصر الجهادية والفيلم ناطق بالفرنسية وترجمته بالإنجليزية ويتناول الفترة التاريخية منذ عام 1928 حتى انتهاء انتخابات البرلمان الإخوانى، أما الكتاب فيرصد حتى «شهر أغسطس 2013».
∎ لماذا لم يذع هذا الفيلم فى التليفزيون المصرى حتى يراه الشعب؟
- أنا سعيت لإذاعته فى التليفزيون المصرى، لكننى لست المسيطر عليه واستطعت إذاعة مقتطفات من الفيلم فى قناة فضائية مصرية خاصة، وبعد محاولات أذيع جزء من الفيلم فى البرنامج الفرنسى بقناة النيل الإنجليزية (Nil TV)!!
∎ رئيس الهيئة وراءه «4000 موظف» هل دوره يتطلب النزول والتفتيش على «البانرز»!!
- أنا لا أدافع عن أحد، لكنه من صفوة دبلوماسينا وترك مقعدًا بالأمم المتحدة فى وظيفة مستقرة لمدة عام ونصف وقد يجدد له، وترك كل شىء حتى يتولى هيئة الاستعلامات، وصدر قراره الجمهورى قبل ميعاده بشهر كامل، وكان عليه إنهاء إجراءات التسليم والتسلم وإخراج ابنه من المدرسة وبيع عرباته وشحن عفشه، قبل مجيئه، الإعلام هاجمه وقالوا عليه «هو بيصيف فى نيس» ذبحوه قبل توليه المنصب!!
∎ أرجع إلى غضبك من الهجوم الإعلامى عليك - من وراءه؟!
- مذيع يظهر يوميًا عبر قناة مشفرة يهاجمنى رغبة فى تحقيق نصر رخيص!! للأسف يفعل ذلك ليضمن راتبه الشهرى «800 ألف جنيه»!! وأوجه إليه رسالة «تعالى أقعد مكانى فى الهيئة وخد راتبى الذى يمثل (1/100» من راتبك وأنا أرجع لوزارة الخارجية!! ويهاجم الجميع لإبراز نفسه مثل مهاجمته للوزير المحترم «هشام زعزوع»، وهذا ليس إعلامًا بل أعتبره رخصًا.
∎ أين كان وجه التقصير.. حتى يستخدمه ضدك؟
- إن الهيئة لم تدافع عن صورة مصر خارجيًا تجاه الأحكام القضائية الصادرة بإعدام عدد كبير من الإخوان، ودورى فى الهيئة هو تلقى المعلومات ثم ترويجها عالميا وليس اختراع المعلومات!! بالفعل لدينا فى الدولة مشكلة فى تلقى المعلومات، وأرجو من جميع الوزارات والهيئات والمؤسسات إمداد هيئة الاستعلامات التى تتكلم باسم مصر بجميع المعلومات أولاً بأول، بدلاً من الهجوم الدائم من الإعلام!! ماذا بكم ومصر مجروحة؟! علينا أن نداوى الجرح والعمل الدائم حتى نشد من عزيمتنا إنما الإحباط المستمر لن يحقق شيئًا.
∎ ما الوزارات المطلوب التواصل معها؟
- بدأنا مع «وزارة العدل» و«منير فخرى عبدالنور» وزير التجارة والصناعة والاستثمار ووزير الآثار «محمد إبراهيم» و«محمد صابر عرب» وزير الثقافة.
بالتوازى استقبلنا العديد من الوفود الأجنبية منها «الوفد الروسى» فى إطار الاحتفال بمرور «50 عامًا» على تغيير مجرى النهر فى الأوبرا واستضفنا المهندسين الروس الذين شاركوا فى بناء السد العالى فى حضور المهندس «حسب الله الكفراوى» أحد مهندسى السد وذكر اسم أحد المهندسين الروس العظماء فى بناء السد، وكانت المفاجأة وجود ابن هذا المهندس الكبير الروسي بالوفد وهو مهندس وقام بتحيته معبرًا عن امتنانه بتقدير والده.
«الوفد الألمانى» من شباب الإعلاميين وكانوا فى زيارة لوزارة الشباب والرياضة واستقبلناهم للرد على جميع تساؤلاتهم وإمدادهم بالمواد الإعلامية.
