حصل فيلم «الشوق» على جائزة الهرم الذهبى من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى بعد مشاركته فى المسابقة الدولية للأفلام ولأن هذه هى أكبر جائزة يمنحها المهرجان للفيلم الفائز فقد حرصنا على لقاء خالد الحجر الذى تحمس لإخراج فيلم ينتمى للطبقة الدنيا ورغم الاتهامات التى طالت فيلمه بداية من وجود مشاهد ساخنة ومروراً بالإساءة لسمعة مصر ونهاية بنية البعض لرفع قضية على الفيلم التزم خالد الحجر الصمت لتكون الجائزة هى أفضل رد على المتربصين بفيلمه، لذلك حرصنا على لقائه ليرد على أعداء النجاح والنجمات اللائى استبعدهن من فيلمه وحرصه على تنفيذ ما تعلمه من أستاذه يوسف شاهين وحقيقة انتماء فيلمه لسينما العشوائيات. * يختلف فيلم «الشوق» عن أفلامك الثلاثة السابقة «حب البنات» و«مفيش غير كدة» و«قبلات مسروقة»؟ - نعم بالتأكيد لكن من قال إننى أريد تقديم نمط سينمائى واحد أو أن تدور كل أفلامى حول طبقة واحدة، الفيلم كان قصة قصيرة كتبها الفنان «سيد رجب» وهو ممثل مسرحى وشارك فى مشاهد متفرقة فى أفلامى وأفلام أخرى وهو أيضا محترف فى مجال الحكايات وكتابة القصة على طريقة ''كان ياما كان'' ثم قررنا سوياً تحويلها إلى فيلم سينمائى. * بالتأكيد هنا سؤال حول مدى تدخلك فى السيناريو خصوصا أن المؤلف يقدم نفسه لجمهور السينما لأول مرة؟ - أولا أى مخرج له حق التعديل فى السيناريو بعد مراجعة المؤلف، ولا يوجد فيلم سينمائى قام المخرج بتنفيذه كما كتبه إلا لو كان المخرج هو المؤلف، وكون «سيد رجب» جديد فى هذا المجال لا يعنى أنه يفتقد الاحتراف كونه يمارس العمل الفنى منذ سنوات طويلة ولديه خبرة وإن جاءته الفرصة متأخرة بعض الشىء. * الفيلم متهم بالانتماء لسينما العشوائيات، ما ردك؟ - هذا الكلام غير صحيح ولا أعرف من أين جاءوا به، كل ما فى الأمر أن الفيلم يدور فى منطقة قديمة هى «الحطابة» وهناك فرق كبير بين المناطق القديمة والعشوائية، كما أننى تلميذ فى مدرسة «يوسف شاهين» وحريص على التعامل مع كل أنماط السينما فمن الصعب أن يقول مخرج أنه متخصص فى مجال بعينه. * لكن هناك من يرى أن هذه الأفلام تصيب بالاكتئاب ولا تقدم حلولا لأنها قاتمة وسوداوية؟ - لا أستطيع أن أصف الفيلم بأنه «قاتم» وإنما «صادم» لأنه واقعى جدا ويقدم شخصيات من لحم ودم لم يرها الجمهور من قبل، ولا يمكن أن نقدم 50 فيلما فى العام كلها تدعو للتفاؤل والضحك، فالتنوع مطلوب، أما عدم تقديم الحلول فهذا ليس دور السينما من وجهة نظرى لكن الفيلم يوصل رسالة بشكل غير مباشر وعلى من يتأثر بها أن يغير من نفسه وكل من شاهد الفيلم فى مرحلة التحضير خرج وهو «مشدود» وهذا أفضل تأثير أريد الوصول إليه. * وجود روبى فى الفيلم سبب رئيسى لإثارة الجدل، هل كانت المرشحة الأولى للشوق؟ - لا قبلها كنت أفكر فى هند صبرى ومنة شلبى وأروة جودة لكن الأمر استقر أخيرا عند روبى بعدما اقتنعت بأنها الأفضل للدور من الناحية السنية كما أنها فنانة موهوبة كنت أتطلع للعمل معها بالفعل وأراهن على تقديمها فى صورة جديدة تماما، وكان من المفترض أن تشارك فى فيلم «مفيش غير كده» لكن الاتفاق لم يتم وقتها . * وكيف وقع الاختيار على «كوكى» شقيقة «روبى» لتقوم بدور شقيقتها فى الفيلم؟ - كنت أبحث على ممثلة تليق أن تكون أخت روبى، وشاهدت «كوكى» بالصدفة فى مدرسة الفنان «أحمد كمال» حيث كانت تتدرب على التمثيل، وأنا أثق فى اختيارات «كمال» جداً فرشحتها للدور لتبدأ التدريب على الشخصية نفسها. * لكن «روبى» صرحت أن البطلة الأولى للفيلم هى «سوسن بدر»؟ - نعم هذا صحيح لأن دور الأم محورى للغاية، لكن باقى الأدوار أيضا أراهن عليها فهناك «أحمد عزمى» و«محمد رمضان» و«دعاء طعيمة» و«سيد رجب» وأعتقد أنهم سيشكلون مفاجأة للجمهور. * أنت حريص دائما على تكرار بعض الممثلين فى أفلامك مثل «سيد رجب» و«دعاء طعيمة» اللذين كانا يحصلان على أدوار بسيطة حتى وصلا للمشاركة فى بطولة «الشوق»؟ - هذا أيضا تعلمته من مدرسة «يوسف شاهين» فعندما ترتاح مع مجموعة من الفنانين تحب طبعا تكرار العمل معهم، كما أننى حريص على تقديم وجوه جديدة فى كل فيلم، فمثلا فى «حب البنات» كانت «هنا شيحة» تمثل للسينما لأول مرة، وفى «مفيش غير كده» قدمت «فرح يوسف» و«أروة جودة» و«دعاء طعيمة» وتكرر الأمر فى «قبلات مسروقة» وهكذا. * أحد المحامين رفع قضية ضد الفيلم وقال إنه يشوه الشباب فى مصر وطالب بمنعه من العرض فى مهرجان القاهرة؟ - لا أعرف من أين جاء بهذا الكلام وهو لم يشاهد الفيلم ومتى نتوقف عن إصدار الأحكام المسبقة، والفيلم سيمثل مصر فى المهرجان وغير وارد أن توافق عليه لجنة الاختيار فى المهرجان وهو يسىء لسمعة مصر، تلك التهمة التى نستخدمها دون أى تفكير أو تدقيق، والفيلم ليس جنسياً يعنى مش « sex » حتى أتهم بهذا الاتهام بل لا يوجد فيه سوى مشهد واحد من تلك التى تصنف بأنها ساخنة والهدف منه درامى بحت وعندما يشاهد الجمهور الفيلم سيعرف أن كل ما يقال حوله غير صحيح وفى النهاية لم يصل لنا أى دعوى رسمية بخصوص هذا الأمر.