المستشار الإعلامي السابق فى تونس يطالب باستقلال هيئة الإستعلامات وجه عدد كبير من الإعلاميين والمثقفين انتقادات لاذعة لهيئة الإستعلامات ووزارة الإعلام واتهموا التحرك الإعلامى تجاه الغرب بالتقصير والبطء فى كشف الحقائق أثناء التعامل مع الأحداث التى مرت بها مصر منذ ثورة 30 يونيو وعقب فض اعتصامى رابعة والنهضة لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسى وحتى الآن وحول دور الهيئة فى المرحلة المقبلة التى تتسم بالحرب الإعلامية على مصر والإنتقادات التى مازالت توجة لها وللإعلام رغم بدأ تدارك الخطأ وبذل الجهود كان لبوابة أخبار اليوم هذا الحوار مع مدير إعلام القاهرة والمستشار الإعلامى السابق بالسفارة المصرية فى تونس "عمرو محسوب النبى" ليجيب على تلك التساؤلات فى البداية ما تفسيرك للإتهامات المستمرة لهيئة الإستعلامات ووزارة الإعلام بالتقصير رغم تدارك الخطأ لتوضيح الحقائق للغرب ؟؟ عدم اقتناع بعض الدول الخارجية بأن 30 يونيو ثورة شعب وليس إنقلابا عسكريا رغم الجهود التى بدأت الدولة فى اتخاذها يرجع إلى أن هيئة الإستعلامات ووزارة الإعلام والحكومة تداركوا الخطأ فى وقت متأخرمما ضاعف المجهود عليهم للتصدى لتلك الحرب الإعلامية مشيرا إلى أن الغرب نجح فى الترويج لوجهة نظرة المعينة فهو منذ بداية الأزمة بمصر كان منحازا وغير محايد على الإطلاق ولكنه استطاع ترسيخ فكرته وتعامل مع الأحداث بحرفية وترتب على ذلك الإحساس الدائم بالتقصير والبطء فى التحرك الإعلامى رغم الجهود التى بدأت تبذلها الدولة ما هى الأخطاء التى وقعت بها هيئة الإستعلامات ووزارة الإعلام أثناء إدارة الأزمة؟ بداية لابد وأن نؤكد أن أى انتقاد لدور مؤسسة لا يعنى انتقادا لمسئول بعينه فالإعلام الغربى لاحظ الجميع أنه منحاز لوجهة نظر محددة ولكن هذا لا ينفى وجود تقصير واضح من قبل الهيئة والإعلام المصرى فكنت أتصور أن تتعامل الهيئة مع الإعلام الغربى باستعدادات منذ بداية ثورة 30 يونيو تلك الإستعدادات تشتمل كافة الإحتمالات نجاح الثورة أو فشلها وكذلك تداعياتها وردود الأفعال وهكذا فمصر كانت تمر بظرف غير عادى يتطلب تحرك سريع ومباشر خاصة أننا لدينا تجارب سابقة فى ثورة 25 يناير وعلينا أن نكون تعلمنا من الأخطاء الماضية ولا نكررها مجددا فى التعامل مع الرأى العام الخارجى وأضاف محسوب النبى كان يجب على الهيئة عقد مؤتمرات دولية بشكل يومى ومخاطبة كافة المكاتب الخارجية لها بكتابة تقرير يصف تقديرها لموقف الدولة التى يتواجدون بها وردود أفعال شعبها وحكامها وإرسال التقارير للهيئة لتوصل لمعرفة كيفية مخاطبة تلك الدول وتوضيح الصورة كاملة فى حالة عدم وضوحها وانتقد محسوب النبى عدم استغلال هيئة الإستعلامات لعلاقة المستشاريين الإعلاميين فى الخارج بالتجمعات المصرية فى كل دولة وكان عليها استثمار ذلك ليقوم هؤلاء المصريين بالدفاع عن الحقيقة ويساهمون فى كشف الأكاذيب فدائما الشعوب