لن تهدأ سيناء كما يبدو إلا بعد فترة، ليست بالقصيرة النقلة النوعية التى حققها الإرهابيون فى حربهم ضد المصريين بعد إسقاط المروحية القديمة الأسبوع الماضى تطلبت منا وقفة جادة مع الذات، فكان من الضرورى أن نعرف حقيقة المشهد السيناوى، وبالفعل نجحنا فى الوصول إلى مصادر عسكرية تشارك فى العمليات هناك وعدد من الإرهابيين الهاربين تواصلنا معهم برقم تجوال وكشفت لنا المصادر أن السبب الرئيسى في كارثة الطائرة أنه لم يكن لدينا أوامر بإطلاق النار من المروحيات حرصا على أرواح الأبرياء، والإرهابيون يحاولون الهرب منا بكل طريقة خلال ساعات الليل المتأخرة بالتحرك كل 10 دقائق بالموتسيكلات، وكشفنا أيضا القائمة الكاملة لأنواع الأسلحة الموجودة حاليا فى سيناء، بينما دافع الهاربون عن الإخوان بدعوى أن أنصار بيت المقدس ليسوا من الإخوان، واعترفوا بمدى قوة ضربات الجيش ضدهم وإلقاء القبض على بعضهم وهدم منازلهم. سمير فوزى أحد سكان منطقة صلاح الدين الحدودية بمدينة رفح والذى تمتلك عائلته العديد من الأنفاق قال لنا: إن الأوضاع حاليا اختلفت كثيرا عن ذى قبل حيث تغيرت إلى الأفضل من الناحية الأمنية فالجيش يسيطر هنا بصورة كاملة فجميع الأنفاق تم تدميرها بالكامل والتى تقدر بالعشرات وتكاد تكون الآن نسبة التهريب عبر الأنفاق لا تتجاوز ال 1 أو ال 2 ٪ هذا إذا وجدت أصلا وتكون خاصة بالبضائع فقط.
كما هدم الجيش جميع البيوت التى تحتها أنفاق والتى تقدر بحوالى 100 منزل تقريبا منذ بدء الحملة العسكرية هنا وحتى الآن وأغلبها بيوت قديمة ومتهالكة؛ كما أحكمت القوات المسلحة قبضتها على الشريط الحدودى الفاصل بيننا وبين قطاع غزة حيث قام الجيش بإخلاء تلك المنطقة بمساحة حوالى 10 كيلو طولا و300 متر عرضا وتم هدم جميع البيوت والأشجار بتلك المنطقة وتمركز الجيش فيها وتكاد تكون حاليا منطقه عسكرية.
ولكن ما نعانى منه الآن هو انقطاع جميع شبكات الاتصالات سواء الهواتف المحمولة أو الأرضية حتى شبكات البنوك وغالبا ما يكون فصل تلك الشبكات يوميا بداية من الساعة ال7 صباحا وحتى ال5 عصرا أما بعد ذلك التوقيت فتعود وسائل الاتصال بصورة نسبية وأبلغنا الجيش بأن ذلك يتم بناء لضروريات أمنية.
ويضيف الدكتور جلال صاحب صيدلية الأصدقاء برفح: إن الجيش أعطى المرتبة الأولى فى هدم الأنفاق لأنفاق تهريب الأفراد والعربات لأنها هى التى تمثل الخطورة القصوى ثم يليها أنفاق الحصمة والبضائع وإذا كانت توجد الآن بعض العناصر من حماس أو ما يطلق عليهم أنصار بيت المقدس وغيرهم ممن يقومون الآن بعمليات إرهابية، فهؤلاء كان تم تهريبهم وتمركزهم فى مناطق معينة خاصة بداخل سيناء قبل بدء العمليات العسكرية وحملات هدم الأنفاق وإذا تم تهريب الآن لأفراد فأعتقد أنه يتم عبر طرق أخرى غير الأنفاق مثل طريق البر أو البحر فسيناء مفتوحة والحدود ممتدة لكن من خلال الأنفاق لا يحدث فالأمر الآن أصبح مستحيلا.
ويوضح د. جلال: إن هدم الأنفاق من جهة أخرى تسبب فى زيادة نسبة البطالة برفح فتكاد أن تصل إلى 100٪ فأغلب الشباب هنا كانوا يعملون فى الأنفاق وكانوا يمثلون نسبة 40٪ أما بعد هدمها فأصبحوا بلا عمل ومن منهم ادخر مبلغا من المال خلال عمله فى الأنفاق سينفقه خلال عام أو عامين وسيعاود البحث عن عمل مرة أخرى.
وعن تعويضات الجيش للسكان الذين تم هدم بيوتهم يوضح جلال: الجيش يقوم بحصر البيوت التى تم هدمها فكل من تضرر من هدم منزل أو حرق أشجار تقوم القوات المسلحة بتعويضه، أما البيوت التى تم هدمها لوجود أنفاق تحتها فلن يحصلوا على أى تعويضات لأن تعليمات الجيش كانت واضحة وحاسمة من البداية وقبل بدء عمليات الهدم حيث أبلغ صاحب كل منزل بداخله نفق بأن يوقف نشاطه ويغلق النفق أو ستقوم قوات الجيش بهدمه فمن استجاب منهم لم يهدم الجيش منزله أما من أصر وحاول العمل فى الخفاء قام الجيش بهدم منزله وبلغت أعداد تلك البيوت التى تم هدمها منذ بدء الحملات العسكرية على الأنفاق وحتى الآن ما يقرب من 20 منزلا خلال 3 شهور تقريبا حتى البيوت التى كان يستشعر الجيش بأن فيها مقاومة أو محاولة إطلاق نيران على القوات يقوم بنسفها على الفور.
