أدان وزير الخارجية محمد عمرو سلسلة الغارات الجوية التى تقوم بها إسرائيل ضد قطاع غزة، والتى أسفرت عن استشهاد أحمد الجعبرى، قائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكرى لحركة حماس. واعتبر عمرو التصعيد الإسرائيلى غاية فى الخطورة ويأتى فى مرحلة حرجة تمر بها المنطقة، الأمر الذى يهدد بإشعال الموقف بصورة خطيرة، مطالبا إسرائيل بوقف غاراتها على قطاع غزة فورا، وتفادى كل ما من شأنه تصعيد الموقف. وحذر عمرو إسرائيل من مغبة التصعيد وما يمكن أن يكون له من انعكاسات سلبية على أمن واستقرار المنطقة.
كما أبلغت وزارة الخارجية السفير الإسرائيلى فى القاهرة رسالة احتجاج شديدة اللهجة على العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة، وطالبت مصر فى الرسالة بالوقف الفورى للعدوان على القطاع.
وفى هذا الإطار قامت مصر بسحب السفير المصرى من إسرائيل وطلبت فجر الخميس رسميا عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن بالأممالمتحدة لبحث العدوان الإسرائيلى الغاشم على الشعب الفلسطينى فى غزة وصرح الوزير المفوض عمرو رشدى، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية بأن السفير معتز أحمدين خليل، مندوب مصر الدائم لدى الأممالمتحدة، بعث برسالتين عاجلتين إلى كل من رئيس مجلس الأمن (المندوب الدائم للهند) والسكرتير العام للأمم المتحدة لطلب عقد الجلسة، وقد أعرب السفير خليل فى رسالته عن انزعاج مصر الشديد إزاء العدوان الإسرائيلى على غزة، مضيفا أن هذا الهجوم من جانب الاحتلال الإسرائيلى يعد انتهاكا للقانون الدولى ويتضمن القيام بعمليات قتل خارج إطار القانون وتدميرا لممتلكات الشعب الفلسطينى، مما يتطلب تحركا عاجلا من المجتمع الدولى، وبخاصة مجلس الأمن لمواجهة هذا الوضع الخطير الذى يهدد السلم والأمن الدوليين.
وطالب السفير المصرى مجلس الأمن بعقد جلسة طارئة لبحث العدوان وللنهوض بمسئوليته عن حفظ السلم والأمن الدوليين من خلال اتخاذ جميع الإجراءات الكفيلة بوقف العدوان على الفور.
وفى اتصال هاتفى مع السفير معتز أحمدين خليل مندوب مصر الدائم فى الأممالمتحدة قال فى تصريحات خاصة ل (روزاليوسف) أنها المرة الأولى التى يستجاب فيها بهذه السرعة لطلب مصر بعقد جلسة لمجلس الأمن، فقد عقدت جلسة طارئة بعد خمس ساعات من تقديم مصر الطلب موضحا أن الجلسة كانت مغلقة وحضرتها ال 15 دولة ومندوب إسرائيل ومندوب فلسطين ولم تخرج الجلسة بقرار ولكن دارت مناقشات جادة فتقدمت المغرب وباكستان والهند وجنوب إفريقيا والصين وروسيا ببيانات كثيرة وتحدثوا خلال الجلسة المغلقة عن أن هجوم إسرائيل على غزة بتلك الطريقة غير مبرر ولا يتناسب وحجم ونوعية الصواريخ التى تستخدمها حماس ضد إسرائيل وحتى البيانات الغربية التى تحدثت عن حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها وتأمين دولتها تحدثت عن ضرورة وقف العنف وضبط النفس أيا كان المصدر والسبب.
وأضاف السفير خليل أن وكيل السكرتير العام للشئون السياسية قال خلال الجلسة أن السكرتير العام للأمم المتحدة تحدث مع الرئيس محمد مرسى وكذلك ذكرت سفيرة أمريكا أنه عندما حدث الهجوم على غزة اتصل الرئيس أوباما: برئيس وزراء إسرائيل ودعا إلى التهدئة وضرورة ضبط النفس، وكذلك اتصل بالرئيس المصرى وأشاد بدور مصر الإقليمى المهم، وأبلغه أنه يضع أملا كبيرا فى أن تساهم مصر فى احتواء الأزمة واستطرد : أنه لو لم تطلب مصر بشكل عاجل عقد تلك الجلسة لما انعقدت وأن هدف مصر من تلك التحركات وقف العدوان تماما وأنه إذا لم يتوقف العنف ستدعو لجلسة أخرى لكى يلعب مجلس الأمن دوره للحفاظ على السلم والأمن الدوليين، واتخاذ اللازم لوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية بغزة.
وخلال كلمته أمام الدورة التاسعة والثلاثين لمجلس وزراء خارجية الدول أعضاء منظمة التعاون الإسلامى دعا وزير الخارجية محمد كامل عمرو أن يصدر عن الجلسة التى عقدت الخميس الماضى بجيبوتى بيان يوضح موقف الدول أعضاء منظمة التعاون الإسلامى من هذا العدوان الغاشم على غزة ويتضمن إدانة واضحة له.
كما يعرب عن تضامننا التام مع أشقائنا فى غزة وأضاف: إن مصر موقفها ثابت واضح، مؤكدا أن مصر لا تقبل أى هجوم إسرائيلى على أرض فلسطين.
ونقف بجانب الحق وندعم كفاح الشعب الفلسطينى لاستعادة أرضه المحتلة وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية.∎