دخلت انتخابات نادي الجزيرة الرياضي مرحلة جديدة قبل أسبوعين من إجرائها في الرابع والعشرين من سبتمبر الحالي بعد إعلان المرشحين لبرامجهم الانتخابية.. واستمرار إعلان القوائم الرئيسية.. وإظهار التكتلات الانتخابية سواء داخل أو خارج النادي.. أو بمعني آخر كشف الأوراق مما زاد معه الشائعات التي لا يعرف الحقيقة فيها إلا قلة قليلة. نعم نادي الجزيرة الأقدم والأشهر في مصر يدخل منعطفا تاريخياً خطيراً بعد 118 عاماً من عمره المديد.. وكما سبق أن ذكرت خلال تلك السنوات الطويلة شهد النادي العديد من التغيير والتحديث لمواكبة العصر وهو ما ينقص النادي خلال الفترة الحالية. لذا فإن تيار التغيير سيطر علي جنبات نادي الجزيرة خلال الفترة الحالية بشكل كبير لأنه وللمرة الأخيرة لن ينقذ هذا الصرح الرياضي إلا أبناؤه. جراج ولمن لا يصدق فإن النادي تحول إلي جراج كبير للسيارات الفارهة وغير الفارهة من أعضاء النادي العاملين الذين أصبح همهم الأكبر الحصول علي ركنة للسيارة بل إن بعض الأعضاء يأتي مبكراً للنادي من أجل «ركن» السيارة وقضاء مصالحه وسط البلد أو في عمله ثم العودة إلي السيارة التي يجد لها «ركنة» مجانية وآمنة طوال اليوم.. ناهيك عن استخدام الأعضاء الرياضيين.. والعمال والموظفين.. وطوال السنوات الماضية لم يفكر أي من مجالس الإدارات السابقة في بناء جراج تحت الأرض تحت أي بند من البنود أو بأي نظام من الأنظمة للقضاء علي ظاهرة تكدس سيارات النادي الذي يحتاج إلي العديد من رجال المرور بديلاً لرجال مجلس الإدارة المتطوعين أصحاب الخطط والبرامج التي لأول مرة في تاريخ انتخابات الأندية أو نادي الجزيرة علي الأخص تنادي ببناء جراج لإنقاذ النادي من أزمة.. بدون لازمة.. وعلي فكرة يأتي هذا المشروع بديلاً لبناء صالة أو عمل تراك متنفس رياضي لأبطال النادي. أول ميدالية أوليمبية وبالمناسبة لقد حققت بنات النادي للجمباز الإيقاعي أول ميدالية أوليمبية في تاريخ نادي الجزيرة وفي تاريخ الرياضة النسائية في مصر بأوليمبياد الشباب التي انتهت منذ أيام بسنغافورة وللأسف لم يستغلها مجلس إدارة النادي.. بل سرق منهم الفرح اتحاد الجمباز المصري المقال ونسب الإنجاز إلي نفسه «طالعوا هجوم عمرو السعيد علي حسن صقر خلال الأيام الماضية» ونادي الجزيرة صاحب الإنجاز والذي يصرف ويقف وراء الفريق وقف مكتوف الأيدي سوي من حفلة شاي.. وخبر صغير في مطبوعة النادي المتواضعة وهذا مؤشر واضح علي مدي كيفية تعامل الإدارة المتطوعة مع الأبطال أصحاب الإنجاز ولا تعليق! مرة أخري هذه ليست تدخلات في شئون النادي ولا سياسته العامة أو الخاصة إنما مناقشة وطرح لمشكلات واحد من قلاع الرياضة المصرية والذي يعيش أياما صعبة.. ثم إن دور الإعلام والأقلام الحرة كشف مزيد من الخبايا والأسرار وطرحها فقط - في مثل حالة نادي الجزيرة - ولأعضاء اصحاب الحق الأصيل في الاختيار. جمعية عمومية تاريخية حسب آخر الإحصاءات الرسمية وصل عدد الأعضاء العاملين بنادي الجزيرة إلي 47563 عضواً عاملاً وتخيل نادياً بهذا الحجم الضخم من العضوية لا يحضر انتخاباته الا أربعة أو خمسة آلاف.. بينما لا يحضر منه بضع مئات للجمعية العمومية العادية لمناقشة الميزانية وخطة مجلس الإدارة لعام قادم.. وهذه أيضاً إحدي سلبيات - عفوا - أعضاء النادي بل إن مجلس الإدارة الحالي وصلت مديونياته للأعضاء بضعة ملايين من الجنيهات لم يسددوا خلالها الاشتراكات، وبالتالي سوف يظلون غائبين عن الإدلاء بأصواتهم وتظل الأغلبية.. الغائبة.. هي المتحكم الأساسي في سير المعركة وباب استفادة كبير لمجموعة انتخابية معينة وخلال تلك الانتخابات سيكون هناك حضور تاريخي في 24 سبتمبر الحالي لتقول كلمتها الفاصلة.. سواء بالسلب أو الإيجاب.. لأن هناك حالة استنفار كبيرة وتحركات قوية داخل وخارج النادي لأجل جذب هذه الأصوات الغائبة لتكون جمعية عمومية تاريخية. أوراق انتخابية أما عن المعركة الانتخابية ذاتها بين المرشحين فمازال صراع رئاسة النادي يزداد سخونة بين الدكتور أحمد السعيد رئيس النادي الحالي ومنذ ثماني سنوات ويسعي لتنفيذ برنامج