وأكد مصدر عسكرى لروزاليوسف أن حادث المروحية الذى وقع منذ أيام وأدى لاستشهاد جميع جنودها وضباطها كان نتيجة أنه ليس لديهم أوامر بالضرب منذ بدء العمليات العسكرية فى سيناء حرصا على أرواح الأبرياء من المدنيين فكان كل دورها يقتصر فقط على الاستطلاع ومسح شامل للمناطق التى يختبئ بها الإرهابيون ولكن بعد الحادث الأخير اختلف الموضوع تماما وصدرت تعليمات لقائد الطائرة بالتعامل فورا مع كل من يحاول استخدام القوة أو إطلاق نيران عليه.
وأضاف المصدر أن أغلب الأسلحة التى يستخدمها هؤلاء الجماعات هى بنادق آلية ورشاشات 250 و 500 و 14 ونصف بوصة وهو سلاح مضاد للطائرات، أما عن الأماكن التى يختبئون بها فهى رفح والشيخ زويد والمهدية والنصرانية ونجع البواط ووادى العمرو والجورة والتومة وهم يستخدمون جهاز لاسلكى صغير الحجم للتواصل وللاتصال ببعضهم يسمى موتريلا وهو يستخدم أيضا فى عمليات تفجير العبوات الناسفة فى أعملهم الإرهابية ويصعب الوصول إليهم والقبض عليهم لأنهم يتحركون من مكان لآخر سريعا فى أقل من 10 دقائق بواسطة موتوسيكلات ويقومون بعملياتهم الإرهابية فى الساعات المتأخرة من الليل ثم يختبئون داخل الجبل والذى يصعب اقتحامه لصعوبته الجغرافية!
وبصفة عامة لا توجد أماكن حاليا تسيطر عليها تلك الجماعات ويصعب على الأمن اقتحامها كما كان يحدث فى عهد مرسى.. فكنا نرى التهريب يتم أمامنا عبر الأنفاق والسلاح يدخل المهدية ولا نستطيع أن نحرك ساكنا أما الآن فالوضع اختلف تماما، أغلب المناطق تم تدميرها بالكامل، فعلى سبيل المثال قرية التومة تلك تم إبادتها فلا توجد حاليا قرية بذلك الاسم وجميع منازل المهدية تم هدمها وكذلك ما كان يحدث من تدريبات للجهاديين وعروض عسكرية ليس لها وجود فالجميع مختبئ، فكل يوم ما لا يقل عن 30 فردا من تلك الجماعات يتم بتره ما بين قتله أو إلقاء القبض عليه.
كما أن جميع المسميات للجماعات كأنصار بيت المقدس وجماعات التكفير والهجرة وغيرها هى مسميات مختلفة للإخوان وهم يفعلون هذا لإبعاد الشبهات عنهم وتضليل الرأى العام والجهات الأمنية.
وتمكنت روزاليوسف من التوصل إلى أحد الهاربين ويدعى إبراهيم المنيعى وشهرته أبوأشرف وعياد المنيعى الهارب من أحكام ب 50 سنة حكما عبر وسيط يدعى الشيخ فيصل فى قرية المهدية سردوا لى كيف يتم تهريب السلاح داخل سيناء، وكيفية تحصين المهدية ضد أى اقتحامات من قوات الجيش والشرطة وأنها من المناطق المحررة من القبضة الأمنية.
أكد لى المنيعى فى مكالمة هاتفية عبر رقم تجوال أن المهدية تغيرت تمام عما رأيتها فى زيارتى له الماضية فأصبحت دمارا وأن له ثلاثة بيوت هدمت، وأن الأمن له أخطاء كثيرة فهو يأخذ الطايع مع العاصى وقبض على الكثير من الأبرياء وكل من هو بدوى متهم فى نظرهم، وأضاف أن الإخوان أبرياء تماما من تلك العمليات الإرهابية التى تحدث فى سيناء وإننا لم نسمع عبر تاريخهم بأن أيديهم ملوثة بالدماء وأن من يقومون بتلك العمليات هم جماعة أنصار بيت المقدس وهم غير الإخوان فتواجد الإخوان فى سيناء يكاد أن يكون معدوما.
كما أخبرنى أنه متواجد حاليا فى جنوبسيناء ومن حين لآخر ينزل المهدية فى شمال سيناء، والشيخ فيصل تم إلقاء القبض عليه وقدم لمحاكمة وصدر حكم عليه بالسجن 5 سنوات أما عياد فمازال هاربا وكذاك شادى المنيعى المتهم الأول فى قتل جنود رفح وهو نجل شقيق إبراهيم المنيعى.