«روزاليوسف» تهتم جدًا بملف «الصعيد»، وهذا واضح عمليا من خلال رصدنا لأزماته واقتراح حلولها، وإجراء الحوارات مع محافظيه، هذه المرة اخترنا «بنى سويف» التى تعانى من ويلات الإرهاب الإخوانى وإهمال الحكومة، واجهنا المحافظ المستشار «مجدى البتيتى» بهموم المواطنين وكشف لنا عن بعض الحلول والأخبار السارة، ومواجهاته مع الحكومة للتغلب عليها، وأكد «البتيتى» أنه تم تنفيذ قرار أن الإخوان «إرهابية» بضم مدارسها لإشراف وزارة التعليم، وتجميد أموال جمعيات الإخوان وأمثالها، ومراقبة وزارة التضامن لها، كاشفًا عن أن العصابات أحرقت إنشاءات الكوبرى الثانى الرابط بين المحافظة القديمة والعاصمة الجديدة حتى لا يصل العمران لها، ودخلت فى مناوشات مع وزير النقل لنقل كوبرى المزلقان لها دون فائدة! ∎ لماذا «بنى سويف» من أكثر محافظات الصعيد اختراقًا من الإخوان فى التظاهرات والعنف والتواجد؟
- لأنها كانت تعتبر بلد المرشد العام د.محمد بديع، حيث كان يعمل أستاذًا بكلية الطب البيطرى بجامعة بني سويف، بالإضافة إلى أنها بلد العديد من قيادات مكتب الإرشاد للإخوان مثل الشيخ عبدالخالق الشريف مسئول نشر الدعوة بجماعة الإخوان، والشيخ عبدالرحمن شكرى نقيب الفلاحين، ومسئولى التنظيم الإخوانى، وبالتالى هيبقى التأثير قوى من الناحية الأدبية والمعنوية والاختراق الذهنى، ولكن بعد قانون التظاهر الأمور هادئة، والأمن بدأ يتعافى وأى خروج على القانون تتم مواجهته وضبط الخارجين، والأمور حاليًا فى طريقها للأحسن، وما نراه حاليًا من الإخوان مجرد فقاقيع لا تمثل شيئا ولا تقاس مع سعة مصر.
∎ كيف تنفذ قرار إدراج الإخوان كتنظيم إرهابى؟!
- من الناحية السياسية هو قرار صائب، ومن الناحية الموضوعية وضع اتفرض على مصر بسبب الجرائم الكبرى التى حدثت بدون تمييز وبدون تعقل فى حق مصر والمصريين، ومن الناحية القانونية مطابق للمادة (86) عقوبات، وهذه المادة كافية، وكان المفروض أن تطبق من زمان.
∎ ولماذا لم تطبق المادة (86) عقوبات من قبل مادامت موجودة بالقانون؟
- قد يكون لملابسات سياسية أو تقدير موقف أو ساعتها لم تأت، ولكن الأمور لما زادت عن حدها ووصلت لمرحلة الخطر تم تطبيقها.
∎ كيف تعاملت مع المدارس الإخوانية بالمحافظة؟
- تم تشكيل مجالس إدارة من التريبة والتعليم للإشراف الإدارى على هذه المدارس، كما تم وضع مندوب مالى من التريبة والتعليم للإشراف المالى، وبالتالى أصبح الإشراف الإدارى والمالى لوزارة التربية والتعليم، مع استمرار العملية التعليمية، وبالتالى اتحلت المشكلة.
∎ وماذا عن جمعيات الإخوان بالمحافظة؟
- تم تجميد أموال كل الجمعيات التى صدر قرار بتجميدها، ولا استثناء لأى جمعية ذات نشاط سياسى من قرار تجميد الأموال مهما كان حجم نشاطها الخدمى، ويبحث أن تحول أموالها المجمدة إلى «جمعية مصر الخير»، ولاستمرار نشاط أى جمعية لأى عمل تقوم به لصالح المحتاجين والمستفيدين، حتى لا يضاروا من القرار، ثم تعيين مراقب من وزارة التضامن على كل جمعية، كما تم تشكيل لجنة من المديريات ووكيل المديرية وممثل الاتحاد العام للجميعات والاتحاد الإقليمى، بالإضافة إلى أعضاء من مختلف الأجهزة الرقابية والمالية لتولى مراجعة حسابات وأعمال الجمعيات.. وهذا القرار سوف يؤثر على الإخوان، لأنهم كانوا يستخدمون الإعانات التى تصرفها هذه الجمعيات للمواطنين فى التأثير على هؤلاء المواطنين المستفيدين من هذه الجمعيات، وبالتالى فقدوا وسيلة من وسائل الحشد.
∎ هل طهرت المحافظة من الإخوان؟
- أنا مش موجود علشان أصفى، ولكن من يخطئ ويعرقل العمل لن أتركه طبعًا والردع القانونى موجود وسأستخدمه، وذلك كما حدث مع الذين شاركوا فى حرق المحافظة يوم 14 /8 عقب فض اعتصامى رابعة والنهضة فالذين قاموا بحرق المحافظة كانوا51 موظفا بالمحافظة، ولأنهم من موظفى المحافظة ويعلمون المبنى جيدًا جابوا بلطجية وأدخلوهم واستطاعوا حرق المحافظة بالكامل، إلا ما استثنى منها لأسباب شخصية، حيث يوجد بعض المكاتب لم تحرق وقتها مباشرة، لأن اللى كان فيها إخوانى وقيادى بالمحافظة وكان موعودا يأتى سكرتيرًا للمحافظة، المهم المحافظة اتحرقت بالكامل، والحريق انتشر لمدة أربعة أيام لدرجة أن حديد التسليح للمبنى انصهر، مما أصبح معه ضرورة هدم المبنى بالكامل حيث أصبح لا يصلح ترميمه، وبعد ذلك تم القبض على هؤلاء الموظفين بعد التحريات عنهم واتحبسوا.. كما أن المحتويات اللى كانت موجودة بمكاتب المحافظة اتسرقت!
