فى مشهد عبقرى فى فيلم «عفريتة إسماعيل ياسين»، يخاطب فيه الفنان «محمد كمال المصرى -شرفنطح» ابنته زينات صدقى «زلابية» موضحا لها كيف يحافظ على «بدلته نضيفة ومش دايبة»، فيقول: «طَب ما أنا بقالى واحد وعشرين سنة موظف حكومة مادبتش ليه! اتعلمى منّى.. عندى بدلة واحدة أكون خارج ألبس عليها البياضات، أدخل على المدير أشيل البياضات! أهه حكومة الإسلامبوللية فعلا أول من أخذ بالنصيحة، حتى إنها بحق يمكن أن يطلق عليها «حكومة البياضات»!!مسئولونا الحكوميون يرتدون البياضات حفاظا على شكلهم الإسلامبوللى أبو دقن أمامنا وأمام العالم، لكن للأسف ملابسهم تحتها دايبة وهرأتها الرقع والبقع أيضا!!وزير الإعلام السيد صلاح عبدالمقصود يخرج من مكتبه متوجها لحديث إعلامى مرتديا كامل بياضاته ك«إسلامبوللى بزبيبة»، ثم عند مواجهة أول «زلابية» يخلع البياضات فتظهر جلية ملابسه «التحتانية» وهى كما يبدو مش ولابد، فعلها قبلا مع السورية «زينة يازجى» راجيا «ألا تكون أسئلتها له سخنة زيها»، ثم فى الدقى وأثناء «تشريفه بالبياضات» لحفل توزيع جوائز مصطفى وعلى أمين الصحفية مجددا «قلع البياضات» مع صحفية محترمة سألته «أين حرية الصحافة»، فأجاب بمنتهى الزبيبة «ابقى تعالى وأنا أقولك حرية الصحافة فين»! الحق أن السيد رئيس الوزراء له بياضاته أيضا، وكان أن خلعها فى مكتبه عندما سب محافظة من بابها فى شرف نسائها.. مؤكدا «عن علم» أنهن يذهبن للغيط كى يغتصبن بينما يتوجه الرجال فى بنى سويف للمسجد للصلاة، وفات هشام قنديل - بدقنه وزبيبته - أن يوضح من يغتصب السيدات فى الغيطان فيما الرجال فى المسجد، كنت أرجح أنهم السنافر بقى، حيث يدأب سيادته على اللعب فى قريتهم أونلاين، ونحمد الله أنه لم يخلع البياضات هناك أيضا فيقولك السنافر بيروحوا الغيط يغتصبوا، وشرشبيل وهلهول بيروحوا المسجد يصلوا! مولانا رئيس الوزراء أيضا لم يفته أن يقدم نصيحة للنسوان ببياضاته موضحا أهمية غسيل ال«صدر» عشان الإسهال إللى ماشى فى البلد، خاصة أن المعروف أن النساء فى مصر غالبا لايرتدين بياضات مالم يكن إخوانيات، وممكن نسأل المناضلة شاهندة مقلد، والعظيمة مرفت موسى.وزير الإعلام أو حتى رئيسه المباشر رئيس الوزراء حيالله مسئولان كبيران فى الحكومة، ولعلنا لا نعول عليهما إذا كان «رب البيت بالدف قبلا يهرش» أمام رئيسة وزراء استراليا، حيث كانت بياضاته فيما يبدو بتوجعه أمام اللحم الأسترالى المستورد. الأمر فعلا يستحق وقفة، أعنى النظرة الإسلامبوللية للمرأة، كأداة جنس صريحة وكفى، أن كل نماذج النساء اللاتى حظين بنصيبهن من التحرش وقلع البياضات على يد المسئولين الإخوانللية - يدهم وزبيبهم ودقونهم وأشياء أخرى - كلهن بلا استثناء سيدات عاملات يتسمن بقدر لائق ومقبول من الأناقة، وبعضهن رفضن صراحة الإسفاف والابتذال فى الخطاب معهن كالإعلامية «زينة يازجى»، بما يشى بتوجه عام لدى هذا التيار الثيولوجى الحاكم فيما يخص تعامله مع المرأة التى لا يمكن تصنيفها تحت بند «أم أيمن»!!! إن المرأة المصونة التى لا ينبغى المساس أو التحرش بها ينبغى أن تتفق ومعايير «أم أيمن»، و«أحمد»، و«الحاجة باكينام»، وقد أتفهم أن يكون هذا التقديس المزعوم منبعه احترام حقيقى لهذا النموذج النسائى، نموذج الأخوات أعنى، لكن من الجلى تماما هنا أنه ليس تقديسا ولا احتراما بقدر ما هو «ازدراء» لهن، نفس نظرية البياضات، امرأة ببياضات لزوم رضا الرب، وأخرى بلا بياضات لزوم إرضاء الشهوة، ويؤسفك ويخجلك إلى حد الفضيحة كامرأة أن الأخت فى الجماعة ترتضى هذه النظرية جدا، ترتضيها إلى حد اعتناقها والتمسك بها والترويج لها والدفاع عنها ربما بأكثر مما يفعل ذكورهن فى الجماعة! يجرى هذا فى الوقت الذى تدور الآلة الإعلامية بقيادة «شبه جزيرة قطر التليفزيونية» على أشدها من أجل ترويج الهيئة المظهرية لشيخة قطر «موزة» باعتبارها «الموديل العصرى للمسلمة العربية المحجبة المتدينة»، للحق المهمة عسيرة للغاية، فكثيرا ما تكون صورة الموديل نشازا، نشازا إلى أقصى درجة بحيث لا تقبل امرأة عاقلة محجبة من عدمه أن تكون فى آخر الأمر شبه ال«موزة» حقيقة لا مجازا، ناهيك عن أن هذا الإعلام الخليجى نفسه سبق أن غض الطرف عن أخبار من نوعية إنفاق الشيخة لنحو خمسين ألف دولار فى أقل من ساعة لزوم شراء ملابس داخلية ولانجيرى، أشياء تعلمت أخوات الجماعة ألا يتحدثن عنها إلا سرا، وفى الحرملك من أجل الفراش ومتعة الفراش فقط، وليس لأحقيتهن كنساء فى ارتداء هذه الملابس عموما، كما يرتدى الرجل البوكسر والبيجاما للفراش أو دونه!! لقد بات الوضع مئززا فعلا، أن يتم استدراج مجتمعات باكملها إلى عصور القيان والغلمان والحرملك وجواريه، لهو أمر لم يعد محتملا، لاسيما فى ظل الجهد الدؤوب للإخوات فى هذا السياق، الجهد الذى لا يقابله تصد حقيقى للتيار الليبرالى النسائى الذى يقف مكتوف الأيدى أمام التطبيق العملى لنظرية البياضات وتدريسها لكل زلابية ألقاها حظها العثر فى طريق التعامل مع هذه الجماعة بشقيها ذكرانهم وإناثهم، ولعلى أتذكر الجملة الختامية للفنان شرفنطح فى هذا المشهد الساخر إلى حد الوجع «زلابية.. فرررملة»!!