يخطئ من يتصور أن المعسكر المتأسلم منقسم علي بعضه، فهو بكل ألوانه متحالف وبقوة السلاح تحت شعار كاذب أنهم يتعرضون لحرب ضد الإسلام.. من هذا المنطلق كانت مواقف حزب النور مبررة لمن يراقب هذا المعسكر ومفاجئة لمن لا يعرف، ورئيس الحزب يونس مخيون المشهور بتأرجحه ومواقفه المتضاربة كغيره من القيادات السلفية العجوزة والشابة من ياسر برهامي وحتي نادر بكار، كان يثني علي ثورة 30 يونيو والآن يقترب من موقف أبوالفتوح بالانقلاب علي الثورة الشعبية ووصفها بالانقلاب العسكري الدموي!
طبيب الأسنان أبو الست بنات والرجل الوحيد لمع بإنشائه الدعوة السلفية في البحيرة، ومهندس اللقاءات الأمريكية السلفية التي يتقنها السلفيون طوال الوقت وكان غريبا أن يعلن أنه كان سيحضر لقاء عزل مرسي في 3 يوليو برعاية السيسي لكن الطريق كان سهلا علي الأمين العام جلال المرة أكثر منه، رغم أنه حضر في النهاية، قيادات النور تفضل البقاء في الساحة بأية طريقة علي أمل أن يقودوا المعسكر المتأسلم بعد اختفاء الإخوان الذين سيجبرون علي الاحتماء وراء العباءة السلفية للعودة للمشهد من جديد. النور غاضبون من المساس الليبرالي والثوري بالدستور المتأسلم رغم ادعائهم أن الجيش وعدهم باللامحاسبة، وغاضبون أيضا من استمرار إغلاق القنوات الدينية بدون مبرر، ولا يزالون ينفون أن كل قواعدهم تركتهم وذهبت للاعتصامات الإخوانية، رغم أن الواقع يؤكد حتي المشايخ السلفيين ذهبوا لهناك لدرجة وجود خلافات كبيرة في الكواليس لهذا السبب بين مخيون وبرهامي من ناحية وسعيد عبدالعظيم وأمثاله من ناحية أخري، ومرشحة للتصعيد! النور وقياداته وفي مقدمتهم مخيون يهاجمون بطريقة شديدة ما وصفوه بالانفرادية والديكتاتورية للرئيس المؤقت وهاجم الإعلان الدستوري رغم اقتباسه جزءا كبيرا منه دستور .2012 ولا ننسي أن حزب النور عندما دعي للمشاركة في الحكومة رفض مخيون وإخوانه رغم موافقتهم علي خارطة الطريق، بل اعترضوا علي أسماء أثناء اختيار أعضاء الحكومة ليعطل الخارطة ووصل الأمر لتهديد إيناس عبدالدايم. بعض قادة الدعوة السلفية من مجموعة مخيون وبرهامي تردد كلام الإخوان الفارغ وتدعو من رابعة لعودة الرئيس المعزول بادعاء أنه منتخب شرعي. ومن المواقف المتناقضة لمخيون التي تفضح رقص النور علي كل الحبال، كلامه المتخبط عن مظاهرات المنصورة التي قيل إنه قتل فيها 6 نساء من الإخوان، حيث قال يونس إن الاعتداء علي النساء عمل إجرامي وخسيس وتتحمل السلطات المسئولية، ثم أدانه الإخوان بزجهم بالنساء في مواطن الخطر.. ورغم خطورة استمرار المظاهرات والاعتصامات والعنف من قبل الإخوان علي البلاد والأمن إلا أنه عندما قرر مجلس الوزراء فض الاعتصامات برابعة العدوية والنهضة لخطورته علي الأمن القومي.. قال مخيون نرفض فض الاعتصامات السلمية بالقوة، ثم تابع مبررا تصرفات الإخوان كما وصف الاعتصامات الحالية بأنه عمل إرهابي فضفاض يستعمل دائما لاتخاذ إجراءات مفتوحة بحجة محاربة الإرهاب، ولم نسمع من قبل إطلاق هذا الوصف علي معتصمي التحرير أو من كانوا يهاجمون المؤسسات ويحرقون المنشآت وكذلك من كانوا يهاجمون قصر الاتحادية بالمولوتوف ويحاولون اقتلاع باب القصر الرئاسي.. وهاجم بعض القوي العلمانية علي موقعه علي فيس بوك بعد تسريب فيديو يهاجمون فيه النور قائلا: هذا اللقاء المنشور وضح وأكد عدة معان منها أن متطرفي العلمانيين منعزلون عن الشعب المصري ولا يعرفون طبيعته وعدم احترام هؤلاء القوم لإرادة الشعب بل احتقارهم لها.. ففي الوقت الذي يمجدون دور الجيش في استجابته لإرادة الشعب يطالبون بإلغاء دستور ثم الاستفتاء عليه وجاز علي موافقة أغلبية الشعب. ويبدو أن الأيام القادمة تخفي للدعوة السلفية وذراعها السياسي حزب النور ما لا تحمد عقباه، ولا يتمنونه خاصة أن الخلافات تتصاعد بين قيادات منهم في مقدمتهم مخيون وبرهامي ومن ناحية أخري الإخوان وحلفاوهم من الدعوة السلفية بالذات بعد الدعوة لإقالة مكتب الإرشاد ومجلس الدعوة السلفية!