يدخل نادى الجزيرة الرياضى أقدم وأشهر أندية مصر الرياضية والاجتماعية - تأسس عام 1882 - فى منعطف خطير من خلال المعركة الانتخابية التى يعيشها النادى حاليا بين ثلاثين مرشحا ومرشحة لرئاسة النادى.. وعضوية مجلس الإدارة لدورة انتخابية جديدة لمدة أربع سنوات فى ظل اللائحة والقانون الجديد المنظم للرياضة وانتخابات الأندية المصرية. تأتى صعوبة الانتخابات وسخونتها للعديد من الأسباب نوجزها من خلال تواجدنا فى ردهات المعركة وكواليسها فى الآتى: 1- إن نادى الجزيرة على رغم كل ما فيه من أعضاء عاملين ذوى شأن مجتمعى ومادى هو النادى الوحيد ضمن الأندية الكبيرة الذى لم يتوسع أفقيا. بمعنى أنه مازالت الرقعة والمساحة كما هى منذ القرن التاسع عشر. فى حين أن كل الأندية المضاهية توسعت أفقيا وحصلت على فروع أخرى ومتنفسات لأعضائها... فى حين فشلت الإدارات المتعاقبة للجزيرة فى ذلك حتى الآن! 2- انحسار الشق الرياضى والتفوق الرياضى بشكل كبير جدا من دفاتر النادى العريق فى رياضات مصرية أحرز خلالها أبناء الرعيل الأول الكثير من البطولات والإنجازات مثل كرة اليد وكرة الماء والتنس وكرة السلة والجولف والجمباز والجمباز الإيقاعى. وإن كانت هناك ومضات بطولية لا تسمن ولا تغنى ولاتشفى الغليل بل إنها تكاد تكون محل المصادفة! 3- غياب واضح لأعضاء الجمعية العمومية متعمدا والانشغال عن النادى مما يؤثر بالسلب على قرارات مجلس الإدارة المتطوع الذى أصبح «يضع أنفه» فى كل كبيرة وصغيرة وقف تماما على دور الإدارة التنفيذية داخل النادى رغم الميزانية المرصودة لها وتحولت الإدارة التنفيذية إلى «عمّالة» ومحولجية.. رغم أنهم الموتور الذى يحرك.. ولكن ما باليد حيلة. 4- عزوف العديد من الشخصيات العامة وأبناء النادى وكبار رياضيين من الدخول فى المعركة الانتخابية والتأثير فيه وتوجيه الجمعية العمومية نحو الاختيار الأفضل لمصلحة النادى. الأمر الذى خلق مجموعات انتخابية محترفة عرفت الطريق.. وأغلقته فأصبح نادى الجزيرة وهو أحد أهم روافد الرياضة المصرية والمياه الاجتماعية لقمة سائغة. ودليل ذلك الجريمة التى كادت تحدث بهدم «السنتركورت» أحد أهم معالم الرياضة المصرية التاريخية وتمويله إلى مشروع تجارى يدر فائضا ماديا للمسئولين بالنادى على حساب القيمة المعنوية والتاريخية. 5- إلغاء العديد من البطولات التى كان ينظمها النادى ويفتخر بها وتفتخر بها مصر عموما وليس الرياضة فقط على رأسها بطولة مصر الدولية للتنس، وثالث بطولة ضمن البطولات الكبرى للعبة البيضاء وتأسست عام 1904 بعد الويمبلدون 1877. وأمريكا المفتوحة 1881. وهى البطولات التى تحولت إلى معالم رياضية تفتخر بها تلك الدول ومؤسساتها الرياضية ومازالت تحافظ على استمرار تواجدها. بينما إدارات نادى الجزيرة منذ نهايات القرن الماضى وجهت اهتمامها لحدائق الشاى ودور الكافتيريات.. ماشى إنما ليس على حساب الرياضة؟! عزيزى القارئ وعضو نادى الجزيرة عفوا على هذه المقدمة التى كان لابد منها للدخول إلى المعركة الانتخابية والتصنيفات والقوائم التى تتواجد بها حيث وصل عدد المرشحين إلى 30 مرشحا على رأسهم أربعة مرشحين لرئاسة مجلس الإدارة وهم حسب الترتيب الأبجدى د.