أمانى حجازى سيدة أعمال.. تعشق العمل التطوعى.. تركت منزلها وأبناءها للاشتراك فى مشروع تطوير المدارس فأصبحت أمينة مدرستى «سوزان مبارك الثانوية بنات» ومدرسة «أسماء بنت أبى بكر» بمديرية السلام التعليمية... معها التقينا.. حدثتنا عن تجربتها وعن الخدمات التى قدمتها لتلك المدارس. كيف بدأت العمل فى مشروع تطوير المدارس؟ - بدأت الحكاية بمحض الصدفة.. فأنا كنت فى أحد اجتماعات نادى الروتارى (نشاط عام) فطلب منى الأستاذ محمود صالح مدير مشروع التطوير الانضمام إليهم فوافقت على الفور. هل وجدت صعوبة فى البداية؟ - لم يكن الموضوع فى بدايته بالأمر اليسير فكانت أول مواجهة مع الطلاب والمدرسين صعبة جداً لأنهم لم يتقبلونا.. ولكن ما تعلمناه فى الدورة ساعدنا كثيراً.. فاندمجنا معهم وأصبحنا اليوم وكأننا جزء منهم. ما الذى تم تحقيقه من إنجازات فى المدرستين اللتين تتولى الإشراف عليهما؟ - أتولى الإشراف على مدرستين هما: «مدرسة سوزان مبارك الثانوية بنات، ومدرسة «أسماء بنت أبى بكر» بمديرية السلام التعليمية.. فأول شىء ركزنا عليه فى تلك المدرستين هو المدرس فشاركناه مشاكله ووجدنا أن المدرس نفسه «مش فاهم» فكيف يستطيع أن يدرس مادة هو نفسه مش فاهمها.. فمنحناهم دورات تدريبية.. ففى أول الأمر كانوا متضررين لكن الآن أصبحوا يقبلون عليها.. فبدأ المدرس يشعر بذاته وينمى ثقافته إلى جانب ذلك اهتممنا بتشجير المدارس والشوارع المحيطة بها فأصبح الطلاب يقبلون على المدرسة وشعروا بآدميتهم لأنها توفر لهم مناخًا صحيًا نظيفًا.. الأمر الذى أدى إلى انخفاض نسبة التسرب من التعليم وارتفاع نسبة الحضور فوصلت إلى «85%» و«90%»، كذلك ارتفعت نسبة النجاح فوصلت نتيجة الثانوية العامة إلى «98%». كذلك ذهبنا معهم إلى الأوبرا .. فأصبح سلوكهم راقيًا وحضاريًا فيها . كذلك أقمنا بطولات فى كرة اليد والسلة فى دورى المدارس وحصدنا الجوائز. ولا نستطيع أن نغفل مواهب الفتيات فعملنا على تنميتها . كذلك أقمنا مسابقات فى إلقاء الشعر. أما أكبر إنجاز حققناه هو أننا استقدمنا أطباء مشهورين لعلاج حالات من الطلاب فعلى سبيل المثال، اتفقت مع أحد هؤلاء الأطباء لعلاج «20» حالة فى الشهر بالمجان ولمدة عام من مرض الالتهاب الكبدى الوبائى «C». وجدت فى حديثك إيمانًا صادقًا بما تفعلينه من أين لك كل هذا الإيمان؟ - تعلمت هذا فى منزل والدى اللواء فيصل حجازى ووالدتى ربة المنزل التى كانت تستغل وقت فراغها فى تعليم الخادمة القراءة والكتابة.. كنت أتعجب من فعل والدتى ولكن بمرور الوقت اكتشفت معنى إحساس أن أمد يد المساعدة لأشخاص فى حاجة إلينا.. إنها حقاً تجربة حلوة و«أعملها من جوايا».. فقد تركت منزلى وأبنائى حتى أنقل تلك التجربة إلى الأقصر وأنا أعلم جيداً أنها ستنجح لأننا مؤمنون بها فمادمت مؤمنة بشىء أستطيع فى النهاية توصيله فنحن لا نحصل على أى مقابل مادى.. ولكن إحساسنا بأننا نمد يد المساعدة لأناس يحتاجون إلينا هو المقابل الذى نحصل عليه من عملنا.