و«الوفد الأمريكى» من أجل تغيير الصورة فى أمريكا خاصة فى ولايات «نيويورك وواشنطن وبوسطن».
∎ فى حكم محمد مرسى ونقل تبعية الهيئة لرئاسة الجمهورية هل حدث اختراق إخوانى للاستعلامات؟
- لا أعتقد ولن أدخل فى ضمائر الناس، وميزة حكم مرسى فى سقوط كل الأقنعة- الحمد لله- الأمور تحت السيطرة وإن ظهر خلل فى أى موقع لن أتوانى فى استبعاده حفاظًا على مستقبل مصر والأجيال القادمة من الفكر المتطرف التكفيرى.
∎ التنظيم الدولى للإخوان قدم مذكرة لمجلس الأمن لوقف الانتخابات الرئاسية؟!
- كذلك وقدموا للمحكمة الجنائية الدولية وجميع المذكرات رفضت وطريقهم الأوحد، للأسف هو العنف والقتل وسفك الدماء ونحن نقدم الحقائق عبر الأفلام والكليبات بقتل الإخوان للمصريين عشوائيًا وادعائهم «بالسلمية» واستخدام البنادق الآلية وحرق الكنائس والمساجد.
لدينا بعثات دبلوماسية حول العالم تقدم جميع المعلومات أولاً بأول.
∎ ما خطتك فى إعادة هيكلة هيئة الاستعلامات؟
- خطة متكاملة لإعادة الهيكلة، منها وفقًا للقرار الحكومى فى وقف التعيينات فيما عدا أوائل خريجى الكليات وحملة الماجستير والدكتوراة، قمنا بتعيين الأوائل «22 شخصا» ومازال فى القائمة «30» وعلينا ضخ دماء جديدة بالهيئة.
إعادة برامج التأهيل والتدريب وتجديد البنية التحتية الخاصة بالتكنولوجيا ولدينا قطاع البحوث والدراسات وصفحة الإنترنت «عربى- إنجليزى- فرنسى- إسبانى»، فضلاً عن إعادة تقييم أداء مكاتبنا الإعلامية بالخارج، نظرًا لاتهام البعض بأنها موالية لنظام مبارك والبعض الآخر أشار لعدم مقدرتها على إيصال صورة مصر الصحيحة، أؤكد لدينا كفاءات عالية جدًا ونجرى إعادة تقييم للمواقع لاختيار الأفضل.
∎ متى نرى القرارات مفعلة على أرض الواقع؟
- خلال أسابيع لأن يدى مكبلة لوجود اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة.. وبعد انتهائها نجرى التغييرات بالهيئة.
هيئة الاستعلامات تملك جزءا من تراث مصر عبر «جريدة مصر السينمائية» وتضم لقطات نادرة من فوتوغرافية وسينما ومالتى ميديا والدقيقة تؤجر ب«10 آلاف جنيه» وهذه المبالغ تحصل لصالح خزينة الدولة وليست الاستعلامات.
الأفلام والصور والتسجيلات الصوتية لها سوق عالمية ولم تستغل حتى الآن!! منها أفلام للملك فاروق وهو بيركب الملك «عبدالعزيز آل سعود» المحروسة، كذلك «الأمير فيصل».
الأفلام كثيرة منها ما سرق ومنها ما أتلفه الزمن ومن سبقونى خافوا من وضع أيديهم فى عش الدبابير!! لكننى دخلت برأسى لأنها بلدى وأسعى لتحقيق المصلحة لمصر، بإصلاحها ولن أسمح بأن يعطى تراثنا مرة أخرى إلى «علاء الخواجه»، ونتفرج على أفلامنا التراثية والتاريخية من خلاله.
لابد من وجود جهة مؤتمنة على تراثنا وأسعى حاليًا للتعاون مع القوات المسلحة المصرية.
∎ ذكرت احتياجك لمزيد من المكاتب الإعلامية وتفعيل دورها لأن مصر مستهدفة - أين؟!
- أرغب فى التواجد بكثافة فى أفريقيا- نظرًا لغياب الرؤية الواضحة بسبب قلة إمكانيات إرسال مراسلين لهم وعلينا الوصول إلى عمق أفريقيا، فهى قارتنا ومستقبلنا فى التجارة مثلما يفعل العالم أجمع والأمثلة كثيرة: