-قبل أن تقرأ: يستطيع «جد» شادى ومازن –وهو من أنصار الرئيس «المعزول» -الفاشل- محمد مرسى أن يذهب إلى منصة «إشارة رابعة» ويطلب منهما أن يحملا صورته (مرسى).. ذلك الذى يحث أنصاره أبناءهم على الحديث عنه ب«بابا مرسى».. وأن يعممهما بعمامة تنظيمات الجهاد والقسام الفلسطينية..وأن يجعلهما يقفان أمام الكاميرات وتحت لهيب الشمس وهما صغيران لا يتعدى عمر أكبرهما 4 سنوات والثانى أقل من عامين.. ليرددا مع أطفال «وجدى العربي» الأيتام الممتلئين براءة والمساقين غدرا وغيلة كالذبيحة: «كلنا فداء للإخوان.. كلنا مشاريع شهادة فداء لمرسي»!.. وأكثر من ذلك.. يستطيع أن يطلب من «البلطجى و«العريان» أن يمنحوهما «رداءين أبيضين» يحملانهما على أيديهما كما فعل أطفال آخرون -أو بالأحرى كما فعل فيهم غدرا وغيلة أيضا ودونما وازع من ضمير- إمعانا فى الإيهام بأن كل شيء فى الوطن من البشر إلى الحجر.. على استعداد للموت فداء للدكتور «مرسى» والمشروع «الإخوانى» الساقط. - لكن «جد» شادى ومازن -رغم أن قلبه مع «مرسى» وهواه «إخوانى»- لم يفكر أبدا فى أن يفعل هذه الفعلة المشينة بأحفاده- ومع أنه ابن الجمعية الشرعية الوفى, والذى يرى أن «الإسلام هو الحل» وأن الشريعة يجب أن تسود.. وكان أكثر ما يوجع قلبه أثناء حكم «الساقط» مبارك هو أن «مسيحيا» -بطرس غالى- قد ولى على «بيت مال المسلمين»!!- إلا أنه «إنسانى» بالفطرة وأب بالسليقة, والأب يخشى على أطفاله من «الهوى الطاير» -ولا يمكنه أبدا أن يعرض حياتهم لأدنى «خطر».. فما باله لو حولهم -مثل آخرين- إلى دروع بشرية.. فى مواجهة القدرة التسليحية الهائلة للشرطة والجيش فى استعداداتهما الجارية للتعامل مع اعتصام رابعة الذى فاق فى تحصينه كل ثكنات مقاتلى حروب العصابات. -رغم حاجة «الإخوان» لكل نفس.. ورغم الطمع فى أن يتحول كل مؤيد لهم إلى مشروع شهيد (ليمنحهم هم حق الحياة) إلا أن جد الطفلين (المحظوظين بجدهما الإخوانى الإنسان) أبى أن يفعل ذلك.. فهو أمر ضد الفطرة الإنسانية السليمة.. فمن هو الأب الذى يتجرد من مشاعره ليلقى بأطفاله إلى هذا المصير الدامى؟ من هو الأب الذى يستطيع أن يوهم أم أطفاله الأبرياء بأنه لا مشكلة فى الاحتماء بهم والتستر خلفهم.. ويتحايل على أعتى الأسلحة من قنابل وغاز وخرطوش ورصاص حى بالاحتماء خلف ظهورهم.. باعتبار أن «المقتحمين» -إذا اقتحموا!- لن يهزهم مشهد أقسى من مشهد إيذاء -مجرد إيذاء- طفل واحد, فما بالهم بإصابته بخدش فى إصبعه.. هذا الجد الإخوانى الإنسانى لا يمكنه أن يكون كهؤلاء الإخوان الذين «ساقوا ما ملكت أيمانهم وزوجاتهم وأطفالهم إلى «إشارة رابعة».. ك«النعاج».. الأمهات اللاتى تبعن أزواجهن واعتلين المنصة مدعيات أنهن على استعداد بالتضحية حتى بفلذات أكبادهن واحتسابهم شهداء عند الله تعالى.. ألم تجلس واحدة منهن لتفكر فعلا هل هن على استعداد لذلك حقا إذا حان وقت «الافتداء»؟.. أم أن هؤلاء لا أولاد لديهن حقا فى هذا الاعتصام وإن كل الأطفال الذين سيقوا إلى مصيرهم كالذبيحة التى لا تدرك شيئا هم كلهم أطفال رجل فقد عقله يدعى وجدى