حمدية توفيق الديب.. تخرجت فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بالجامعة الأمريكية.. عملت لمدة 26 عاماً فى مجال البحوث والتنمية فيما يتعلق بالعلوم والتكنولوجيا.. فأنشأت خمسة مراكز معلومات فى الكويت بعد عودتها إلى مصر قررت التفرغ للعمل التطوعى وخاصة مشروع تطوير المدارس الحكومية.. التقينا بها وحدثتنا عن تجربتها التى تفتخر بها. ما المدارس التى توليت الإشراف عليها؟ - أخذت مدرستين تابعتين لمديرية الزيتون التعليمية وهما «مدرسة عمر بن الخطاب الابتدائية» و«مدرسة المطرية الإعدادية بنين».. لكن كانت مدرسة «عمر بن الخطاب الابتدائية» لديها مشكلة صعبة وهى أنها كانت تعمل بفترتين: الفترة الصباحية كانت مخصصة لطلبة الصف الابتدائى العام، أما الفترة المسائية فكانت مخصصة للتعليم الفنى.. فكنا لا نستطيع أن نوفق بين الفترتين ولكننا رفعنا توصيات لوزارة التربية والتعليم طلبنا فيها أن تعمل هذه المدرسة فترة عمل كاملة . كما طالبنا بأن يتم نقل التعليم الفنى إلى مدارسه المخصصة له.. وبالفعل تمت الاستجابة لطلباتنا . ما نوعية النشاطات التى تم إدخالها على المدارس؟ - أنشأنا فصلاً لمحو الأمية فى الصيف لمدة 3 شهور للتلاميذ الذين كانوا فى حاجة إلى تقوية اللغة الإنجليزية والعربية.. فكانت المادة العلمية تقدم على اسطوانات «CD» تشرح المنهج بصورة جاذبة مثل الموسيقى والصور الأمر الذى لاقى إعجاب العديد من الطلاب.. كما أننا كنا نمدهم بوجبة واحدة مكونة من الشيكولاتة والبسكويت وحلاوة بار.. وعصير فعلى الرغم من أنها كانت وجبة بسيطة إلا أنها كانت تسعدهم للغاية. أضف إلى ذلك أننا أدخلنا العديد من الأنشطة التى لم تكن موجودة من قبل فأقمنا مسابقات فى الشعر وفى اللغة الإنجليزية وفى حفظ القرآن الكريم وكذلك مسابقة أنظف فصل، كذلك عقدنا ندوات توعية فى مجالات عدة فى سلوكيات التعامل مع الآخرين وعن أهمية الحفاظ على البيئة وتشجيرها. وأذكر أننا واجهنا مشكلة غريبة وهى أن أهالى الفتيات كانوا يرفضون أن تلعب بناتهم الألعاب الرياضية مع مدرس وطالبوا بأن يعهدوا بهذه المهمة إلى معلمة تربية رياضية.. ولكن نحن بدورنا استطعنا أن نفهمهم أنها مادة تعليمية وأن المدرس هو شخص تربوى ويتعامل مع الطالبات كبناته.. كما أن الأولاد يتعاملون مع الفتيات زميلاتهم كالإخوة، خاصة أن الوزارة رفضت الفصل بينهم فى المدرسة.. فبدأ الأهالى يتقبلون أن يلعب الأولاد مع الفتيات.. فعملية التطوير نستطيع أن نقول إنها عملية شاملة كاملة.. من ناحية الأبنية التعليمية والمرافق والبنية الأساسية بجانب الطلاب والمدرسين.. فهى منظومة من التطوير نستطيع من خلالها أن نرتقى بالمدارس من كل النواحى. وهذا العام أعتزم إقامة يوم صحى سأعلمهم فيه كيفية العناية بأسنانهم والحفاظ على أعينهم وعلى آذانهم.. سوف أحقق مقولة «العقل السليم فى الجسم السليم». لم نتوقف عند هذا الحد، فقد أعرنا اهتماماً خاصا بالإخصائية الاجتماعية والنفسية التى لم يكن لها أى دور فعلى.. فركزنا على تفعيل دورها حتى تكون همزة الوصل بيننا وبين الطلاب.. والحمد لله استجاب الطلاب وشعروا بالأمان وفتحوا قلبهم إلى الإخصائية الاجتماعية وتحدثوا عن مشاكلهم وعن كل ما يضايقهم.. فأصبحوا يقبلون على الدراسة ولا يهربون من المدرسة.. وأصبحوا يشاركون فى أنشطة لم يشاركوا فيها من قبل.. هذا بالإضافة إلى أن الطلاب بعدما تذوقوا مظاهر الجمال فى كل ركن من أرجاء المدرسة. كيف كانت حالة المدارس قبل التطوير؟ - الحمد لله المدارس تغيرت بشكل ملحوظ فعندما ذهبنا لأول مرة، وجدنا المقاعد مكسورة والحوائط ملطخة بالرسوم، والحمامات غير نظيفة ولا تصلح للاستخدام الآدمى.. وبالتالى أصبح الطلاب يمقتون الذهاب إلى المدرسة وهى على تلك الحالة.. ولكن كل ذلك قد تغير فأصبحوا يحبون المدرسة لأنهم وجدوا فيها كل مظاهر الجمال من أشجار وفصول نظيفة ومكتبة كبيرة تضم العديد من الكتب فى جميع المجالات.. فحققنا طفرة فى تلك المدارس بصورة جذبت التلاميذ للعودة إلى الدراسة.