على طريقة برامج ماما نجوى وبقلظ، بدا استعانة الإخوان بالأطفال والنساء فى الميادين، ورقة أخيرة فى دفاتر (المسكنة) دفاعا عن ( شرعية) مرمطها الرئيس المعزول فى تراب (تصلب الرأى) والافتئات على (حجية) أصوات الناخبين. بين ساعة وأخرى يزيد الإخوان طعنا فى الإسلام، وفى مبادئ مروءة (بنى آدم) يبدو أن الله سبحانه، فطر بنى آدم على ما لم يفطر الإخوان عليه. لذلك ملأوا (رابعة العدوية) بنساء وأطفال يأتين من كل فج عميق.. قالك : معتصمون دفاعا عن الشرعية. ربما يبعث الله قيادات الإخوان أمة وحدهم يوم القيامة. إن عذابه لشديد.
على حواف ميدان رابعة سألته إحداهن : رمسيس منين علشان أركب وأروح ؟ على كتفها طفل، وبين رجليها آخر. دفاعها عن الشرعية كان واضحا فى عينيها، وفى عيون أطفالها. للإنصاف الشرعية (بتبان). كما (بتبان) الثورة الدائمة فى كتاباتوائل قنديل، وكلمات إسراء عبدالفتاح.. ومقالات عمنا أمين هويدى.
سأل صحفى إنجليزى عن سر تلك الأعداد الرهيبة من النساء والأطفال فى رابعة، ثم ابتسم خبثا، وقال : أول ما نصت عليه اتفاقيات جنيف، هو فتح ممرات آمنة لخروج النساء والأطفال، من أراضى (الاضطرابات)، باعتبار (المعارك رجال فى رجال).
وأردف : أى عقيدة تسمح باستخدام النسوة وصغار السن كورقة لعب على مائدة التفاوض؟ بدلا من القدس، استورد قادة الجماعة زوجات رجال الصف الثالث، من الأرياف، ورموا بهن فى (رابعة). يغازلن كاميرات التليفزيونات الأجنبية، ويغازلونهن.. بينما اعتصم قيادات الجماعة بحبل الله.. ومكيفات الهواء داخل المسجد.
الملاحظة غياب زوجات الصف الأول والثانى عن الاعتصامات. فخلا رابعة من وجود زوجات العريان وصفوت حجازى، بينما لم يلمح أحد زوجة المهندس الشاطر بين المعتصمات فى سبيل الله.
لم نسمع لزوجة الدكتورالبلتاجى، أو عصام سلطان، ولا نقل أحد عنهما كلاما تحية للاعتصام،
ودفاعا عن الرئيس المنتخب.
سأل المذيع طونى خليفة القيادة الإخوانى أحمد أبو بركة : لماذا لا يشارك أولاده فى اعتصام رابعة. مر أبو بركة على ساعته، ورد : هم هناك الآن.. تستطيع التأكد بالتليفون. كانت ساعتان قد مرتا على الإفطار، وأولاد أبو بركة يشاركون، بعد فطار (سخن) فى بيوتهم (وأكلة طرية على كنبة طرية أمام التليفزيون فى التكييف، قبل أن يعرجوا على رابعة فى (نزهة خلوية).
اعتصام رابعة لأولاد قيادات الإخوان، كما (ملاهى السندبات) أو (فسحة القناطر). يبدو هذا من الاحتفاء الكبير بابن الرئيس المعزول الدكتور مرسى، كلما ظهر على منصة رابعة،
بينما يتابع أهل بيت الرئيس المعزول (فوزير مسلسليكو) من البيت.
∎ (اعتصام بالإكراه)
تقول نكتة أن رجال الإخوان يدافعون عن (شرعية مرسى) حتى آخر طفل وامرأة. كتب الرجالعلى ال (تى شيرتات) مشروع شهيد، بينما دفعوا بالنساء والأطفال لأوائل صفوف المظاهرت خوفا من الأهالى والمارة فى الشوارع.
غريب أن يحتمى رجال خرجوا فى سبيل الله، بنساء خرجن خوفا من الطلاق. فى رابعة يتداولن قصصا عن زوجات معتصمات تحت تهديد (أبغض الحلال)، و(أخريات منتظرات (بطاقتهن الشخصية.. وفطار ملوكى) !
لما زارت القيادية الإخوانية (أم أيمن) منصة رابعة، استغرب كثيرات هناك أنها خارج السجون. ويقال أنهن سألوها متى أطلقوا سراحها ؟ لما غابت قياديات الجماعة عن النوم فى الشارع دفاعا عن حق الرئيس مرسى، وحق الله، تساءلت المعتصمات، فكانت الإجابة : كلهن فى السجون.
