قدم نفسه للمتشددين على أنه النسخة المسلمة للمختل المسيحى «زكريا بطرس».. إنه «أحمد محمود عبدالله» أو «أبوإسلام» حارق الإنجيل ورافع الحذاء فى وجوه الثوار، تحيطه الكثير من علامات الاستفهام المستفزة، فهو رمز لسيطرة الظلاميين على الساحة المصرية وبشكل يؤهل لبيئة خصبة للفتنة والانقسام، وللأسف هناك من يؤيدونه، بل يحاولون تصويره على أنه بطل سجنه الإخوان فى غياهب الزنازين لإرضاء «الصليبيات»!
«روزاليوسف» قلبت فى دفاتر هذا المدعى وقناته التى تطل علينا بأسود الآراء، واخترقت السياج الغامض الذى يحاول أتباعه فرضه عليه! المفاجأة المفجعة أن «أبوإسلام» حامل كارنيه عضوية نقابة الصحفيين من باب كتاب المختار الإسلامى الذى ظل فترة طويلة تحت سيطرة الإخوان، وكذلك جريدة الأسرة العربية وجريدة الحقيقة وغيرها من الصحف الصغيرة التى ظلت الباب الخلفى لدخول أعضاء التيارات الدينية لنقابة الصحفيين. «أبوإسلام» طوال حياته وهو يحلم بدور إعلامى، فاختار أن يكون مدخله تقديم نسخة مسلمة للقس «زكريا بطرس» صاحب قناة الحياة المسيحية والتى يكرهها أغلب مسيحيى مصر، فظهر «أبوإسلام» على قناته «الأمة» فى أواخر 2008 كرجل دين إسلامى رفضه أغلب المسلمين أيضاً بعدما اشتهر بالهجوم على المسيحية! وتخصص فيما بعد فى ملف «أسلمة» القاصرات المسيحيات مما زاد نار الفتنة أكثر وأكثر، وتم غلق القناة ومنع أبوإسلام من الظهور على الشاشات! وظهر لأبوإسلام العديد من الكتب منها التى تشرح خطط وعمليات التبشير فى المنطقة ومنها الرد على القساوسة والأحبار، لكن الذى أعاد أبوإسلام إلى الظهور وبقوة ثورة يناير، التى اتخذها وسيلة لنشر أفكاره مرة أخرى عبر قناة الأمة التى عادت إلى النايل سات. واعتبر نفسه حامى حمى الإسلام ضد الكنيسة وبدأ فى نشر قصص أسلمة الأقباط على القناة،ومع مرور الوقت خصص برامج داخل القناة للمنتقبات فقط. ووجد ضالته فى الفيلم المسىء للرسول وحرق الإنجيل رداً على حرق القس المختل «تيرى جونز» الذى حرق المصحف، واعتبر نفسه مدافعا عن النظام الإخوانى وهاجم وتطاول على كل من يمسه بكلمة! والسؤال الأهم: من يقف وراء «أبوإسلام» ومن يمول قناة الأمة ومن الذى يترك له الساحة يفعل ما يشاء دون محاكمة حقيقية! ابنة أبوإسلام «آلاء» وهى المتحدث الإعلامى للقناة، قالت لروزاليوسف: أولا يجب أن نفرق بين أحمد عبدالله الكاتب الصحفى وبينه كرجل إدارى له قناة يديرها، رافضة توصيفه بلقب شيخ لأنه صحفى فى المقام الأول وهو لا يعمل بشكل دعوى وبرنامجه «حزب الله» هو برنامج سياسى، ثانيا إن كنت تقصدينه كأب فهو أب مثالى حنون جدا ومرح ويحب أننا نخرج ونعيش سننا، وهو لا يكبت حريتنا، بل يدعونا للخروج والتنزه للترويح، ولكنه فى العمل هو شخص مختلف تماما فهو شخصية جادة ولا يحب التهاون أو التقصير فى العمل، ويتعامل بحزم شديد مع المقصر، كما أنه يفصل بين العمل والبيت بشكل شديد.. ففى العمل لا يقبل المجاملات حتى لو مع ابنته وهذا لا يعنى أنه منغلق أو لا يضحك مع الناس، ولكن مادام العمل يسير