لو تابعتم دراما التشهير المتبادل بين حملتى «السيسى» و«صباحى» ستغرقون فيها أكثر من المسلسلات التركية، وبالتأكيد الإيقاع سيزيد تشويقاً مع انطلاق قطار الحملات الانتخابية وتسابق الفضائيات على الحوارات مع المتنافسين بعد استحالة «المناظرات» تحت رعاية كبرى شركات الموبايلات والسمنة والعقارات والبنوك!.. لكننا نركز أكثر يا سادة على المحتوى ونترقب الكثير من «المشير» لأن أى إحباط يعنى أن كل الآمال ستضيع، وطبعا أسلوب العمل بطريقة التوسط بين مرتضى وشوبير أقلق الكثيرين، وأيضا «حملة صباحى» لا تقل تخبطا لدرجة أن كل قياداتها بمن فيهم «حمدين» نفسه هاجموا «انفرادى» الأسبوع الماضى بكشف عرض «إخوان تونس» السخى لهم دون قراءته بالتفصيل، ولم يرهقوا نفسهم فى رد دقيق! الملاحظات على الحملتين كثيرة، وطبعا ستزيد الأخطاء مع البداية الحقيقية للترويج للبرامج، لكن شكل «الطلة» الأولى للسيسى عليها الكثير من علامات الاستفهام خاصة أن «لميس الحديدى» معروف أنها مدير حملة مبارك فى 2005 ومحاور أغلب ندوات جمال مبارك، ولا أعرف إن كان من اختار «إبراهيم عيسى» يعتبره «محلل القعدة».. لكننا لا ننسى أنه فى طبعته الأخيرة كان يدافع عن «مبارك بقوة، فأين أحد أهم شعارات «حملة السيسى» لا عودة لزمن ووجوه «مبارك»!، فيما تزايدت وسط ذلك التساؤلات حول اختفاء ياسر رزق من الصورة حتى اللحظات الأخيرة!
قلنا ونعيد إن «السيسى» بدون حملته أفضل كثيرا، إلا أننا نوصى المشير بألا ينجرف فى طريق إرضاء الجميع لأنه لن ينجح، ومع الوقت سيخسر الجميع، فالمهم جدا أن تستمع للشعب، ولا أحد غير الشعب، الذى تغير تماما خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، فلم يعد «شعب مبارك» الجميل المهاود، بل شعب مناوش لا يمكن إرضاءه بسهولة، ولن يصبر كثيرا طالما يرى أن الحاشية عليها «الآلاف من علامات الاستفهام» بين هذا المرشح أو الآخر!
ندرك أن «السيسى» لا يريد «مناظرات» لأنها قاعدة غربية لا تتناسب مع الشعب المصرى، خاصة أن الفارق كبير بينه وبين منافسه حتى فى التوكيلات، المشير جمع «نصف مليون توكيل» وصباحى «31 ألفا»!.. وبالتالى ستكون المناظرة فى حد ذاتها «نصر» لحمدين والذى يعرف رأى السيسى فيصر على المناظرة المرفوضة من الأساس، ويصور رفض «السيسى» مناظرته لأصحاب الأصوات المترددة أو الأميل للمقاطعة على أنها «خوف»!
عموما، نحن فى حاجة لتغيير الرؤية والتفكير والخروج من الصندوق، فبدون ذلك لن تحل أى مشكلة، بل ستتفاقم، وكما كان هذا واضحا فى تخبطات «حملة السيسى» التى وعدونا باختفائها تماما خلال أيام، تبلور أيضا فى «حملة صباحى» التى اعتبرت كشفى عن وثيقة خطاب الغنوشى لحمدين «شغل أجهزة سيادية»، وكان الخطاب يشمل لمن ينسى عرض إخوانى بتقديم كل ما لديهم من قوة ومال لنصرة «صباحى» الذى يعتبره خليفة مرسى ويعيد الإسلام الحقيقى لمصر التى وقعت فى يد «خونة العسكر» حسب وصف قائد إخوان تونس!
وفوجئت حينما اعتبر «عمرو بدر» المتحدث باسم «حملة صباحى» بنشرنا للوثيقة الإخوانية «تشويه مباركى» لمرشحه وأسلوب قديم يعود للانتخابات الرئاسية السابقة، فالمتحدث «الألمعى» لم يفرغ نفسه لقراءة «انفرادنا» وهاجم دون معرفة، وحقيقة غضبت من الإعلامى «جابر القرموطى» لأنه لم يمنحنى الحق فى الرد، حيث كان هذا الهجوم فى برنامجه الشهير «مانشيت»، خاصة إن الحديث مال إلى اتهامى بتزوير «الوثيقة»!؟
كرة الثلج كبرت حتى واجه زميلى «محمد نسيم» «حمدين صباحى» بانفرادى خلال اجتماعه بقيادات وشباب حزب «العدل» الذى أعلن تأييده، فضحك حمدين نافيا هذا الاتهام بالرشوة، وقال لنسيم «نجم المراجعة اللغوية بروزاليوسف» إنه لم يلتقى «الغنوشى» إلا مرة واحدة إبان الانتخابات الرئاسية السابقة، وتحدث هو الآخر عن تزوير الوثائق الذى أصبح عملاً سهلاً حتى الأطفال يجيدونه، ولم يتهم بنفى العرض، أو إطلاعنا على موقفه لو وصل له هذا العرض خاصة أنه كان يغازل الإخوان بمنحهم حق التظاهر بشعارهم «رابعة» فى الشوارع لو أصبح رئيسا!
