المرأة في دراما رمضان تتقهقر إلي الخلف!! زهرة تروج لفكرة تعدد الزوجات.. ومرشد الجماعة يري المرأة تابعاً بلا رأي مشيرة خطاب: الترويج لتعدد الزوجات يفكك الأسرة ويحتاج إلي ضوابط صارمة علماء اجتماع: عرض المسلسلات الاجتماعية في إطار غير تقليدي خطر يهدد المجتمع هل علينا الشهر الكريم بنفحاته المباركة وطقوسه المعتادة التي استغلها صناع الدراما والمسلسلات في مصر باعتباره شهر العرض الحصري لمسلسلات العام كله ومع كثرة المسلسلات المقدمة علي المشاهد بأفكارها المختلفة التجارية والتاريخية والاجتماعية يتزايد تأثير الأفكار المقدمة إلي عقل وذهن المواطن وبالأخص أن الدراما من أكثر الفنون المؤثرة في عقلية المشاهد فما هو التأثير?إذا كانت أفكار الدراما تؤدي للعنف ضد ربات البيوت وضد المرأة وتدعم الزواج العرفي كوسيلة لاباحة الزني وتركز علي تعدد الزوجات وتشيع انتشار الجنس والخمور والتدخين فكيف سيكون التأثير ومع المتابعة المستمرة كشفت معظم المسلسلات هذا العام صورة متخلفة للمرأة المصرية وعنفا وترويجا لفكر تعدد الزوجات في أكثر من مسلسل، حيث يقوم بطل المسلسل العجوز بالاعجاب بفتاة صغيرة وبفلوسها ترضخ الفتاة للزواج.. الدراما تدعم تحويل الزواج إلي تجارة في الفقيرات وهذا ما حدث في مسلسل زهرة وازواجها وشيخ العرب والعار فمن الرقيب علي هذه المسلسلات? الدراما تدعم تحويل الزواج إلي تجارة في الفقيرات ففي مسلسل زهرة وازواجها الخمسة ظهر النجم حسن يوسف بتاريخه الكبير في دور الرجل المزواج الذي اعجبته المرأة فبدأ بإغرائها بالمال لتتزوجه ونظراً لفقرها وعوزها تزوجته البطلة زهرة أو (غادة عبدالرازق) وعند أول مأزق للزوج خلعت البطلة نفسها وكأنها أخذت غرضها منه وتزوجت آخر كل هذا يصور المرأة المصرية علي أنها امرأة مستغلة أمام المشاهدين في الخارج، كما يكشف للمشاهدين المصريين نموذجاً وقدوة للفتيات لتغير رؤيتها عن الزواج وتوافق علي تعدد الزوجات. أما مسلسل العار فقد جاءت نكبة الأسرة من امرأة وهي زوجة الأب التي يصفها دائماً مختار الابن الأكبر لحسن حسني (بالبومة) وقد قام حسن حسني في المسلسل بالزواج من امرأة أخري بحجة أنه صبر علي مرضها أكثر من 35 عاماً دون أي اعتراض ومرت الاحداث وتزوج الفتاة الصغيرة الفقيرة بعدما مات الاب ورث الابن لعب ابيه وبدأ يتزوج زواجا عرفيا وينفق ماله الحرام علي الخمر والسكر وعلي الراقصات واستغل الدين في علاقته بالمرأة فدائما علي لسانه (أنا ما بحبش الحرام) ولكي يقيم علاقة معها يكتب ورقة عرفي ورغم ان المسلسل يقدم نماذج مقدمة للمرأة إلا أنه يدعم فكر الحرام والزواج العرفي. ولو انتقلنا إلي مسلسل (شيخ العرب همام) فقد تزوج فتاة لا تتعدي ال 17 عاماً للانجاب منها رغم حبه لزوجته الأولي ويقوده القدر لينجب من الاثنتين ويجمعهما في بيت واحد وتدور الاحداث حول معارك الزوجتين حول رجل واحد. وفي مسلسل (الجماعة) ذاته الذي يفوز باكبر نسبة مشاهدة كشف علي لسان المرشد أن المرأة التي لا تطيع كلام المرشد تطلق من زوجها وكأن المرأة اصبحت مجرد تابع بلا رأي. وفي مسلسل ريش نعام وبطلته (داليا البحيري) يدعم المسلسل فكر زواج الفتاة من وراء الأب نظراً لاعتراضه باعتبارها فكرة سهلة الحدوث وبعدما تكتشف تواجه البنت الاب بكل جرأة دون خوف مما فعله وكشف المسلسل أن الاب يعتبر ابنته سلعة تباع لانهاء صفقات مهمة. بدون قيود في البداية تؤكد السفيرة مشيرة خطاب وزيرة الدولة للأسرة والسكان رغم انها لم تتابع مسلسلات رمضان بأكملها إلا انها شكلت لجنة بالوزارة ترصد جميع مشاهد الإساءة للأسرة المصرية ومشاهد التدخين التي تدعم فكر الادمان لدي الشباب مؤكدة أن فكرة دعم تعدد الزوجات غير مقبولة في الدراما وتحتاج إلي ضبط وعدم إطلاقها بدون قيود. أما فيما يخص مشاكل الأسرة في الدراما فتقول إن الوزارة لا تتدخل بطلب للمبدعين لكتابة موضوعات تهم الأسرة لأن المبدعين لابد أن يكتبوا ذلك وفقا لقناعتهم الشخصية وليس بتوجيه، موضحة أن الدراما التليفزيونية تعتمد في الأساس علي الفكر التجاري الذي يبيع