ومن أيام قليلة ماضية عثرنا على جهاز الtvr الذى كان ضمن المسروقات ويسجل لقطات الكاميرات التى كانت مركبة بمبنى بالمحافظة مع شخص يبيعه بمبلغ عشرة جنيهات لأنه مش عارف يشغله ومفتكره ريسيفر دش أو فيديو، وبمجرد عثورنا على هذا الجهاز نزلنا اللى عليه على جهاز لاب توب وبلغنا النيابة العامة، والنيابة العامة أرسلته للمساعدات الفنية والأمن الوطنى علشان تفرز الأشخاص اللى ظهروا على الكاميرات اللى سجلها الجهاز، كما وجدنا من فترة كرسى المحافظ اللى اتسرق يباع فى ميدان «مولد النبى».
وعلى فكرة بعد هدم مبنى المحافظة المحروق سوف نقوم ببنائه من جديد وسنرجع إليه جميعًا لمباشرة أعمالنا منه، لأن هذه الكرامة، ولابد أن ترد الكرامة مرة أخرى لمبنى المحافظة رمز الدولة.
∎ مشروعات الصرف الصحى بالمحافظة لم يتم تنفيذها.. رغم إدراجها من قبل ثورة يناير.. فمتى تنفذ؟
- المشكلة أنه فى مرحلة حكم مبارك كان فيه إسراف فى مشروعات الصرف الصحى، حيث فتحوا وحفروا ورموا مواسير فى كل مكان ولم ينفذوا أو ينتهوا من شىء، وبعدين قامت الثورة، وتأثر الاقتصاد وأصبح مفيش فلوس وتعطلت المشروعات فى الدولة، ولكننا عندما جاء فى زيارة للمحافظة وزير الإسكان المهندس إبراهيم محلب تكلمت معه فى هذه المشكلة، واتفقنا أن المشروعات المغلقة التى أنجز جزء من أعمالها سيتم استكمالها كلها، وكل قرى ومراكز المحافظة مدرجة على خطة مشروعات الصرف الصحى، خصوصًا أننى أعلم أن المياه الجوفية تسبب مشكلة فى القرى بسبب عدم وجود صرف صحى.
∎ المحافظة يمكن إنشاء أكثر من منطقة صناعية بها.. فما تعليقك؟
- الاستثمارات تتدفق على بنى سويف وليست ضعيفة، فيكفى مثلاً أن يأتى مصنع سامسونج ليستثمر فى المنطقة الصناعية بمحافظة بنى سويف، وبدأ عمله بالفعل وأنتج فى خلال (10 شهور) أول شاشة سامسونج تنتج فى مصر، وكان عندهم مشاكل فى الصرف الصحى طلبوا حلها، وبالفعل خلصتها لهم ورصفنا الطريق بالمنطقة الصناعية، فوجدنا الشركة تنبهر بالجو الذى نوفره للاستثمار فى مصر، فطلبت عائلة سامسونج يعملوا خط تانى من الإنتاجات فى مصر وهو الغسالات، وإضافة خطوط إنتاج أخرى، ووافقنا لهم، وطبعا كل ذلك سوف يستوعب العمالة المصرية ويقضى على البطالة عندى، بالإضافة إلى أن المصانع المتوقفة بالمناطق الصناعية بدأت تعمل، وأيضًا لثقة المستثمرين العرب فى الاقتصاد المصرى كان عندى مستثمرين كويتين واتفقوا معى على إقامة مصانع للألوميتال بالمنطقة الصناعية، وكان فيه اجتماع مع مستثمرين من إندونيسيا وإيطاليا.
∎ لا يربط بنى سويف القديمة والعاصمة مع بنى سويف الجديدة بالشرق الصحراوى سوى كوبرى واحد على النيل.. فكيف تتعاملون مع هذه المشكلة؟
- إحنا كل يوم نتخانق مع وزير النقل، لأننى أعرف ضرورة إنشاء كوبرى تانى جديد يربط بين العاصمة والشرق الصحراوى، وعرضت أخذ الكوبرى بتاع مزلقان السكة الحديد الذى سيعمل عند مركز الواسطى وأجيبه يعبر على النيل ليصل إلى الشرق الصحراوى فى مدينة بنى سويف الجديدة، ولكن دخلنا فى صراع مع وزير النقل، حيث قال إن هذا الكوبرى الذى تريده متخصص مزلقان من ضمن (82) مزلقان سوف يتم إنشاؤها وإذا تم أخذه فالفلوس المخصصة هتروح، وعرضت تعديل الخطة لهذه المزلقانات، لأن مدينة بنى سويف الجديدة محتاجة لهذا الكوبرى، وحكى لى الوزير إبراهيم محلب أنه بنى هذا الكوبرى على النيل، وأثناء بنائه قامت العصابات الموجودة بالشرق الصحراوى بحرق هذا الكوبرى مرتين، وذلك حتى لا يصل العمران لشرق بنى سويف الصحراوى بعد عبور الكوبرى على النيل.