بعد أن قدمت دور طبيبة نفسية عادت يسرا هذا العام لتقدم لنا دور الطبيبة الشرعية التى تحمل المشرط فى يدها، وتقوم بتشريح الجثث، بحثا عن أية أدلة ترشد إلى الجانى، الدكتورة «فاطمة يونس» الطبيبة الشرعية المجتهدة الدؤوبة والتى ترافق الشرطة فى رحلات البحث عن أسرار الجرائم فى محاولة منها لفك لغز عشر جرائم مختلفة ما بين قتل واغتصاب وإثبات بنوة وذلك من خلال أحداث «بالشمع الأحمر»، وهو مسلسل اجتماعى ذو طابع بوليسى، تدور معظم أحداثه فى المشرحة، لكن على الرغم من أن الطابع البوليسى هو الغالب على الأحداث فإن الجانب الاجتماعى أيضا له تأثير قوى، فالمسلسل يلقى الضوء على الجانب الإنسانى للدكتورة فاطمة فهى أم ضحت من أجل ابنها بعد أن انفصلت عن زوجها الذى يحاول أخذ ابنه فى صفه بعيدا عن الأم فتمرد عليها بعد أن ناضلت من أجل حل مشاكله، لقد نسيت أو تناسب مشاعرها وقلبها فرغم أنها تشعر بانجذاب نحو زميلها الدكتور حسن الذى يمثله «هشام عبدالحميد» والذى يساندها فى مختلف المواقف المهنية والشخصية والمشاكل التى يتسبب فيها ابنها إلا أنها تحاول أن تخفى مشاعرها وتبدى عدم الاهتمام به، وترضى أن تعيش حياتها ما بين البيت والمشرحة. أحداث المسلسل مكتوبة بأسلوب شيق يعتمد على الإثارة وعدم المط أو التطويل من خلال ورشة عمل مكونة من الكاتبات الشابات الواعدات مريم نعوم ونادين شمس ونجلاء الحدينى، ولذلك جاءت أشبه بتجربة نسائية يقودها المخرج الكبير د. سمير سيف صاحب التاريخ الحافل فى هذا النوع من المسلسلات التى تعتمد على الإثارة والتشويق، وإشراك المشاهد فى الأحداث من خلال تقديم بعض المعطيات فى القضية ليكتشف بنفسه الجانى مع فريق العمل فى نهاية الحلقات. أما عن الأبطال فقد أدوا أدوارهم ببراعة بدءاً من سامى العدل وهشام عبدالحميد وشيرين على الرغم من عدم تفاعل هشام عبدالحميد فى بعض المشاهد وبالتحديد مشهد تطليقه لشيرين وإخبار ابنته بخبر الطلاق، فلم أشعر بتفاعله مع ابنته التى انهارت فور سماعها الخبر. وفى نفس الوقت كشف المسلسل عن تألق الوجوه الشابة المشاركة فى المسلسل، وخاصة إيمى سمير غانم التى تظهر فى ثوب جديد لتثبت أن مقولة ابن الوز عوام حقيقية، كما كان للكاميرا دور مؤثر فى المسلسل، فقد نجح فريق التصوير بقيادة طارق التلمسانى فى تقديم صورة متميزة تضع المشاهد فى قلب الأحداث. من ناحية أخرى فقد لفت نظرى كما لفت نظر الكثيرين أن المسلسل ملىء بمشاهد العنف والدم والجثث التى يتم تشريحها مما يشكل صدمة للمشاهد الذى لم يتعود هذه النوعية خاصة فى شهر رمضان مع العلم أن البطلة نفسها رفضت التصوير فى المشرحة. والغريب أن البطلة تقوم بجميع الأدوار من طبيبة شرعية إلى وكيلة نيابة إلى مخبر وهى التى تكتشف الجانى وكأنهم نسوا أن هناك معملا يسمى المعمل الجنائى يختص بمعظم المهام التى قامت بها البطلة وبهذا أستطيع القول بأن المسلسل جيد لكنه يحتاج إلى زيادة الحبكة الدرامية، وتحية للمتألقة يسرا.