«وجدى العربى» الذى كان - وياللأسف - منتميا للوسط الفنى فى يوم ما. بل ومنحدرا من عائلة عمل معظم أفرادها فى التمثيل. قبل أن يتحولوا للمعسكر المتأسلم، تحول لسمسار أطفال بحجة دعم الجماعة. وجدى يسير فى ظل الجماعة منذ سنوات طويلة، لكنه زاد فى تطرفه بعد وصولهم للحكم، ويتعامل مع ظلمهم على أنه الحق والدين، يكذب وينافق دون أى شعور بالذنب، يبالغ ويلفق الحكايات والأساطير عنهم دون أن تقرب منه حمرة الخجل. وعن أحدث الجرائم التى ارتكبها العربى ربما لم تشهد مصر من قبل جريمة مثلها. أن أحضر أطفالا أيتاما من ملجأ يتولى إدارته فقط. دون تحمل نفقاته لأن هناك رجل أعمال سعودى هو الذى ينفق على الملجأ. العربى أرسل إلى اعتصام رابعة العدوية أطفال الملجأ حاملين أكفانهم.
فى مشهد شديد القسوة والغلظة يعتصر القلوب. فمن ذا الذى يصدق أن أطفالا لم تتجاوز أعمارهم العشر سنوات قرروا التضحية بحياتهم من أجل محمد مرسى؟ وجدى يتاجر بالأيتام الذين لا حول لهم ولا قوة. ويستخدمهم كدروع بشرية ليحمى نفسه وإخوانه. ويجعل الإعلام الغربى يقوم بتصويرهم ليستجدى عطف الغرب. ويدعى أنه هو الآخر يريد الاستشهاد، وفى مشهد سابق لمشهد الأطفال يذهب هو وزوجته إلى الاعتصام حاملين أكفناهم. تاركين عدسات المصورين تلتقط لهم الصور وتنشرها فى وسائل الإعلام المختلفة. استكمالا لمتاجرته بنبل فكرة الاستشهاد. وفى مشهد آخر يقف العربى ليلقى كلمة على منصة رابعة العدوية وهو يحكى كيف أنه كان يلصق ورقة على صدره مكتوبا عليها مشروع شهيد. ولكن الورقة ظلت فى وضع غير ثابت حتى تمزقت كلمة مشروع وظلت كلمة شهيد. المثابرة على المتاجرة بالشهادة هى آفة الجماعات الإسلامية، فهم يستخدمونها ليغازلوا الشباب ثم يستغلونها ليستدروا العطف. وما أكثر المواقف التى أظهرت كيف يتم استغلال دم الشهداء من قبل هذه الجماعات وأنصارها. وجدى يتولى إدارة ملجأ أيتام. ومن قبل سقوط الإخوان تاجر بتاريخه الضئيل فى الفن. ليقدم مسلسلا تليفزيونيا بعنوان «كوفى شوب». من إنتاج قناة الحافظ أحد الأبواق الإعلامية لمحمد مرسى وللإخوان. المسلسل كان سوف يكون أول عمل درامى بدون نساء ولا دخان رغم أن مشاهده تدور فى مقهى.. فقط مجموعة من الرجال يلتقون فى أحد المقاهى ويتحدثون فى الأمور الدينية.. وهذا هو الفن من وجهة نظر وجدى أو كما أمر أن ينفذه. والفن الذى أصبح فى عقله الآن هو الفن الذى يأتى تحت ستار الدين والسنة والدستور كما صرح لإحدى الصحف. ولكن هل تختفى النساء من الدين والسنة والدستور؟. خاصة أن محور الفن فى مشروع النهضة كان يهدف للتعبير عن جميع أطياف المجتمع المصرى. وهو المشروع الذى يتحدث عنه دوما وجدى العربى كأحد مؤسسى حزب الحرية والعدالة فى لقاءات وندوات قام بها قبل فوز مرسى بالرئاسة. الغريب أن وجدى فى إحدى كلماته على منصة رابعة استعان بقصيدة «ليا مين غيرك يا بلدى» التى ألقاها فى إحدى مشاهده فى فيلم «إحنا بتوع الأتوبيس» إخراج حسين كمال وهو عمل فنى ينتمى لمخرج من أكثر مخرجى مصر جرأة والذى قدم أفلاما حملت الكثير من المشاهد التى من المؤكد لا يرضى عنها العربى الآن. والمواقع الإلكترونية للإخوان تعرض مشهد إلقاء وجدى العربى لهذه القصيدة فى رابعة وهم فى غاية التأثر والتباهى. رغم أنهم يقتبسون جزءا من عمل فنى يحرمون تقديم مثله. فى إحدى التظاهرات التى خرجت لتأييد مرسى قبل عزله، اعتلى العربى منصة ميدان النهضة وألقى كلمة قال فيها إن مرسى اختطف من عهد الصحابة وأنه حفيد عمر بن الخطاب وعمر بن عبدالعزيز!! فأخذ الحضور يهلل ويصفق للعربى الذى يبدو أنه افتقد الوقوف على خشبة المسرح فأخذ يبحث لنفسه عن مسرح جديد يجد فيه من يصدقه ويتقبل أداءه الانفعالى الزائد. الذى كان يدفع متلقى ومتذوقى الفنون للضحك. لوجدى العربى مواقف شديدة التلون، كل وفقا للحظة التى تحكمه، فهو مع الداخلية وضد الثوار فى أحداث الاتحادية ويحاول البحث فى خياله الضئيل عن رواية يبرر فيها سحل المواطن «حمادة صابر» أمام قصر الاتحادية، وفى مشهد آخر يعلن على قناة التحرير التى استضافته فى نفس الأحداث فى ديسمبر الماضى والتى يراها الآن قناة تابعة للفلول.. أخذ يعلن أنه لن يقبل ولن يسمح للتدخل الأجنبى فى شئون مصر وأن الثوار الذين يخرجون ضد مرسى يستقوون بالخارج ويريدون أن يضع الغرب أيديهم على مصر. والآن لا يعترض على ذلك عندما يأتى من معتصمى رابعة أو من قيادات الإخوان ويجد فيه خيرى كثيرا. وفى واقعة أخرى وعلى صعيد حياته الخاصة. تقوم شقيقته ألفت العربى بفضحه فى مختلف وسائل الإعلام عندما تعلن عن دهشتها من أدائه كرجل يدعى كل هذا التدين. فى حين أنه لم يصل رحمه ولم يسأل عنها منذ 25 عاما.