بشكل طبيعى دون تقصير، وتضيف «آلاء» ضاحكة: فى العمل يوبخ المقصر وينال جزاء تقصيره.. أما فى البيت بيزعق شوية وخلاص. «ياسر عامر» مسئول الإخراج بقناة الأمة الفضائية حتى عام 2007يقول: إن إبوإسلام شخص دمث الخلق ومحترم جدا ولكنه فى نفس الوقت غيور جدا على الدين ولا يقبل الهجوم على ديننا أو الإساءة إلى الرسول، ولا يحب المشاكل أو يسعى إليها ولكنه لا يقبل أن يتعدى أحد على الدين ولهذا يجده الناس يتحدث بحماسة شديدة جدا عنه أثناء تقديم البرنامج. يتفق معه أحد العاملين الذى رفض ذكر اسمه أن أبوإسلام شخص يحب مشاغبة الناس من باب الدعابة وإضحاكهم وليس من أجل اختلاق المشاكل ويحب الضحك كثيرا، ولكنه فى العمل شخص ديكتاتورى جدا يتدخل فى كل تفاصيل العمل ويريد أن تنفذ كل توجيهاته فى العمل حتى إن كانت خطأ، ويضيف: إنه إذا قال أحد ضيوف البرنامج كلاما لا يعجبه يعيد التسجيل مرة أخرى، وأضاف أنه عندما يغضب يتحول لشخص آخر غير الذى نعرفه، وعند سؤاله عن رفض ذكر اسمه قال: هذا لأن أبوإسلام لا يحب أن تظهر تفاصيل إدارته لأحد، ونحن هنا نحاول ألا نعصبه لأنه ضيق الخلق بسبب إصابته بمرض السكر وأيضا بسبب تقدمه فى السن، وعن مدى استقرار العاملين بالقناة.. أضاف المصدر أنه لا يوجد استقرار للعاملين بالقناة.. فهو دائما يقوم بتبديل فريق العمل وإن كنا لا نعرف السبب. أما تامر هلالى مسئول المونتاج السابق بالقناة فيقول: عملت فى القناة لمدة 9 أشهر ولم استطع المضى قدما فى العمل مع هؤلاء الناس، فى لقائى الأول مع أبوإسلام تشعر من الوهلة الأولى أنه ملاك يمشى على الأرض ولكن مع مرور الوقت تتكشف الصورة كلية، فهو مختلف تماما عما يراه الناس أمامهم، ويقول: أولا على المستوى المهنى فهو لا يعرف مهنة التليفزيون ويتدخل فى كل صغيرة وكبيرة دون دراية، وإذا اختلفت معه فى الرأى تجد نفسك أمام شخص مختلف ويقول كلاماً لا يجب أن يصدر عن شخص يدعى أنه يفهم الدين وهذا حدث معى مرارا عندما رفضت أن أقوم بعمل مونتاج لماتريل فيديو سمعت كلاماً غريباً جدا مثل: أنا وقت الجد ببقى صايع وبلطجى.. متفتكرش عشان أنا شيخ حسكتلك، فشعرت أننى أمام مسجل خطر وليس شيخاً، وعن سبب تركه للقناة قال: أغلب المواد المصورة للهجوم على المسيحيين، والإسلام ليس هجوماً على المسيحيين مما جعلنى أترك القناة وغير مقتنع بما يقوله من الأصل، وعن تمويل القناة ورواتب الموظفين يقول «هلالى»: إن القناة تقوم على تبرعات المشاهدين ورجال الأعمال أما بالنسبة إلى الرواتب فقال: إنه يدفع الرواتب دون نقصان حتى وإن تأخرت عن مواعيدها، وانتقد «الهلالى» سياسة قناة «أبوإسلام» التى تعتمد على الشحاتة باسم الدين! يقول«محمود حجاج» معد برامج: لم أعمل بالقناة على الرغم من جلسات العمل التى جمعت بينى وبينهم لتنفيذ أحد البرامج إلا أننى وجدت أن لديهم توجهاً ممولاً يستخدمون فيه شعارات الدين لخداع الناس، الأمر الذى جعلنى أتراجع وأعتذر عن العمل معهم بعد مرور أكثر من شهر، على الرغم من أننا كنا على وشك التنفيذ الفعلى!!