أحمد السعيد. المهندس رمزى رشدى، المهندس إسلام السنهورى. الأستاذ نور الفرنوانى. وتنحسر المنافسة بكل قوة بين د.السعيد والمهندس إسلام وسنوضح ذلك. أما بالنسبة للعضوية والمقرر فيها اختيار ستة أعضاء فقط وصل فيها عدد المرشحين إلى 26 مرشحا ومرشحة تم تقسيمهم إلى ثلاث جبهات، جبهة الدكتور السعيد وجميعها من مجلس الإدارة الحالى القديم أو الحرس القديم خاصة أنهم جميعا من عتاة المعارك الانتخابية بالنادى ويأتى على رأسهم المعجزة أحمد أبوالفتوح أبرز رجال المرحلة داخل النادى. والمهندس إيهاب لهيطة ممثل العائلة الأكثر تواجدا فى مجال إدارات مختلفة. والمحاسب طارق البحيرى.. وطارق حشيش وكريم جندى.. والممثل النسائى الدكتورة مديحة خطاب وهى قائمة مغلقة. أما جبهة التغيير العاتية فيقودها المحورى إسلام السنهورى تحت شعار هيا معا وتحت عنوان واضح يسعى إليه بتحدٍ واضح من أجل مصلحة نادى الجزيرة ويساعده قطاع واسع بالنادى ساهم معه فى اختيار مجموعة جميعها جديدة ومتنوعة يأتى على رأسهم السفير إبراهيم شاكر أحد أقطاب وعمداء السلك الدبلوماسى بما له من ثقل وخبرات عديدة والدكتور نجيب أبادير وميدو نجيب الشاب الإليكترونى والدكتور هشام طراف بما له من علاقات وثقل.. وهناك سيدتان فى القائمة هالة زكريا عضو لجنة الجولف ومرشحة الجولف صاحب الأيادى القوية فى الانتخابات والدكتورة غادة شريف وهى مجموعة أرى فيها - وإن كنت لست عضوا عاملا إنما بصفة المراقبة والرصد - إنها متجانسة وإسلام السنهورى كون خلطة سحرية بجرأة وانطلاق. أما بالنسبة للقائمة الثالثة فإنها جبهة الاستقلال والمزاحمة ويأتى المهندس رمزى رشدى ونور الفرنوانى فى الرئاسة بعيدين عن جو المنافسة. وإن كانت العضوية تقول إنه من الممكن لأن هناك من الأسماء من يملك الدخول فى الصراع وتأتى السباحة العالمية عبلة خيرى على رأس المجموعة بما لها من تاريخ رياضى وعائلى داخل النادى وخبرات تراكمية يحتاجها النادى بقوة. هناك المهندس إيهاب الفريد الذى لا يكف عن المناوشة ودخول الانتخابات ويحصل على أصوات كثيرة بما له من تواجد عائلى وتاريخى. والدكتور حازم الزنينى مقرر لجنة الاسكواش النشط والمنظم والذى صنع الكثير فى اللعبة ويتمنى إعطاءه للنادى. والدكتورة منى مكرم عبيد بعلاقاتها ونهال عهدى عضو المجلس الحالى التى تم استبدالها فى اللحظات الأخيرة. والمهندس إبراهيم زاهر.. والدكتور أحمد برادة.. وعادل برتو فاكهة انتخابات الأندية. وهكذا فإن صراع المعركة الانتخابية لنادى الجزيرة ينحصر بين الأطباء الفئة الأكثر حضورا وترشيحا - ثلاثة عشر مرشحا.. والمهندسين خمسة مرشحين.. فلمن ستكون الغلبة والأغلبية؟! نتابع تفاصيل أكثر.. وأسرارا أدق.. وتحركات انتخابية فى الأسبوع المقبل.