تدخل مبادرة تطوير المدارس التي أطلقتها السيدة الفاضلة سوزان مبارك عامها الخامس اليوم بخطوة جديدة في المحافظة الخامسة وهي محافظة قنا من خلال تطوير100 مدرسة جديدة بها بعد أن امتدت يد التطوير من خلال هذه المبادرة إلي4 محافظات هي: القاهرةوالجيزةوالأقصر والفيوم. وبهذا يكون قد استفاد من هذه المبادرة التاريخية التي أطلقتها السيدة سوزان مبارك في أول يوليو عام2006 نصف مليون تلميذ في424 مدرسة في المناطق الأكثر احتياجا في جميع المراحل التعليمة وكلها مدارس حكومية بلا استثناء ثم أضيف إليها100 مدرسة جديدة بمحافظة قنا حيث أعلنت السيدة سوزان مبارك صباح الثلاثاء الماضي عن تطوير وبناء100 مدرسة جديدة بقنا وذلك عقب افتتاحها قبلها بيوم مدارس مطورة بمركزي إسنا وأرمنت التابعين لمحافظة الأقصر ليصبح العدد الكلي للمدارس المطورة في نهاية صيف2011 في المحافظات الخمس669 مدرسة. أما عدد المواطنين الذين استفادوا من هذا المشروع المتكامل الذي يحدث تنمية شاملة بالمناطق المحيطة بالمدارس المطورة فيبلغ تقريبا5 ملايين مواطن. فكرة المبادرة إن هذا المشروع هو أشبه بحلم تحول إلي واقع وحقيقة ملموسة أحدثت نقلة نوعية في المجتمع المصري بشكل عام وفي نظام التعليم بشكل خاص حيث فتحت أبواب المستقبل أمام أبناء مصر. ولقد تابعته منذ البداية وحتي أمس الأول وأعتز بأنني اشارك في العمل به فقد بدأ تحقيق الحلم في الاول من يوليو2006 حينما طرحت السيدة سوزان مبارك قرينة الرئيس ورئيس جمعية مصر الجديدة فكرتها الجسورة بتطوير100 مدرسة حكومية بمشاركة مجتمعية يتعاون فيها عدة جهات معنية وكلها تهدف إلي تحقيق هذا الحلم الكبير بقيادة جمعية مصر الجديدة صاحبة المبادرة والتي تنفذ المشروع بالتعاون مع الوزارات المعنية ومحافظي القاهرةوالجيزةوالأقصر والفيوم وأخيرا محافظ قنا. شركاء النجاح شاركت جمعية جيل المستقبل في التنمية البشرية لجميع القائمين بالعملية التعليمية بما في ذلك السيدات المتطوعات في مجالس أمناء المدارس. ويقول محمود صالح مقرر المشروع وعضو مجلس إدارة جمعية مصر الجديدة صاحبة المبادرة: إن المشروع يقوم علي عدة محاور حتي يحقق أهدافه فتم تقسيم المشروع إلي عدة محاور. أولها: محور تطوير وإصلاح المدارس. وثانيها: محور التدريب بالاشتراك مع جمعية جيل المستقبل وثالثها: محور تحديث البنية التكنولوجية بالاشتراك مع وزارة الاتصالات, حيث تسهم التكنولوجيا بدور أساسي في تحسين الخدمة التعليمية وصقل التلاميذ بالمهارات التكنولوجية الحديثة ورابعها: الرعاية الصحية والبيئة بالاشتراك مع كل من وزارة الصحة ووزارة الدولة لشئون البيئة. وخامسها: محور مجالس الأمناء وهو من أهم المحاور ويقوم علي مجموعة من السيدات المتطوعات للقيام بالإشراف علي المدارس بعد التطوير للتأكد من كفاءة الأداء واستمراريته وادخال الأنشطة المتنوعة من رياضية وفنية وموسيقية وبيئية والتأكد من إدخال روح المواطنة بين التلاميذ وتنمية الإحساس بالمفاهيم الثقافية بمعناها الاشمل بالإضافة إلي الاهتمام بالمكتبات والمعامل. وأضاف: إن هذا المشروع يتميز بشكل خاص بالتكامل علي اساس أن المحليات ممثلة بالمحافظات التي يعمل بها المشروع تقوم بتنمية وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين في الأحياء التي تم تطوير مدارسها من خدمات الصرف الصحي والتشجير والإنارة بحيث تحول الأحياء علي بيئة صحية آمنة ومطورة وتم تطوير الأحياء بالتوازي مع تطوير المدارس. ولا ننسي عنصرا مهما وأساسا في نجاح هذا