المسلسل وليس الفكر الذي نبغيه وتقول إنه مثلما يوجد مسلسلات هادفة مثل مسلسل (الجماعة) يوجد مسلسلات تجارية تهدف إلي الترويج وللاسف هذه المسلسلات تحصل علي نسب عالية من المشاهدة قد تؤثر في فكر المواطن. ويكشف المستشار خليل ان المرأة المصرية تعاني من اضطهاد كبير في العديد من المجالات والاماكن وأولها الأسرة، حيث يهضم حقها وتذل وتعنف من أجل ابنائها وهي أكثر فرد في الأسرة يتحمل تبعات تفاقم الفقر لدرجة أن الاحصاءات تؤكد أن 31% من الأسر تعيلها المرأة وهذا يعد حملاً إضافياً علي كاهلها ولهذا فالمطلوب تركيز المسلسلات علي هذه المشاكل للمرأة بدلاً من الاهتمام بقضايا بلا أي مناسبة. ويوضح المستشار خليل مصطفي المستشار القانوني لوزارة الأسرة والسكان أن المجلس القومي للطفولة والأمومة أقام أكثر من مرة لقاءات مع مؤلفي الدراما المشاهير لعرض مشاكل الأسرة المصرية والأزمات التي تعاني منها والعنف الموجه ضد المرأة وضد الأطفال ومشاكل أطفال الشوارع وعمالة الأطفال والختان والتجارة في الأطفال بسبب الفقر وغيرها من القضايا التي يعمل عليها المجلس القومي للطفولة والأمومة التابع لوزارة الأسرة والسكان، وهذه اللقاءات جاءت بثمارها في الأعوام الماضية في أكثر من مسلسل أما هذا العام لم يهتم أي مسلسل بهذه القضايا وكل ما يقدم إما إعمال تاريخية أو أعمال تجارية بلا أي اهداف لافتا أن مسلسلات رمضان لابد أن تدعم فكراً ايجابياً وليس سلبياً مثلما يحدث في مسلسل مثل زهرة الذي جعل البطلة تتلاعب بالرجل باعتبارها نموذجاً لابد من الاحتذاء به وهذا غير موجود. إنكار الحقوق وتكشف الدكتورة هبة جمال الدين أستاذ الرأي العام بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن مسلسلات رمضان من أكثر المواد الإعلامية تأثيراً في المشاهد نظراً لطول فترات المشاهدة وطبيعة الصائم الذي يبدل تركيزه من الصيام إلي متابعة المسلسلات وعرض المسلسلات الاجتماعية في إطار غير تقليدي يعد من أخطر الاشياء نظراً لتقليد العديد من المصريين لبطل المسلسل باعتباره نموذجاً يقتدي به في أزماته وإذا وقع في أزمة مماثلة لما في الدراما لا يفكر سوي في حلول الدراما ويقلدها ولهذا فإن مسلسل زهرة وازواجها الخمسة يعد كارثة بكل المقاييس، وتلفت الدكتورة هبة أنها قامت بعمل دراسة عن المسلسلات الرمضانية العام قبل الماضي وفوجئت بكم كبير من المسلسلات يدعم فكر انكار حقوق المرأة ويؤكد العنف ضدها ويركز علي ضرورة أن يأخذ الرجل كل حقوقه دون الاكتراث بوجود امرأة كافحت معه. فساد ورشوة وتضيف الدكتورة إيمان شريف أستاذ علم النفس الجنائي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية أن الدراما أصبحت تمثل آلة حقيقية لتوجيه فكر المصريين نظراً لقدرة هذه المسلسلات علي جذب المشاهد من خلال شخصية البطل أو الإنتاج المبهر للمسلسل مؤكدة أن الواضح لمسلسلات هذا العام انتشار مشاهد الدموية والعنف بشكل كبير لجذب المشاهد بغض النظر عن طبيعة هذا الشهر الكريم من الرحمة والغفران تعرض المسلسلات مشاهد الجنس والاثارة وشرب الخمور والدخان والقتل دون اكتراث بعقلية وطبيعة الصائم الذي يقضي معظم اليوم في بيته فيضطر إلي متابعة التليفزيون فلا يجد سوي هذه المسلسلات لتعرض عليه فيلجأ إلي مشاهدتها. وتوضح الدكتورة إيمان أن معظم ابطال المسلسلات الآن يدعمون فكر الفهلوة والفساد والرشوة حتي يصلون إلي أهدافهم الرئيسية وكأنها مؤامرة علي المواطن في دعم هذه الافكار من خلال الفكر التجاري وتطالب الدكتورة إيمان جميع صانعي الدراما بالالتزام بمسئولياتهم الاجتماعية تجاه المواطن وتجاه الأسرة المصرية لايقاف التفكك والانهيار الذي اصابها في الفترة الأخيرة بدلاً من دعم ونقل مشاهد الانهيار بصورة مثيرة تدعم خراب البيوت وزواج الفتيات الصغيرات من العجائز وتدعم الادمان والسهر في الملاهي الليلية وشرب الخمور واباحة مشاهد الجنس واباحة الزواج العرفي وربطه بالخوف من الدين، كما يحدث في مسلسل مثل العار ومسلسل زهرة وازواجها الخمسة وغيرها من المسلسلات ذات الشعبية الكبيرة.