وما كان منى إلا أن أصر على المهنية احترامًا لقارئ روزاليوسف، الذى وعدته الأسبوع الماضى بنشر رد «حملة صباحى» على هذه الرشوة الإخوانية، فاتصلت بالأستاذ طارق نجيدة الوكيل القانونى لصباحى والمستشار القانونى للحملة، خاصة إنه قد نقل له أحدهم إننى اتهمته فى الموضوع السابق بأنه «الوسيط» فى الصفقة بين إخوان تونس وحمدين، وسألت «نجيدة» بشكل مباشر هل وصلكم هذا الخطاب فنفى بشكل تام، متسائلاً: «اشمعنا الوثائق دى اللى بتظهر بس»؟! وسألته ماذا لو وصلكم عرض كهذا، فرد عليا بسرعة قبل أن أكمل السؤال،أتحدث معك باسم حمدين وحملته «الإخوان.. جزم تحت أقدامنا»!! ولن نضع أيدينا فى أيديهم.. إن كان التنظيم الداخلى أو الدولى، ونفتح قلوبنا لكل من يعترف بثورتى يناير ويونيو، ومن يتراجع من الإخوان فأهلا وسهلا به، لكن من تورط فى دم.. يحاكم ويسجن وحتى يعدم، وأى حديث عن أن تنظيم الإخوان يستمر «مرفوض»، فهذا وضع انتهى!
وعندما واجهته بمغازلة «صباحى» للإخوان برفع شعار رابعة، قال لى ليرفعوا ما يرفعون دون أى علاقة تنظيمية بالإخوان، وبعدين هما عددهم كام يعنى؟! ولو رفع حد مطواة، فالأمن موجود، وسأواجه ذلك بالتنمية التى تستهدف الفقراء حتى لا يستغلوهم، وخلال شهرين لن تجد أحدا يرفع «رابعة»، لأنهم سينشغلوا فى العمل!
وتعليقا على حملات التشويه المتبادلة قال لى «نجيدة» إننا شركاء فى وطن واحد، ويجب أن نلتزم بالقواعد المهنية، فلماذا ينتظر الإعلامى «أحمد موسى» أو غيره الانتخابات الرئاسية لينشروا وثائق ضد حمدين، هذا اغتيال سياسى وله وسائله المعروفة، يعنى كلنا حرامية يا جدعان، وأضاف أننا لم نتعلم الاختلاف بدون تطاول وستدور الدوائر.. فلماذا تحرقوا السيسى وحمدين؟! إننا نريد لمصر أن تكون دولة محترمة، فيجب أن نتجاوز المؤامرة الدولية المحاكى ضدنا!
وسألته هل تشعر أن هناك تربصا بكم من الدولة، فرد طبعا هناك تربص من الدولة العميقة والمصرية، ولولا الجزء الذى يفهم أنه ليس من المصلحة أن تتحول الانتخابات إلى استفتاء، كانت كل الدولة ضدنا الآن، ولا استبعد أن نصل إلى مرحلة تقديم بلاغات والنائب العام يستدعى صباحى ويقبض عليه ويحدث معه كما حدث مع أيمن نور ونعمان جمعة، لكننا مش هانهرب زى شفيق، والأمل يتصاعد للفوز!
وأكد «نجيدة» الوكيل القانونى لحمدين أن «السيسى بطل قومى» لكننا لم نعرفه إلا فى 30/ 6والجيش يحمى ولا يحكم، وليس عندهم ما يقدمه سوى أنه كان فى الدولة، فقاطعته لماذا لم تقل أنه «رجل دولة» ومعروف أنها سلبية من سلبيات «صباحى» المؤثرة جدا على شعبيته وقوته السياسية والجماهيرية، ورد «ممكن أكون رجل دولة وأنا بره»!!
سألته هل من الممكن أن ينسحب «صباحى» لو تزايدت الضغوط عليه؟! فأكد لنا أنه لن ينسحب، لكن لو وصلت الضغوط للخنق وتصاعدت الإجراءات، ولا أعرف ماذا فى جراب الحاوى، ممكن أفكر وقتها، وأثار من نفسه نقطة «التزوير» وقال إنه سيواجه بالناس، والإجراءات التعسفية نتصدى لها بالقانون!، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية لم تتغير والموبايلات لاتزال «تصفر»!
انتهى كلام «نجيدة» الذى كان متشككا من أن ننشره كما هو، وقلت له إنك لا تتابع «روزاليوسف» ولا تعرف إنها تغطى وتتناول الانتخابات بحيدة، وكانت سباقة فى الهجوم على «حملة السيسى» كما تهاجم حملة «حمدين» لأننا نريد مصر جديدة حقيقية لا مزيفة لأنه لا أمل لنا غير ذلك!