أقامت جمعية مصر الجديدة ووزارة الدولة لشئون البيئة احتفالاً بمدارس المرج الثانوية المطورة احتفالاً بختام أنشطة العام الدراسى والذى حمل هذا العام عنوان «ازرع بذرة تحصد ثمرة» لغرس الوعى البيئى عند تلاميذ المدارس بمنطقة المرج عن طريق عدة محاور منها عقد دورات تدريبية للمدرسين ومديرى المدارس لتفعيل النشاط البيئى وورش عمل لتلاميذ المدارس لتعليمهم كيفية زراعة النباتات المختلفة والمحافظة على الزرع وتذوق الجمال. وتم إنشاء ركن للمكتبة يسمى «الركن الأخضر» حيث تم تخصيصه للكتب التى تناقش قضايا البيئة وكيفية الحد من التلوث، كما يضم مجموعة من الأشرطة والأسطوانات التى عليها أغان ومسرحيات تدعم النشاط البيئى. ويتضمن المهرجان معرضاً للأعمال الفنية التى نفذها التلاميذ من إعادة تدوير القمامة شملت مصنوعات ورقية وكذلك عددًا من الأقنعة «الماسكات» لعدد من الشخصيات التاريخية التى يدرسها التلاميذ فى مادة التاريخ لهذا العام مثل صفية زغلول وسعد زغلول وطلعت حرب وجمال عبدالناصر والسادات وغيرهم، وأتيحت الفرصة لكل تلميذ أن يختار بحرية الزعيم الذى يريد أن يعبر عنه عن طريق الماسك وأعقبه أنشطة غنائية وأناشيد ومسرحيات تدور كلها حول البيئة وكيف نحافظ عليها نظيفة ونحد من تلوثها. التقينا بمحمود صالح عضو مجلس الإدارة الذى أكد أن الجمعية حريصة على عمل توعية بالنشاط البيئى فى الأحياء المجاورة للمدارس من خلال صياغة ميثاق يسمى «ميثاق البيئة لمدارس المرج المطورة»، والذى ينص على احترام البيئة وترشيد استخدام مصادرها مثل الماء والكهرباء وكذلك الأشجار والنباتات وتم التوقيع عليه من قبل مسئولى الأحياء ومديرى المدارس. وأضاف محمود صالح أن لدينا مشروعا يضم 100 مدرسة لتطوير التعليم، قالت عنه اليونسكو «هذا المشروع يعتبر تجربة اجتماعية رائعة، فى زمن تراجعت فيه النزعة التطوعية وانهار التعاون داخل المجتمع المحلى، إنكم تنتجون نموذجاً ليس فقط يجب أن تعرفه مصر، بل العالم أجمع». بهذه الكلمات عبر أعضاء هيئة اليونسكو عن رأيهم فى مشروع ال100 مدرسة الذى تبنته جمعية مصر الجديدة من أجل إصلاح وتطوير التعليم والذى ترأس مجلس إدارته السيدة الفاضلة سوزان مبارك. طفرة جديدة كيف جاءت فكرة مشروع ال100 مدرسة؟! - مصر كانت بحاجة إلى مشروع قومى يعبر عن تفاعل العمل الأهلى الصحيح مع المجتمع المحيط به وواكب ذلك إعلان السيدة سوزان مبارك بأن يكون المشروع القومى المصرى هو التعليم، وعلى الرغم من أن جمعية مصر الجديدة عمرها أكثر من ثلاثة عقود إلا أننا كنا نهتم طوال هذه السنوات بمشروعات خدمية أخرى مثل مشروع المليون شجرة والذى كان يهدف إلى زيادة الرقعة الخضراء فى المدن. ولكن مشروع ال100 مدرسة لم نبدأ العمل به إلا فى يوليو 2006 وعلى الرغم من حداثة المشروع إلا أنه حقق لنا طفرة فى مجال إصلاح التعليم. حيث إنه يهدف إلى تطوير المدارس ودعمها بأحدث الأجهزة التكنولوجية من ناحية ومن ناحية أخرى التنمية البشرية المتمثلة فى المدرس والتلميذ وذلك لإيماننا بأن «مدرسة أفضل» هى المدخل الرئيسى لمجتمع أفضل ومستقبل جديد للوطن من خلال التعليم بمفهومه العصرى والعلمى الذى يحققه المشروع من أجل تكوين جيل جديد من الشباب القادر على مواجهة عصر ينتظرهم بالتحديات والتغيرات. النجاح.. بالأرقام اليوم وبعد مرور أربع سنوات على بدء مشروع ال100 مدرسة هل حقق الأهداف المرجوة منه؟! - لقد حققنا