الجميع يشاهد مؤسسة «روزاليوسف» تحترق وتنهار والكل يقف موقف المتفرج.. والمالك الحقيقى لها مجلس الشورى.. لم يحرك ساكنا، واكتفى فقط بدفع جزء من المرتبات رغم أن المؤسسة تحتاج إلى ضخ أموال بالملايين لشراء ورق وأحبار ودفع مستحقات العاملين المتأخرة حتى تعمل المطابع من جديد! زملاؤنا فى المطابع والإدارات الأخرى يعتصمون فى الشوارع أمام المؤسسة مطالبين بتشغيل المطابع التى توقفت حتى يستطيعوا الحصول على أجورهم، لكن لا حياة لمن تنادى، وكأنها مؤامرة كبرى لإغلاق هذه المؤسسة العريقة! نقابة الصحفيين تحاول بكل الطرق الوقوف بجانب المؤسسة رغم تحركها المتأخر، لكن ليس بيدها حيلة، وبعض أعضاء الشورى يحاولون الوقوف بجانبنا حتى تستطيع المؤسسة العودة مرة أخرى إلى ما كانت عليه خاصة بعد توقف إصداراتها مساندة لمطالب عمالها. ناجى الشهابى - عضو مجلس الشورى ورئيس حزب الجيل الديمقراطى - قال: «روزاليوسف» من أعرق المؤسسات الصحفية فى مصر، ولا يمكن أبدا أن نتركها تغرق فى الديون بهذا الشكل ولا يستطيع أحد مهما كان أن يتسبب فى إغلاقها ولن نترك الصحفيين والعاملين فى هذه المؤسسة العريقة يواجهون الأزمات وحدهم، ولابد أن تكون هناك حلول سريعة وعاجلة وجذرية لهذه المؤسسات التى تعتبر جزءا أصيلا من تاريخ مصر. وأضاف: «روزاليوسف» ظلت سنوات طويلة وهى تقود حركة التنوير فى مصر وتحارب خفافيش الظلام والكل يشهد لها بذلك، وسوف نبذل جهودنا من أجل حل مشاكلها مهما كانت هذه المشكلات، ولن يتم إغلاقها أبدا أو وقفها عن الصدور لأن هذا معناه إغلاق جزء مهم من تاريخ مصر الصحفى والسياسى معا. صلاح الصايغ - عضو مجلس الشورى عن حزب الوفد - قال: لن يجرؤ أحد فى مصر على إغلاق مؤسسة «روزاليوسف».. هذه المؤسسة التى يشهد لها الجميع بأنها كانت فى أوقات عصيبة شوكة فى حلق الأنظمة فى مصر، ولن نترك المؤامرة تصل إلى حد إغلاق مثل هذه المؤسسة أو وقفها عن الصدور، لأن هذا معناه أن تاريخ مصر يتم القضاء عليه وهذه مؤامرة لن نسكت عليها وسوف نبذل كل جهدنا من أجل الحفاظ على هذه المؤسسة وعلى حقوق جميع العاملين فيها بكل الطرق ونحن جميعا مع المؤسسة فى كل الطرق التى تتخذها من أجل استمرارها ووقوفها على قدميها حتى تظل قائدة التنوير فى مصر، وحتى لا يتم قطع أرزاق العاملين فيها من عمال وإداريين وصحفيين وموظفين
محمد أبوالعينين حنفى - رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الوفد - قال لنا: المؤسسات الصحفية القومية فى مصر ملك للشعب المصرى وليست ملكية خاصة لأحد حتى يتآمر عليها أو يغلقها أو يوقفها، والشعب المصرى كله يعلم ذلك، ويعلم أن هذه المؤسسات الوطنية هى مؤسساته التى يجب أن ندافع عنها وليس مطلوبا من هذه المؤسسات الدفاع عن الأنظمة أو الجماعات أو التيارات، هذه المؤسسات تعمل من أجل الشعب المصرى فقط. و«روزاليوسف» تحديدا تاريخ طويل من النضال لا يمكن أبدا أن يتم القضاء عليه بهذا الشكل، وسوف نقف معها وندعمها من أجل أن تستمر فى دورها التنويرى والتثقيفى وليس هذا من أجل أبنائها وحسب، بل من أجل الشعب المصرى كله الذى له حق أن تكون هذه المؤسسة ودورها التنويرى فى خدمته وتنشر له الحقائق كاملة وحتى لو كانت هناك تجاوزات من وجهة نظر البعض، فهذه التجاوزات يمكن تداركها بطرق مشروعة لا بغلقها ووقفها كما يحدث الآن. وفى «روزاليوسف» استقبلت المؤسسة يوم الأربعاء الماضى وفدا من نقابة الصحفيين مكونا من جمال فهمى وكيل النقابة وجمال عبدالرحيم النائب الثانى للنقابة وحضره عدد من الصحفيين والإداريين والعاملين فى المؤسسة اتفق فيه الجميع على ضرورة الوقوف صفا واحدا فى وجه