حينما كلمتنى وطلبت منى أن أنزل إليها على الفور لم يدر بخاطرى أبدًا أنها ستحدثنى عن انفصالها من زوجها الذى اختارته عن اقتناع وحب وبعد عشرة قاربت على الربع قرن وثلاثة من الأبناء على وشك الانتهاء من دراستهم الجامعية...!!! واستقبلتنى فى فيلتها بالقاهرة الجديدة بهدوء وكأن ما أخبرتنى به من حوالى أسبوعين كأنه حديث عن شراء فستان جديد أو شنطة يد؟!! ورغم إيمانى بحرية الإنسان فى اختيار حياته وأن من حقه أن يسعد ويحيا الحياة التى يتمناها حتى ولو كانت فى الانفصال إلا أننى فى حالة صديقتى تحديدا لم أجد ما يدعو لذلك.. خاصة وحسبما قالت لى أنه لا يوجد شخص آخر ولا مثلا أنها لا تطيق العيش مع زوجها لطباعه أو بخله وليس كما قيل حينما طلبت سيدة من رسول الله عليه الصلاة والسلام أن يطلقها لأن زوجها لم يعد له مكان فى قلبها فكل هذه الأسباب غير موجودة فى حالة صديقتى حسبما أخبرتنى..؟!! إذا لماذا الانفصال؟؟ وترد بمنتهى الهدوء مليت أن أكون زوجة..؟ وأريد أن أنعم بالحرية دون أن أكون على عصمة رجل.. أراعى اسمه وأراقب تصرفاتى..!!! ولم أندهش أو أنزعج فقد رودت نفسى على احترام رغبات الآخر حتى لو لم يقبلها عقل ولا منطق؟!!! وحدقت فى وجهها متسائلة ألهذا فقط تطلبين الانفصال..!! ونسيتى الأبناء فهم أيضا لهم حسابات فى تصرفاتك وأنت والعائلة!!.. هل ستسقطين كل هؤلاء من أجل أنك مللتِ الزواج والالتزام..؟!! وما الذى يمنعك أن تعيشى كيفما يحلو لك كما تفعل كثيرات وكثيرون.. لا لا لا أستطيع.. الانفصال حرية لى.. وعلى فكرة لقد انتقلت إلى غرفة منفصلة عن زوجى ولا أتبادل معه إلا قليل من الكلمات والأبناء عهدت إلى مديرة المنزل بعمل كل ما يلزمهم.. أما أنا فسأعيش كما يحلو لى ولكن لابد من الحصول على ورقة مرور إلى حريتى؟.. واليوم قررت أن أتكلم مع زوجى. ولم أعلق بل طلبت منها أن تطلب منه مزيدا من الحرية فى الخروج والدخول والسفر أيضا ولنرى ماذا ستفعلين بهذه الحرية!! وأخبرتنى بعد يومين أنه قال لها بالحرف الواحد بعد مناقشة ساخنة أستطيع أن أخمن كيف دارت خاصة أن صديقتى لحوحة ومجادلة ومستفزة من الدرجة الأولى مع مرتبة الشرف.. افعلى ما شئتى وما يحلو لك ولكن لا تخبرينى..!!! إذا أجلت موضوع الطلاق.. بعد أن أخذت تصريح مرور للحرية المطلقة وعدم السؤال والمحاسبة!! ويأتى صوتها متهللا وفرحا كطفل صغير أعادوا إليه ألعابه التى فقدها فى حديقة مترامية الأطراف.. لقد حجزت للسفر إلى بيروت وباريس واحتمال أمر على لندن عايزة حاجة؟ بعد أسبوع كلمتنى من باريس تصورى طول النهار فى الأسواق اشتريت للولاد وأبوهم لبس ولسه مشترتش فتلة لنفسى وكل يوم أكلمهم لما زهقوا وتصورى قالوا لى أنتى فى مصر مكنتيش بتكلمينا كده!!! على فكرة أنا لغيت سفرى للندن أصلى مليت البعد عنهم.. عايزة حاجة من هنا... سلامات ميرسى... أشوفك لما أنزل بعد بكرة؟؟؟؟!!؟