نجاحا غير مسبوق فى مجال العمل العام ففى هذا الوقت القصير نسبياً استطعنا تقديم العديد من الخدمات الصحية والبيئية والثقافية فضلاً عن الهدف الرئيسى للمشروع وهو النهوض بالمدارس فى الأحياء الأكثر فقراً، وحولناها من مدارس مهمشة مهملة إلى مدارس متطورة يفخر بها الأهالى، وبالفعل تم الانتهاء من تطوير 273 مدرسة بمختلف مراحل التعليم فى عدة محافظات وقمنا بتدريب 3662 مدرساً وأكثر من ألف موجه وناظر على مجموعة من البرامج لجعلهم أكثر مرونة وتفهما ودعماً للمدرسة. وكذلك تطوير الرعاية الصحية على مستوى المدارس وذلك بعمل وحدات طبية مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية لخدمة كل مدرسة. ولدينا 30 مدرسة من بين المدارس التى شملها مشروع ال100 مدرسة حصلت على شهادة الاعتماد والجودة وذلك عن طريق الهيئة القومية للاعتماد والجودة وذلك فى مناطق السلام والمرج والزيتون وهى مناطق تمثل أكثر الأحياء فقراً واحتياجاً وأقلها فى الخدمات البيئية والتعليمية. لاب توب لكل تلميذ ما الخدمات التى قدمها المشروع لهذه المدارس والتى أهلتها إلى الحصول على الجودة ولم تكن موجودة من قبل؟! - فضلا عن عمليات الإصلاح والتطوير وتغيير البنية الأساسية وتدريب المدرسين والقائمين على العملية التعليمية عملنا على تحديث البنية التكنولوجية وذلك بإتاحة تكنولوجيا الاتصال والمعلومات فى المدارس من خلال إنشاء معامل حاسب آلى واستخدام السبورة الذكية التفاعلية داخل الفصول الدراسية حيث إنها متصلة بأجهزة «لاب توب» أى كمبيوترات محمولة تم توزيعها على التلاميذ وتدريبهم على استخدامها فى تحصيل الدروس وهذا ما حول التعليم من مهمة شاقة إلى متعة حقيقية. - والخطوة الأهم من ذلك هو اتجاهنا نحو تغيير نظرة المجتمع المدنى بالنسبة للعمل العام، حيث صار المواطن العادى يشعر بمسئولية نحو تلك المدارس والمنشآت التى نطورها من أجل أبنائه فزادت التبرعات المالية ومن لم يستطع أن يتبرع بالمال صار يتبرع بالجهد وانعكس هذا على العملية التعليمية فصار التلاميذ أكثر انضباطاً حيث حققت مدارسنا نسبة 98% فى الحضور والانضباط فى المدرسة. جهود السيدة الأولى ما الجهات التى تدعم كل هذه الإصلاحات التى تشمل تطوير المدارس وكذلك التنمية البشرية؟ كلها تبرعات من مؤسسات المجتمع المدنى ورجال الأعمال حيث إننى رفضت وبشدة قبول أى معونة خارجية كى يظل المشروع مصرياً مائة فى المائة ولا نصحو ذات يوم من النوم لنجد دولة أو أخرى تقول إنها هى التى قادت النهضة التعليمية فى مصر. وبلغت جملة الإيرادات لعام 2009 5,85 مليون جنيه بلغت فوائدها 5,14 مليون جنيه تم استخدامها فى تعزيز مخصصات المشروعات فى كل المحافظات. ويرجع الفضل فى الحصول على هذه التبرعات للسيدة الفاضلة سوزان مبارك رئيس الجمعية لما توليه من اهتمام كبير لتوفير التمويل اللازم للمشروعات الجديدة. بكرة.. أحسن بناء على ما تقدم هل نرد على الذين ينتقدون النظام التعليمى فى مصر بأننا على الطريق الصحيح لتغيير نظم التعليم الأساسى للأفضل؟! اعترف بأن إصلاح النظام التعليمى فى مصر ليس عملية سهلة فهو يحتاج قبل التمويل المالى تغيير ثقافة المجتمع ولكننى متفائل بالوزير الجديد فالجودة بدايتها الانضباط وإعطاء كل ذى حق حقه وهذا ما يحدث حالياً ومن العام القادم سوف نشعر بفرق كبير فى نظم التعليم بدءا من الأحياء المجاورة للمدارس وانتهاء بالمناهج الدراسية.