طيب.. إذا كانت جماعة الإخوان على علاقة بتنظيم القاعدة.. تموله بالفلوس وتتلقى منه الدعم والمساندة.. فماذا يحتاج رئيس الحكومة لكى يصدر قرارا رسميا بأن الإخوان منظمة إرهابية.. هل نحلف له بالطلاق مثلا.. وهل من الضرورى أن يتعرض المزيد من الرجال للتصفية والاغتيال حتى يقتنع حضرة الدكتور الجالس على كرسى رئيس الوزراء؟. وما يحدث فى الشارع كل يوم من قتل وترويع واغتيال وإطلاق خرطوش من خلف المتظاهرين لإحداث الفتنة.. ومحاصرة بيوت القضاة ورجال النيابة وتسريب قوائم بأسماء الشخصيات السياسية والإعلامية الذين تقرر تصفيتهم.. فماذا ينتظر حضرة رئيس الوزراء؟.
وكيف يسمح سيادته ومعه وزيرة الإعلام المؤدبة والطيبة وبنت الحلال.. كيف يسمح للإخوان بإطلاق قناة تليفزيونية متطرفة تحمل اسم رابعة.. يقدرون رأس مالها بحوالى 50 مليون دولار.. كيف يسمح سعادته بأن تبث إرسالها على تردد النايل سات.. بمعنى أنها سوف تقتحم كل البيوت بهدف زعزعة الاستقرار وحشد الرأى العام لمقاطعة ورفض الدستور الجديد.. فضلا عن الترويج لحكومة الإخوان فى المنفى.. وبعد ذلك كله يعلن رئيس الوزراء أن الإخوان ليست منظمة إرهابية خالص.. ويلقى بالكرة فى ملعب القضاء، مؤكدا أن القضاء لم يصدر حكما نهائيا ضد جماعة الإخوان!!
أقطع ذراعى أن رئيس الوزراء يتصور نفسه رئيسا لوزراء النرويج أو السويد.. حيث النظام عندهم بالشوكة والسكين.. بالأصول وبما يرضى الله.. مع أن هناك دولا أخرى تأخذ بالأحوط فى التعامل مع المنظمات الإرهابية.. فتمنع عنهم الإرسال التليفزيونى دون انتظار لحكم المحكمة.. وتستضيفهم فى سجونها حتى يتبين لنا ولهم الخيط الأبيض من الخيط الأسود.. وحتى يراجعوا أنفسهم فيتخلوا تماما عن مسلك الجماعات الإرهابية التى لا توجه رصاصاتها إلى أعداء الوطن.. ولكن توجه الرصاص والمدافع إلى صدورنا نحن الشعب الطيب الصابر والمحتسب!!
الدكتور الببلاوى يزن كلامه بميزان الذهب.. وتأكيده على ضرورة الحصول على حكم قضائى نهائى مقصود به حماية جماعة الإخوان.. لأن الحكم القضائى النهائى قد يستغرق خمس سنوات كاملة استنفادا لمراحل التقاضى القانونية.. من استئناف وطعن ونقض واستشكال.. ثم رد المحكمة وإعادة فتح الملفات من جديد.. وموت يا حمار.
الخيبة أن حضرة رئيس الوزراء الذى يتخلى عن الشدة والحسم فى الوقت المناسب باعتبار جماعة الإخوان جماعة إرهابية.. يطالب المواطنين بعد ذلك بالهدوء والتحلى بالصبر والحكمة.. وكأنه يتلاعب بمشاعر الجماهير الرافضة تماما لسلوك الإخوان.. وهل رأيت الغضبة الجماهيرية الكبرى من جماهير الكرة فى مصر.. وهى جماهير واعية تماما.. هل رأيت غضبتها ضد لاعب الكرة الذى رفع يده بإشارة رابعة.. إن غضبة الجماهير كانت رسالة واضحة أن الإخوان مرفوضون تماما خصوصا أن ضحايا العنف الإخوانى يتزايدون.. ولا نخجل من الاعتراف بذلك.. بما يعنى أننا نتعامل مع الجماعة الإرهابية بما تستحق.. لكن حضرة رئيس الحكومة النائم فى العسل.. لايزال يعتقد أنها جماعة غير إرهابية!.
الكرة الآن عند الحكومة.. والأخبار تتوالى عن بدء إرسال القناة الإخوانية الجديدة.. وننتظر بوضوح رد فعل الدكتور حازم.. خصوصوا أنه رجل مطلع على ما يدور فى المجتمعات الغربية.. وهو يعلم أن القنوات الدينية ممنوعة أصلا فى الدول العاقلة.. خصوصا تلك القنوات التى تدعو للفرقة والانقسام.
ولو سمحت لنفسك بإطلاق قناة تتحدث عن الدين الإسلامى وتدعو له فمن حق جارك فى الوطن أن يصدر قناة قبطية تروج للمسيحية.. ومن حق اليهودى إصدار قناته.. وفى دول العالم البرامج الدينية لا تطل من الشاشات سوى ساعات محدودة أسبوعيا.. ومن أراد المزيد فليذهب إلى الكنيسة أو المسجد.. القناة التليفزيونية مشغولة بحث الناس على العمل.. أو الترفيه عنهم حتى يذهبوا للشغل هادئين نفسيا.. عندهم فى بلاد الخواجات القنوات تبث رسائل المحبة والسلام.. وليس الفرقة والانقسام.. يا حضرة رئيس الوزراء الذى سوف يسجل التاريخ أنه سمح بقناة تليفزيونية لأعداء الوطن فى عز الحرب على الإرهاب.