المشروع العملاق يتمثل في مساهمات رجال الأعمال ومؤسساتهم وشركاتهم المصرية الذين آمنوا بأهمية هذا المشروع كبوابة أمل وخطوة للمستقبل. مؤشرات النجاح حينما جاء خبراء اليونسكو لتفقد المشروع في عام2009 أبدوا إعجابهم به كمنظومة مجتمعية متكاملة وأبدوا رغبتهم في إدراج مشروع تطوير100 مدرسة في تقريرهم عن إصلاح التعليم في مصر والذي يقدمونه كل5 سنوات كنموذج يحتذي به في ليس في مصر وحدها, بل باقي دول العالم وأكدوا أنه سيتم نشره علي الموقع الإليكتروني الخاص بالمنظمة. وقال د.منظور أحمد وهو من كبار الاستشاريين بمعهد تطوير التعليم بجامعة براك: حتي يمكن تفعيل الإصلاح التعليمي لابد من وجود منظمة متطوعة أو جمعية أهلية تمثل همزة الوصل بين المدرسة والمجتمع المحلي من ناحية وبين الحكومة والمجتمع المحلي من ناحية أخري وفي كثير من الحالات تؤدي البيروقراطية إلي تعويق الاصلاح ولكن وجود السيدة سوزان مبارك علي رأس المشروع ضمن تكامل المدرسة مع مجتمعها المحلي والبيئة المحيطة بها, فهذا الدور الوسيط أساسي لإنجاح الإصلاح. وقال د.سياران سوجرو رائد مشروع القيادة المتقدمة لشبكة التعليم بمركز تعليم الكومنولث بجامعة كامبريدج: هذا المشروع يعتبر تجربة اجتماعية رائعة في زمن تراجعت فيه النزعة التطوعية وانهار التعاون داخل المجتمع المحلي إنكم تنتجون نموذجا ليس فقط يجب أن تعرفه مصر بل العالم أجمع, فمن الأهمية بمكان أن نعترف ونقدر ذلك. كما حصلت38 مدرسة من بين المدارس التي شملها المشروع علي شهادة الاعتماد والجودة وذلك عن طريق الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد وهذه المدارس تقع في أحياء( السلام المرج الزيتون) كما ستتقدم50 مدرسة بملفاتها إلي الهيئة للحصول علي شهادة الاعتماد والجودة ليتم تقييمها عن طريق المسئولين بالهيئة, أما مدارس الجيزة فسيتم تأهليها لتتقدم إلي التقييم للجودة العام القادم. المشوار في خطوات بعد58 يوما من انطلاق مبادرة السيدة سوزان مبارك انتهت أعمال إصلاح وتطوير ورفع كفاءة54 مدرسة في حي السلام والنهضة وحي المرج واصبحت هذه المدارس في مستوي مشرف قبل بدء العام الدراسي. في صيف عام2007 جري العمل في إصلاح ورفع كفاءة46 مدرسة أخري بأحياء( السلام والنهضة والمرج والزيتون) ليكتمل مشروع ال100 مدرسة في منتصف سبتمبر من نفس العام أي خلال15 شهرا فقط من إعلان المبادرة. وفي عام2008 وصل عدد المدارس المطورة بمحافظة القاهرة إلي154 مدرسة, امتد المشروع في عام2009 إلي محافظة الجيزة ليشمل إصلاح وتطوير وتأثيث وتجهيز119 مدرسة في شمال الجيزة وبولاق الدكرور والوراق وفي سبتمبر عام2009 تم تطوير مباني48 مدرسة بمحافظة الأقصر, وبدأ العمل في إعادة بناء مدارس إسنا وارمنت بعدها وفي سبتمبر عام2010 كان المشروع قد نجح في إصلاح وتطوير312 مبني لعدد424 مدرسة في القاهرةوالجيزةوالأقصر والفيوم وتضم8066 فصلا دراسيا يستفيد منها455 ألفا و844 تلميذا كما تم رفع كفاءة الأحياء التي توجد بها هذه المدارس ليستفيد من المشروع4 ملايين و196 ألف مواطن بالمحافظات الاربع وفي عام2010 تم توقيع بروتوكول بين جمعية مصر الجديدة وصندوق تطوير التعليم التابع لمجلس الوزراء وذلك للدخول في شراكة بحيث يمكن مضاعفة المدارس التي يتم تطويرها علي أساس التجربة الماضية فيتحمل الصندوق مناصفة تكلفة تطوير المدارس ويتحمل النصف الآخر كل من جمعية مصر الجديدة وشركاء نجاحها والمجتمع المحلي. وبحلول عام2011 يستهدف المشروع تطوير145 مدرسة بالأقصر والفيوم ليصل