العربي.. فشل فى كل شيء فى السينما والفن وفى الدعوة وفى العمل الإذاعى وأيضا سقط على المستوى الإنسانى (والعهدة هنا على مرتضى منصور وعلى شقيقة «العربى») ثم على تصرفه الشخصى بتوريد أطفال ملجأ يديره لرعاية الأيتام إلى مكان يعج بالنار والبارود ولا يرى فيه غصن زيتون واحد. - ليس كل الإخوان كهذا «العربي» الذى يبدو الآن رجلا بقلب «ميت», وليسوا كلهم كهذا «الجد» الإخوانى الإنسان.. الذى لم يجد فى تفكيره ذرة واحدة تجبره على أن يفعل ما يفعله كل من «مسهم» هوى- أو شيطان لا فرق -الإخوان.. وإنما يوجد هؤلاء وأولئك.. لكن السؤال هو: ماذا إذا استمر «حجوزه» و«العريان» وبديع» -اللى بيضيع- وكل هذه الأسماء الضالعة فى الموت وعمليات القتل التى أصبحت من سمات الحياة اليومية فى مصر, والتى نقولها بصوت تخنقه دموعه-فى التحريض على الموت واستمرار العبث بالحياة والأمن فى «المحروسة»؟ ماذا لو وقعت الواقعة, ولم يقدر ل«مثالية» البرادعى السياسية أن تتحقق, وأصر الإخوان على التحدى ورفض كل الحلول السلمية بما فيها الخروج الآمن –قسرا وقهرا لنا- حقنا للدماء؟ ماذا لو انفجرت كل أنابيب الغاز وأكداس القنابل وعشرات زجاجات المولوتوف وانفجرت آلاف ذخائر الكلاشينكوف والآر بى جى وكل أدوات القتل التى تم توريدها إلى بيت الله فى «رابعة», والذى أصبح بيتا ل «الشيطان» الإخوانى الأعظم, الذى قرر أن يلعب وفق قاعدة «يافيها لا أخفيها» (أدمرها فى الحقيقة)؟ ماذا إذا وقعت الواقعة.. ولم تستطع «واشنطن -التى يؤكد الفريق أول السيسى أنها صاحبة نفوذ كبير على جماعة «الإخوان»- إن تجتمع بكل الفرقاء من أجل حل سياسى يحقن الدماء؟ ماذا إذا استمرت سياسة خلق وصنع «بؤر» اعتصامية جديدة فى مصر, ثم نفد صبر الاجهزة الأمنية, التى لم يجف بعد حبر تفويض الشعب المصرى لها على مواجهة «الإرهاب الذى استباح كل دماء المصريين فى الشهر الفضيل؟ -ماذا سيحدت؟ سؤال كبير قد لا تريد الأمهات المساقات إلى الاعتصام فى ركاب بعولهن أن تجبن عليه؟ هل لأنهن لا تصدقن أن هناك مخاطر حقيقية من جريان الدماء أنهارا فى «رابعة»؟ هل هؤلاء النساء يتصورن الأمر نزهة؟ أم أن لديهن «أطنانا من الدموع زائدة على الحاجة تردن أن تذرفنها أمام كاميرات «الجزيرة» وال«سى إن إن»؟ وكم أم «شادى» و«مازن» فى الميدان تفكر فى مثل هذا المصير الدامى للأطفال؟ -بعد أن قرأت: لماذا هناك «جد» إخوانى إنسان كجد شادى ومازن الذى لم يغلب عليه هواه «الإخوانى», فيزيف الأمر لأمهما ويقنعها بأن تذهب بهما إلى اعتصام دموى كهذا؟, ولماذا هناك «جد».. بل أجداد لألف شادى ومازن آخرين..غلبوا هواهم الإخوانى على فطرتهم الأبوية وحسهم الإنسانى, وزيفوا الأمر حتى على أنفسهم وعلى أمهاتهم وساقوهم جميعا كالذبائح الضعيفة, مدفوعين بهوس «الهوى الإخوانى» والتذرع بالأفكار الاستشهادية التى تسوغ –بل وتمنطق– لهم الاحتماء بالأطفال, بذريعة حماية الإسلام وافتداء الرئيس المصلى وعشيرته من «الإخونجية».. وأعضاء «الجماعة الإسلامية».. التى -وبكل اطمئنان- ترفض عزل رئيسها لكنها لم تتورع عن اغتيال رئيس سبقه!!