لا أدرى لماذا يصر المسئولون فى مصر على ترك أزماتهم ومشاكلهم حتى تتضخم وتستفحل بما تستعصى على الحل! يحدث ذلك منذ عقود وينطبق ذلك على الأوضاع الصحية والتعليمية والاقتصادية.. ورغم هذا يمكن إصلاح تلك المشاكل وإن كانت ستستغرق سنوات، لكن هناك أزمات لا يمكن الانتظار عليها لأن حدوثها يعنى كوارث يمكن أن تودى بالبلد. منذ سنوات ونحن نطالب بالاستعداد للتصدى لظاهرة التغير المناخى ومدى تأثيرها البالغ على مصر سواء فى ارتفاع سطح البحر وغرق بعض أراضى الدلتا وارتفاع درجة الحرارة وتأثيرها على المحاصيل الزراعية وتزايد الجفاف والتصحر.. ومع ذلك لم يتم اتخاذ أى خطوات فعالة لأي ظواهر قد تحدث..تخيلوا.. المصريون لا يعنيهم ولا يشغلهم وبال التغيرات المناخية وناس مثل الألمان يحاولون مساعدة مصر بكل الإمكانات والوسائل لمواجهة الأزمات المترتبة على الظاهرة بدون أى هدف أو غرض سياسى.. فعلى مدار عام كامل تقوم الهيئات العلمية الألمانية بعقد ندوات وورش عمل شهرية فى القاهرة لمناقشة جميع جوانب الظاهرة والآثار الاقتصادية المترتبة عليها والتأثيرات المترتبة على عوامل الهجرة والبطالة.
تلك الهيئات الألمانية التى أعدت منتدى القاهرة للتغير المناخى استعانت بكل الخبراء الدوليين فى المجالات العلمية والبيئية والاقتصادية من ألمانيا ومصر والأمم المتحدة ليقدموا كل ما لديهم عن تأثير التغير المناخى على مصر وسبل المواجهة.. تلك الهيئات الألمانية فتحت أبوابها لكل المصريين ودعتهم للمشاركة والمناقشة والحوار مع الخبراء والمسئولين فى مصر وألمانيا ودول أخرى.. واستطاع هذا المنتدى أن يحدث تأثيرا إيجابيا لدى المشاركين المصريين.
بقدر إعجابى بندوات هذا المنتدى إلا أنه أثار غضبى وتساؤلى: هل الألمان أكثر حرصا على صحة وحياة واستقرار المصريين؟ هل الألمان أكثر حرصا على الأراضى والبحار المصرية؟! هل الألمان أكثر اهتماما بالشأن المصرى من المصريين؟! لو اهتم المصريون بأى مشكلة قدر اهتمام الأجانب بها لانتهت كل همومهم!