عدد المدارس التي تم إصلاحها وتطويرها في القاهرةوالجيزةوالأقصر والفيوم إلي569 مدرسة وإجمالي تكاليف المشروع من2006 وحتي2011 يبلغ840 مليون جنيه من تبرعات رجال الأعمال وشركائهم وكذلك صندوق تطوير التعليم التابع لمجلس الوزراء. تطوير إسنا وأرمنت أخر الخطوات تمت منذ أيام كانت في إسنا وأرمنت حيث افتتحت السيدة الفاضلة سوزان مبارك مدارسهما المطورة وتفقدت الفصول والمعامل ومعنا كان موجودا محمود صالح مقرر المشروع وعضو مجلس إدارة جمعية مصر الجديدة ود.أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم ومحمد عبدالسلام المحجوب وزير التنمية المحلية ود.سمير فرج محافظ الأقصر كما حضرت د. فرخندة حسن أمين عام المجلس القومي للمرأة وذلك لافتتاح السيدة الفاضلة سوزان مبارك المقرر الجديد للمجلس القومي للمرأة بقنا في اليوم التالي. واعتبر الأهالي والتلاميذ والمدرسون يوم7 نوفمبر يوما تاريخيا بالنسبة لهم حيث خرجوا لاستقبال صاحبة المشروع استقبالا حافلا من القلب وبفرحة غامرة أحسسناها كلنا جميعا ممن كانوا موجودين حولها وكتب التلاميذ أغاني خصيصا لها كانت كلها خارجة من أحاسيسهم ومشاعرهم الصادقة بتطوير مدارسهم وقراهم إلي قري ومراكز تتسم بالجمال والنظافة حتي أن البنات أخذن يقبلين ويحيين( ماما سوزان) كما عبروا بكلمات تلقائية عن حبهم وتقديرهم لها لتحويل مدارسهم إلي مدارس نموذجية حديثة رائعة كما تم تقديم فقرات غنائية وموسيقية تضم البنات والبنين من تلامذة المدارس علي المسارح الجديدة بل حتي أطفال الحضانة حرصوا أن يغنوا ويعبروا عن فرحتهم الغامرة حين دخلت سيادتها فصولهم وحرصت هي من جانبها علي أن تسألهم عن أحوالهم وبثت فيهم روح التفوق والإبداع والابتكار والاستمرار في التعليم من أجل التفوق والعطاء للوطن. مشروع قومي إن هذا المشروع العملاق الذي تحول إلي مشروع قومي وبدأ بمبادرة بتطوير100 مدرس علمت أنه سيتحول إلي مشروع لتطوير100 مدرسة بكل محافظة من محافظات الجمهورية ويتضمن فكرة التنمية المجتمعية الشاملة فبالغضافة إلي تطوير المبني والمنطقة المحيطة بالمدرسة فإنه يشمل أيضا تطوير البنية التحتية للمدرسة وتغيير الأساس والمعامل وإعادة الأنشطة المتنوعة إلي المدارس فكل مدرسة تحتوي علي ملاعب رياضية ومسرح أو قاعة متعددة الانشطة لمزاولة الفنون الموسيقية والمسرحية كما خصصت كل محافظة مركزا للتدريب الخاص علي أعلي مستوي للتنمية البشرية وذلك بتدريب جميع القائمين علي العملية التعليمية اعتبارا من الإدارات التعليمية ثم الموجهين ثم النظار ومديري المدارس وأخيرا المدرسين الذين يتلقون دورة تدريبية طويلة الأجل تستغرق14 أسبوعا لتنمية مهاراتهم في طرق التدريس الحديثة وأيضا تعليم اللغات مع حصول المدرسين علي الرخصة الدولية لاستخدام الكمبيوتر( أي سي دي إل) هي الشهادة الملزمة للمدرس ليمكن دخوله في كادر المعلم وتدريب السيدات المتطوعات لمجالس الأمناء وهن الاتي يقمن بالإشراف اليومي علي المدارس المطورة. في رأيي أن هذا المشروع العملاق هو في حد ذاته تجربة رائدة وفريدة من نوعها فهو أول مشروع متكامل تقوده جمعية أهلية وتتعاون فيه عدة وزارات ومحافظات وجمعيات أهلية ورجال أعمال في شراكة لمشروع ضخم هو في الحقيقة أمل لمصر لأنه حجر أساس في نهضة الوطن وهو التعليم والمشروع حجمه كبير بتكلفة ضخمة ولكن كل من يعمل أو يتعاون فيه يعمل بروح رائعة وإيجابية من التعاون والمشاركة لتحقيق هدف واحد هو إنجاح هذا المشروع التنموي المتكامل وهذا هو سر النجاح.