ماجدة محمود درويش: محامية ،زوجة لضابط بالقوات المسلحة وعضو جمعية رعاية أسر القوات المسلحة -عرفت بمشروع تطوير المدارس الحكومية فسارعت لتكون واحدة من المتطوعين فى هذا المشروع الرائد ..التقينا بها وحدثتنا عن سعادتها بفكرة المشروع وعن أهم الإنجازات التى حققتها فى المدرستين اللتين تتولى الأشراف عليهما قالت لى: كنت سعيدة للغاية لأن مدارس الحكومة ستخضع للتطوير لأننى كنت أحزن لما آلت إليه تلك المدارس.. ويعتصرنى الألم عندما أرى منظر التلاميذ فى هذه الحالة التى يرثى لها.. فتشجعت للغاية لخوض تلك التجربة وحضرت الدورات التدريبية التى أعدت خصيصا لخدمة هذا الغرض. ماذا تعلمت فى هذه الدورات؟ - من خلال هذه الدورات وكانت مدتها 18 ساعة 3 أيام قبل نزول المدارس وثلاثة أيام بعد نزولها تعلمنا كيفية التعامل مع النظار والمدرسين.. فكان علينا أن نتعامل معهم بالرفق واللين ولا نتعامل بمنطق الفوقية.. تعلمنا كيف نزيل الرهبة التى تتملكهم فور لقائنا.. فنحن جئنا ليفهموا أننا نعمل بمساعدتهم ولكى يتعاونوا معنا فى إصلاح وتطوير المدارس. ما مهام عملك كأمينة مدرسة؟ - أتولى مع زميلة أخرى متابعة مدرستين هما «مدرسة ابن رشد الإعدادية بنات» و«مدرسة حدائق الأميرية الابتدائية» فنحن نعمل على توفير كل ما ينقص المدرسة.. فنهتم بحالة المبانى وبأعمال النظافة كذلك نحاول معرفة الدورات التدريبية التى يحتاج إليها المدرسون.. نتابع عمل الإخصائيات الاجتماعيات وكيفية تعاملهن مع الطلاب.. كذلك نذهب إلى المدارس بصورة مفاجئة حتى نعرف نسبة حضور الطلاب.. وفى النهاية نكتب تقريرا نطالب فيه بما تحتاجه المدارس ونرفعه إلى جمعية مصر الجديدة، والحمدلله نحن سعداء لأن المدارس شهدت تطوراً ملحوظاً فالمدارس اختلفت كثيرا عن أول مرة رأيتها فيها. كيف كانت حالة المدارس قبل التطوير؟ - كانت حالة المدارس يرثى لها.. كانت الحمامات غير نظيفة والفصول كراسيها مكسورة والحوائط مشققة.. كانت المدارس خالية من الأشجار.. إضافة إلى أنه لا يوجد فناء يلعب فيه الطلاب. أما الآن، فالوضع قد اختلف كثيرا.. فالمدارس أصبح فيها أشجار وحدائق.. أصبح هناك فناء كبير يلعب فيه الطلاب.. كذلك قمنا بتركيب مراوح فى الفصول.. وجلبنا ماكينات تصوير بمجهوداتنا الذاتية.. والحمدلله كللت مجهوداتنا بالنجاح حيث حصلت «مدرسة ابن رشد الإعدادية بنات» العام الماضى على شهادة الجودة من وزارة التربية والتعليم.. فالفضل يرجع أيضا إلى مديرة المدرسة فهى سيدة متعاونة، وفى الحقيقة المدرسة تستاهل من جميع النواحى من حيث التعليم وتربية البنات. كيف اهتممت بالأنشطة فى المدرسة؟ - يوجد فى المدرسة التى أتولى الإشراف عليها فصل لذوى الاحتياجات الخاصة... وهذا الفصل أهتم به بصفة خاصة لدرجة أن الطلاب يعرفوننى جيدا وعندما يعرفون أننى سأزورهم أجدهم ينتظروننى.. فأحاول أن أجعل المدير يوفر لهم جميع احتياجاتهم.. وأنا إذا كان بوسعى أن أقدم لهم شيئا بنفسى فلن أتوانى لحظة وسأنفذ لهم كل ما يحتاجون إليه.. لأنهم فى مدرسة مع الأسوياء حتى لا يشعروا أنهم أقل منهم.. وعلى الرغم من أن المدرسين يعيرونهم اهتماما خاصا إلا أننى أتمم بنفسى على طريقة تعامل المدرسين معهم وأتمم أيضا على نظافة الحمامات المخصصة لهم.. والحمدلله المدرسون جميعهم متعاونون بشكل كبير. ما الذى شجعك للمشاركة فى مشروع تطوير المدارس على الرغم من انشغالك بعملك وبحياتك الأسرية؟ - لأننى أشعر أننى «باعمل حاجة للبلد» وأننى أخدم الناس.. نفسى بلدنا تبقى أحسن بلد فى العالم، فلذلك أنا أحاول ويجب أن نحاول كلنا وألا نستسلم لجملة «هو أنا اللى هاصلح الكون» والدليل على ذلك إننا عملنا حاجة، فالمدارس الحكومية التى كانت حالتها سيئة فيما مضى أصبحت الآن مدارس متطورة ونظيفة بل أصبحت مثل المدارس التجريبية بالضبط ولا يوجد فرق بينها.