زيارة أم أيمن كانت مفاجأة. تقول نكتة أخرى : كلهن النساء جميلات.. إلا قياديات الإخوان فى معركتهن الأخيرة مع المصريين. لجأ أهل الدين إلى (اللعب على وتر النساء والعيال) لم يكن دينا ولا يحزنون، دين آبائنا غير (دينأبو الجماعة). فقد نهى ديننا عن (التترس بالضعفاء). والتترس، هو استخدام أطفال المسلمين ونسائهن كأوراق ضغط.
لم يتصور أهل الفقه أن يأتى يوم، ويستخدم مسلمون أطفال المسلمين فى المبيت فى الشارع،
وتقدم صفوف التظاهرات، حماية للرجال.
لذلك جاءت أغلب نظريات الفقه عن التترس، فى مدى جواز قتل الترس المسلم الذى يحتمى به المشركون، خوفا من المسلمين.
أخذ الإخوان نساءهم فى رابعة (غسيل ومكوه). واتضح أن وجهات نظر فقهاء الجماعة تتغير من النقيض للنقيض بسرعة، على الكيف وعلى الهوى، وحسب الظروف.
مرة : صوت النساء عورة، لذلك، خلت قوائم الحرية والعدالة من روائح الإناث إلا قليلا. بينما فى الانتخابات : صوت المرأة واجب شرعى.. ومهمة وطنية.
مرة تكون القاعدة هى (قرار المرأة فى منزل الزوجية)، سمعة للآية الكريمة (وقرن فى بيوتكن). لذلك ففى تسفير الشيخ (أبو إسماعين) أن على نساء المسلمين الالتزام بالمنازل ،
لعدم مزاحمة الرجال فى المشقة والكد قبل عزل مرسى.
وبعد عزل مرسى، تظهر نساء الجماعة فجأة فى رابعة والنهضة، متقدمات الصفوف، تاركات العمل بالقرآن.
لو تعمد الإخوان كشف أنفسهم من آن لآخر، بتلك السرعة، ما فعلوا. مرحلة الحرب النفسية آخر معاركهم، وآخر دعواهم.
∎على طريقة وحدى بالبيت
فى نظريات الإعلام والحرب النفسية، تعلو مراتب استخدام النساء والأطفال والشيوخ فى اللعب على المشاعر، وإثارة العواطف.
وفى الحرب العالمية الثانية، شدد جوبلز وزير إعلام هتلر على منع نشر صور عن نساء اليهود وأطفالهن فى الطريق للمحارق، خوفا من مزيد من الهجوم الدولى. وفى التسويق السينمائى تضمن إحدى النظريات رواج التسويق بالأطفال، لذلك، دوى نجاح أفلام الطفل ماكولى كالكن (وحدى بالبيت) وقصص هارى بوتر. فالأطفال أحباب الله، وأحباب جمهور السينما والمجتمع الدولى.
فىرابعة، والنهضة، يود أن يقول الإخوان للعالم، أطفالنا فداء للإسلام. بينما اتضح أن أطفالهم، فداء لقيادات الجماعة.
يستخدم الأخوان أطفالهم، على طريقة المطرب محمد فؤاد فى أشهر أفلامه. لذلك، كان منظر بنت صغيرة وقفت على منصة رابعة، لتروى منام رؤيتها النبى (صلى الله عليه وسلم) نائما بجوار الرئيس المعزول.. يقطع القلب.
ولما فبرك الإخوان صور قتلى سوريا على فيس بوك، بزعم قتلهم عند الحرس الجمهورى.. استخدموا أطفالا. وفى محاولة اغتيال اللواء وصفى، وضع (المجاهدون) طفلة لم تتعدى الستة أعوام، إلى جوار السائق، ثم جروا على (فيس بوك) بأحاديث مجنونة عن قتل الجيش للأطفال.
وفى الحديث النبوى أنه : (لا يدخل الجنة من يعول). وفقها لا يجوز لعائل أن يلقى بمعوله إلى التهلكة. وعنه (صلى الله عليه وسلم) أوصى المسلمين فى المعارك بعدم التعرض لنساء أو أطفال أو عسيف الأعداء.
والعسيف هو العامل الأجير. وفى إحدى الغزوات، اقترح صحابى أن يخرج النساء والأطفال معهم شدا للأزر وتشجيعا للرجال، فغضب آخر وقال : نساءنا وعسيفنا أولى ألا يخرجون. تدعو الجماعة للقتل دفاعا عن الشرعية، بينما نهى الدين. يلعبون بالاطفال، ويتترسون بالنساء، جهادا فى سبيل الله، بينما نهى الدين، يكذبون، ويتمحكون، ويفتنون.. باسم الله، بينما نهى الدين.
يطالبون المصريين بدعم جماعات دينية، خرجت عن الدين حماية.. للدين؟!