طبعا لازم يحبها.. دى حلوة وزى القمر! شدنى التعليق الذى أطلقته الشابة الصغيرة وهى تتابع المسلسل التركى المعروض أمامنا وتوقفت عن متابعة التليفزيون وأخذت أتأمل بفضول نظرات الإعجاب الممزوجة بالغيرة والحسد التى ارتسمت على وجه الفتيات الصغيرات وهن يتابعن بطلة المسلسل.. وابتسمت وأنا أتمتم: كم أنتن ساذجات فرغم الاعتقاد السائد بأن المرأة الجميلة هى أكثر النساء حظاً مع الرجال كما يقولون إلا أننى نادرا ما التقيت بامرأة شديدة الجمال وسعيدة فى الحب! بل إن أغلب الحسنوات اللاتى التقيت بهن فى مجتمعات وبلاد مختلفة على مدى سنوات من عمرى كن يخفين العديد من الجروح العاطفية وقصص الحب الفاشلة. وأذكر أننى أجريت تحقيقا صحفياً عن أجمل نساء هذا العصر مثل مارلين مونرو، ورومى شنايدر، وريتا هيورث وأفاجارنر وبريجيت باردو واكتشفت أنهن فى واقع الأمر نساء تعيسات فشلن فى الحصول على حب واحد حقيقى فى حياتهن.. وكأن الجمال كان لعنة عليهن ربما لأن المرأة الجميلة غالبا ما تكتفى بتأثير ملامح وجهها الجميل وفتنة تفاصيل جسدها المتناسق على الآخرين.. وهما رغم أهميتهما فى لفت أنظار الرجال.. إلا أنهما لا تصنعان النجاح فى أى علاقة إنسانية.. لأن الجمال الشديد يحولها من امرأة من لحم ودم ومشاعر وأحاسيس إلى مخلوق جميل يراه الرجال فيعجبون به ولكنهم يخشونه ولا يقتربون منه.. وحتى الرجل الذى يكسر الحاجز ويرتبط بحسناء فإنه ينجذب فى البداية لهذه الصورة الخارجية ولكن سرعان ما يحدث الانفصال لأنه لا يستطيع أن يتعامل يوميا مع امرأة جميلة فقط.. لأن الجمال وحده لا يكفى.. أما بالنسبة للمرأة الجميلة فإنها تشعر دائما بأن الرجل لا يحب سوى خياله وأوهامه عن مظهرها، ومن أجمل الاعترافات المحزنة والصادقة ما قالته الممثلة ريتا هيورث عن فشلها العاطفى الدائم مع أزواجها إن كل رجل تزوجته كان يبحث عن ريتا.. النجمة المثيرة ذات الشعر الأحمر النارى والجسد الممشوق والملابس المثيرة.. وأنا كنت أبحث فقط عن رجل يحب ريتا المرأة التى تكره مساحيق التجميل ولون شعرها الأحمر المصبوغ والسهر كل ليلة حتى الفجر!!. وفى فيلم تسعة الذى يعرض حاليا تقول النجمة الجميلة نيكول كيدمان التى تربطها علاقة عاطفية بالمخرج وبطل الفيلم: أنت لم تحبنى أبداً.. أنت تحب مظهرى الخارجى وأوهامك عنى!!. ويظل السر الحقيقى فى نجاح أى علاقة بين الرجل والمرأة هو الجاذبية.. هذه القوة الغامضة التى يعجز الجمال الطبيعى أو المصنوع عن الحصول عليها وحده. هذه الجاذبية الغامضة هى التى جعلت امرأة مثل الموناليزا تؤثر بابتسامتها الخالدة على كل من شاهد لوحتها حتى يومنا هذا.. إنها ابتسامة تقطر حنانا ورقة ومليئة بالتحدى والتحفظ والإغراء! وقمت من مكانى وأغلقت جهاز التليفزيون وأنا أقول للصغيرات: لا داعى للغيرة والتحسر.. فالجاذبية والسحر والتأثير على الآخرين خاصة الرجال لا يصنعها الجمال ولكن أشياء أخرى يملكها بعض النساء والمحظوظات بالفطرة وأخريات يحصلن عليها بالاجتهاد.