انتخابي جديد بمجموعة مغلقة أغلبها من أعضاء مجلس الإدارة الحالي وفي مقدمة المجموعة إيهاب لهيطة صاحب أكبر تواجد داخل ردهات مجلس إدارة النادي رغم سنه الصغيرة «45 سنة» إنما شارك كعضو مجلس إدارة منذ عام 1993، وحتي الآن. نعم شارك في صنع سياسات وإنجازات إنما انطلاق نجاحاته نابع من التكتل الأسري والانتخابي لآل لهيطة.. وينتظر من إيهاب الحصول علي نسبة كبيرة من الأصوات والمشكلة هل ستكون كل الأصوات لصالح القائمة المغلقة أم لا.. إن غداً لناظره قريب! والقطب الانتخابي الثاني النشط أحمد أبوالفتوح صاحب أكبر قدر من البطولات الرياضية لاعباً دولياً وهو الأشهر بين كل مرشحي عضوية النادي ونحلة لا يكف عن الأداء الممتع ولصالح النادي وهو يمتلك أيضاً كتلة من الأصوات لا تباري. أما باقي القائمة فأني أري حظوظها ضعيفة في المنافسة القوية مثال الدكتور كريم جندي صاحب المؤهلات العلمية العديدة إنما تواجده في النادي نادر لسفره خارج الوطن كثيراً. وأيضاً المحاسب «طارق البحيري» و«مجدي حشيش» صاحبا العقلية المحاسبية الكبيرة خاصة بعد إلغاء منصب أمين الصندوق.. ولكن حسابات النجاح شئ آخر. قائمة الأرضية الكبيرة إسلام السنهوري الاستشاري صاحب أكبر قدر من طرح البرامج خلال تواجده كنائب لرئيس النادي خلال الدورة الحالية 2006: 2010 وكانت معارضته الشهيرة في هدم السنتركورت ووقوفه في وجه تيار هدم السنتركورت المبني التاريخي والعتيق للنادي ولم يقدم استقالته وتحمل المعارضة وعاش لشهور طويلة في الشد والجذب إلي أن نجح في وأد مشروع الهدم وغيرها من الأفكار والبرامج التي طرحها السنهوري علي جميع المستويات إنشائياً ورياضياً واجتماعياً ووقف ضد رياح الهدم باحثاً عن واقع ومستقبل مشرق للنادي متكئاً علي الجمعية العمومية التي في يدها إنقاذ الصرح الرياضي، ولذا اختار مجموعة انتخابية جديدة وصاحبة أرضية كبيرة وأحلام وطموحات لا تقل عن طموحاته يأتي علي رأسها السفير الدكتور محمد إبراهيم شاكر ابن النادي وصاحب الخبرة العريضة في السلك الدبلوماسي والاجتماعي والإنساني وبالتأكيد وجوده مهم للغاية وبجواره خليفة هاشم فؤاد الدكتور نجيب أبادير صوت العقل والحكمة في أول تجربة انتخابية لعلها لن تكون الأخيرة.. وإلي جواره ميدو نجيب والدكتور هشام طراف والذين يصبون جميعاً في بوتقة القائمة. ضد القائمة احتشد ثمانية عشر مرشحاً ومرشحة في بوتقة واحدة تنادي بعدم انخراطهم في مجموعة انتخابية واحدة مؤكدين علي أن نادي الجزيرة لا تنجح فيه قائمة موحدة علي الإطلاق أياً كان أسماء المرشحين فيها.. وإنما الأصوات تذهب للمرشح فقط حسب اسمه وكيانه وتاريخه علي رأس هؤلاء المستقلين المهندس رمزي رشدي رئيس النادي السابق في «نيولوك» جديد.. ونور الفرنواني. أما العضوية فهناك تيار جارف ومرشحون أقوياء علي رأسهم إبراهيم زاهر عضو مجلس الإدارة الحالي وصاحب التواجد والدور المتميز والمضمون تواجده وحصوله علي أصوات باكتساح.. والمهندس إيهاب ألفريد ناشد الذي يصعب عليه حال النادي الذي يسير من سييء لأسوأ- كما يري - في ظل إدارات متعاقبة لم تؤد المطلوب منها لذا كان الترشيح وترك الأمر لأسرة نادي الجزيرة التي تعرف تماماً الفرق بين الصالح والطالح والدكتور حازم الزنيني.. والدكتور إسماعيل حجاج والمحاسب أحمد رفعت والأستاذ جمال علام والسفير حسن هريدي ومالك بيومي وعادل برتو صاحب أكبر تواجد في انتخابات النادي.. دور المرأة دون مجالس أندية مصر كلها لابد من وجود سيدة داخل مجلس إدارة نادي الجزيرة وخلال تلك المعركة تقدمت العديد من سيدات المجتمع وتأتي علي رأسهن الدكتورة مديحة خطاب بما لها من ثقل سياسي واجتماعي كمرشحة قادرة علي النجاح في الانتخابات وهي رهان انتخابي جيد تشاركها نفس الرهان الدكتورة مني مكرم عبيد.. وهناك البطلة عبلة خيري والدكتورة غادة شريف بإطلالة جديدة وهالة زكريا.. وشيرين أنور والنجمة نهال عهدي عضو مجلس الإدارة المالية والمستقيلة كما قالت من أجل السياسة المعارضة لرئيس النادي وهكذا فإن سبع سيدات يتنافسن علي كرسي ليس أكثر اللهم إذا حدثت المفاجأة!