قام قارئ القرآن الكريم الشيخ فرج الشاذلى بالإساءة البالغة للأزهر الشريف عندما رفع الأذان الشيعى بالكوفة ببغداد رغم انتمائه الأزهرى وارتدائه لزيه وعمامته ضاربا عرض الحائط بهيبة الأزهر ومكانته فى العالم الإسلامى وبعلمائه ودارسيه والعاملين به الذى يتبعون مذهب أهل السنة والجماعة ويتبرأون من الأذان الشيعى الذى يقولون عند رفعه «أشهد أن عليا ولى الله».. «وحى على خير العمل».. وهذه الألفاظ اعتبرها علماء الأزهر زيادة غير مشروعة فى الأذان ومخالفة لعقيدة المسلمين ومنهج الإسلام وبعيدة عن صحيح الدين وسنة محمد صلى الله عليه وسلم وهو ما يعتبر جريمة كبرى فى حق الدين والأزهر الشريف. الغريب فى الأمر أن الشيخ الشاذلى يبرر ما فعله بشعوره بالحرج عندما طلب منه شيخ الشيعة رفع الأذان الشيعى، فخشاه ورفعه ولم يخش الله فى نفسه وأزهره الذى تعلم فيه وعمل به.
ورغم أن الأزهر اعتبر ما فعله الشيخ الشاذلى جريمة نكراء وطالبه بسرعة التوبة إلى الله والتبرؤ مما فعل وألا يخلع عباءته الأزهرية، فإن أوجه القصور واضحة فى عدم الإشراف والمتابعة على القراء والمشايخ الذين يسافرون للعمل بالخارج ويمثلون الأزهر، خاصة بعد أن أكد الشيخ الشاذلى وجود نحو خمسين قارئا أزهريا يرفعون الأذان الشيعى فى تلك الدول دون أن يحاسبهم أو يمنعهم أحد.. لذلك على الأزهر الشريف أن يسارع بوضع ضوابط للعمل فى البعثات الخارجية تحدد معايير الاختيار والسفر ومحاسبة المخطئ محاسبة سريعة تضمن عدم تكرار مثل تلك التصرفات، وإقامة دورات تدريبية لتوعيتهم بما يفعلونه وما يجب عليهم أن يتجنبوه.. وإذا كان الشيعة هدفهم بث الفتنة داخل الأزهر الشريف كما قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف وأنهم يسعون لزعزعة الاستقرار وتهديد الأمن القومى للبلاد، فلماذا لا يتم منع سفر المشايخ والقراء إلى تلك الدول، خاصة دولتى إيران والعراق حفاظا على أمن مصر وأمانها ولعل ما قامت به نقابة القراء برئاسة الشيخ محمد محمود الطبلاوى بفصل القارئ أن يكون عبرة لغيره من القراء حتى لا يقعوا فيما وقع فيه مهما كانت المغريات.