تصدق الشعوب ولا تفضل تصريحات الحكام وأضاف كان يجب على الهيئة عندما وجدت الإعلام الغربى منحازا أن تتعاقد مع شركات العلاقات العامة والميديا فى الخارج لكشف الأكاذيب كما فعل الإخوان استغلوا ذلك ونجحوا فى الترويج لأنفسهم من خلال تلك الشركات التى تتقاضى مبالغ مالية من بعض الدول والجماعات نظيرتقديم أى خدمة إعلامية محدده تطلب منها مثل دعم صورتها الإيجابية حتى ولو كان ذلك غير حقيقى هل تعتقد أن قرار الإخوان بفصل هيئة الإستعلامات عن وزارة الإعلام لتتبع رئاسة الجمهورية كان قرارا مقصودا ويدعم فكرة نواياهم السيئة فى استغلال قيمة الهيئة خارجيا ؟ تقديرى الشخصى أن قرار ضم الهيئة للرئاسة كان مصحوبا بقرار تعيين السفير محمد بدر الدين رئيسا لها فى سبتمبر الماضى وفوجئنا بذلك فلم يكن هناك أى تمهيد وتم صدور القرار دون معرفة أو اتخاذ كافة الإجراءات التى تؤكد وتضمن حقوقنا المالية واعتقد أن الإخوان كانوا يرون أن الهيئة يمكن استغلالها لتحقيق أهدافهم فى الخارج خاصة أن مبرر النقل كان غامضا ولا يوجد ما يدعوا لذلك كيف يمكن حماية الهيئة من استغلالها لصالح النظام الحاكم بعد حكم الإخوان ؟؟ مفترض أن تكون الهيئة مستقلة ذات سيادة ولا يستطيع اى نظام حاكم استغلالها لمصالحة وتوجهاته فهى صوت مصر فى الداخل والخارج كم عدد المكاتب التى تمتلكها هيئة الإستعلامات وهل دورها ينتهى فى نقل البيانات والسيديهات ؟ الهيئة تمتلك 32 مكتب إعلامى وتضم مستشار إعلامى مصرى وهو الذى ينسق كافة المؤتمرات التى يعقدها ويلقيها السفير ويجهز البيانات ويصدر النشرات للرد أو الدفاع عن حدث بعينه او قضية مثارة وأوضح أن الهيئة لا يقتصر دورها هى ومستشارها الإعلامى على إمداد الدول بالمعلومات فقط فالأهم من ذلك قيام السفير والمستشار برصد ردود الأفعال وكتابة تقرير حول من استجاب وأذاع وعرض تلك السيديهات والتقارير ومن لم يستجب فدور المستشار الإعلامى بالخارج فى المتابعة أكبر بكثير من دعم الموقف بالمعلومات من وجهة نظرك ما الدور الذى يجب أن تلعبه الهيئة فى المرحلة المقبلة والتى تتسم بالصعوبة والحرب الإعلامية على مصر ؟؟ دور الهيئة فى المرحلة القادمة تنويرى تثقيفى ويختلف عن دورها عندما انشئت عام 54 بعد ثورة 23 يوليو بغرض مخاطبة الإعلام الخارجى حول الثورة ومخاطبة وتعبئة الجماهير وظلت فى مرحلة الإعلام التعبوى ثم تغير دورها إلى إعلام تنموى يقدم خدمات ويساعد على تحقيق التنمية فى الداخل وأضاف أن الهيئة نجحت فى الترويج لثورة 23 يوليووحققت الهدف المطلوب من إنشائها وعلينا تنوير الشعب خلال الفترة المقبلة ولابد ان ننجح فى هذا لإن امكانيات الهيئة زادت عن فترة الخمسينيات فلدينا 32 مكتب إعلام خارجى و65 مركز إعلام داخلى منتشرين فى محافظات مصر بالإضافة إلى قطاع المعلومات الذى يصدر النشرات وإصدارات لأهم الكتب فى العالم ويترجمها فيجب استخدام هذه القوة لصالح الوطن وليس لصالح نظام معين