هذه المؤامرة التى يمكن أن تدمر المؤسسات الصحفية القومية. وأكد فهمى أن ما يدور فى «روزاليوسف» هو مؤامرة حقيرة على المؤسسات الصحفية القومية لأن ما يحدث فى «روزاليوسف» حدث بالأمس فى مؤسسة دار الهلال وسوف يحدث فى مؤسسة دار المعارف من أجل التخلص من هذه المؤسسات التى هى جزء أصيل من ممتلكات الشعب المصرى الذى لن يسكت ولن يتهاون فى ضياع هذه المؤسسات، ونحن كنقابة صحفيين لن نترك هذه المؤسسات تضيع من أجل عدم استطاعة فصيل سياسى يحكم البلاد الآن فى السيطرة عليها ولأن هذه المؤسسات تقف لهذا الفصيل بالمرصاد فى تحقيق أهدافهم الخبيثة. وأضاف: من الآن يجب أن نضع خطة حتى نستطيع فضح هذه المخططات أمام الجميع من خلال عقد لقاءات فى نقابة الصحفيين بحضور جميع العاملين والصحفيين فى المؤسسات الثلاث «روزاليوسف» و«دار الهلال» و«دار المعارف» لمناقشة ما يدور حول تحطيم هذه المؤسسات وكشف مؤامرة توقفها عن العمل حتى تتم تصفيتها نهائيا بمشاركة جميع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة ومجلس نقابة الصحفيين بالكامل ونعرض ما توصل إليه الاجتماع على الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين التى هى فى حالة انعقاد مستمر عليها لاتخاذ قرارات واضحة وصريحة لمساندة هذه المؤسسات الصحفية قبل أن يستحوذ عليها بعض الذين يتربصون بها ويحاولون السيطرة عليها ووضعها تحت أيديهم. وأضاف فهمى: لن نقف مكتوفى الأيدى أمام مؤسسات الشعب المصرى التى ظلت وستظل تدافع عنه وتقف بجواره دون النظر لانتمائه لأى حزب سياسى. وأكد فهمى أن الأمر لن يقف عند هذا الحد، فإن نقابة الصحفيين على استعداد تام لعقد مؤتمر صحفى موسع بعد ذلك حول ما يحاك بالمؤسسات الصحفية القومية فى مصر فى عهد النظام الحالى الذى يحاول تصفية المؤسسات الصحفية القومية ذات التاريخ الكبير فى النضال السياسى فى مصر يحضره كل المهتمين بالصحافة والإعلام والثقافة فى مصر. فى حين أكد جمال عبدالرحيم - رئيس تحرير جريدة الجمهورية المقال من قبل مجلس الشورى الذى حصل على أحكام قضائية نهائية بالعودة إلى عمله ولم يستطع تنفيذ الحكم بأن الشورى له رأى آخر فى هذه المؤسسات الصحفية، فهو يحاول قبل إقرار القانون الخاص بالهيئات الوطنية للصحافة والإعلام إغلاق «روزاليوسف» و«دار الهلال» وتوزيعهما على المؤسسات الكبرى كالأهرام والأخبار ودار التحرير فى الموازنة الجديدة، والدليل على ذلك أن لجنة الثقافة والإعلام والسياحة بمجلس الشورى اعتمدت فقط مبلغ 40 مليون جنيه لدعم المؤسسات الصحفية وهو مبلغ ضعيف للغاية ولا يفى بالغرض نهائيا خاصة أن هناك إصدارات داخل هذه المؤسسات فى حالة انهيار كامل بسبب سياساتها التحريرية وأحيانا بسبب عدم تدفق الإعلانات كما كانت فى الماضى. وأضاف: هذه المؤسسات تحتاج إلى مبالغ ضخمة لإعادة تعويمها وتحديث مطابعها حتى تستطيع المنافسة، ولذلك كان يجب على الشورى ضخ أموال داخل هذه المؤسسات حتى تستطيع بعد ذلك الاعتماد على نفسها بدلاً من النظام الذى يتبعه الشورى الآن من دفع جزء من المرتبات فقط، مما يجعل هذه المؤسسات فى حاجة إلى الشورى بشكل مستمر، وهو الأمر الذى يحاول الشورى أن يظهره أمام الجميع بأن يقوم بدفع المرتبات للعاملين فى هذه المؤسسات ويحاول إظهار المؤسسات أمام الجميع بأنها مؤسسات خاسرة حتى يستطيع أن يظهرها بمظهر سيئ أمام الرأى العام. من ناحية أخرى أكد صفوت عبدالغنى - عضو حزب البناء والتنمية - الذراع اليمنى للجماعة الإسلامية أن سياسة حزب البناء والتنمية ضد إغلاق أى مؤسسة أو أى صحيفة مصرية، ونتمنى أن تعود الحياة إلى هذه المؤسسة وتعود للصدور مرة أخرى.