ولأننا شعب كومبارس ليس له فى الطور أو الطحين.. لا يشارك فى الأحداث الدائرة حوله.. ولا يملك رفاهية النطق بحرف واحد فى فيلم الموسم: المخطوفين السبعة.. حيث تغيب عنا الحقائق والتفاصيل.. فإننى أعلن التمرد والعصيان وانسحابى التام من الفيلم.. وامتناعى عن العمل كومبارس صامت مرة أخرى.. وأسأل الله - ولا يكثر على الله - أن أظفر بدور البطولة مرة واحدة.. أو حتى العمل كومبارس ناطق يقول فى الفيلم كلمة واحدة وخلاص..! الكومبارس الصامت هو أدنى أنواع المشاركة الدرامية.. مكانه المفضل ومحله المختار فى خلفية المشهد.. لا ينطق ولا يتحرك والأحداث تدور أمامه.. وهو ساكن صامت هامد.. يتفرج فقط.. والخيبة أن الكومبارس هم الجمهور الحقيقى الذى يقوم عليهم الفيلم.. فى الانتخابات مطلوب منا نحن الكومبارس أن نقف فى طوابير طويلة.. وأن نصوت للأبطال ونبصم لهم بالعشرة.. فى الجنازات نحن أول الحاضرين المشاركين بالبكاء والعويل والحزن الحقيقى.. فى حين أن كاميرات التليفزيون وفلاشات المصورين تهتم بالأبطال على حسابنا.. فى الحفلات نحن المنظمين المبتسمين فى خلفية المشهد الذى يتصدره الأبطال.. وفى الأحداث اليومية.. نحن ملح وفلفل الحدث.. فى حين يمر الأبطال أمامنا مرور الكرام فتتبعهم الكاميرات التى لا ترانا أبدا..! وحتى فى الحروب والمعارك.. نحن المصابين.. ونحن المخطوفين.. وفى الكوارث نحن المقتولين.. وطوال حياتنا لا نحقق إنجازا عليه القيمة.. مع هذا نحن العبء وسبب المشاكل لكل العاملين بالفيلم..! نحن سبب المشاكل وأصل البلاء.. نحن العبء على كل الحكومات.. لأننا نأكل ونشرب ونستخدم المواصلات العامة.. ونسعى للحصول على الأنبوبة.. ونطالب بحقنا فى رغيف العيش.. بما يسبب لهم الإزعاج.. فتخرج علينا خطاباتهم وأحاديثهم التليفزيونية تؤكد أننا مواطنون زائدون عن الحاجة.. وتسعى كل الحكومات.. فى كل العهود.. للتخلص منا واختصار أعدادنا..! أحيانا تشعر أن الحكومات ليست فى حاجة إلينا.. الحكومات تسعى للحصول على مواطن أو كومبارس «روبوت» لا يأكل ولا يتنفس ولا يكلفها عبء توفير الطعام والشراب والمواصلات العامة والنور والكهرباء والغاز وأنبوبة البوتاجاز..! وهل شاهدت فيلم الموسم: المخطوفين السبعة.. لقد دارت أحداث الفيلم بعيدا عنا.. وأنت لا تعرف بالضبط ما الذى حدث.. ولماذا وكيف.. لا تعرف التفاصيل التى توفرها حكومات بلاد برة لمواطنيها.. أنت تتفرج على الأحداث فى بلادك من خلال التليفزيون دون أن تشارك فيها بحق وحقيقى.. أنت تتفرج وتتابع وكأنك تتفرج على فيلم أجنبى.. فيلم غابت عنه الإثارة والتشويق والمتعة.. فيلم أنت تعرف نهايته قبل أن يبدأ.. وفى نهاية الفيلم.. وبعد استعادة الجنود المخطوفين يتم استدعاؤك على اعتبار أنك كومبارس محترف.. يتم استدعاؤك للتصفيق لحظة وصول المخطوفين.. والهتاف بحياة الرئيس. ولأننا كومبارس صامت.. لا يجوز لنا الكلام.. فإنه لا يحق لنا حتى أن نسأل.. إيه الحكاية بالضبط..!